معديات الموت غرقا فى نيل رشيد .. والحل فى الأتوبيس النهرى

معاناة شديدة يواجهها عدد من أبناء أكثر قرى وعزب مراكز مطوبس وفوة ودسوق بمحافظة كفر الشيخ وذلك لحاجتهم للانتقال إلى الضفة الشرقية بمحافظة البحيرة ، الأمر الذى يدفعهم الى ركوب معديات لا تتوافر بها أدنى اشتراطات الأمان يقودها صبية صغار مما يجعلها عرضة للغرق فى أية لحظة.
وهو ما كشفت عنه العديد من حوادث غرق المعديات فى نهر النيل والتى يروح ضحيتها العشرات من المواطنين سنويا ، حتى إن العديد من أهالى قرى الجزيرة الخضراء والسكرى والبسراط وبرج مغيزل والمعدية وخان الجنى وأبو حسن بمطوبس يقومون بنقل موتاهم على متن القوارب والمعديات المتهالكة فى عرض النهر لدفنهم فى “مقابر تل أبو مندور” الأثرى بالضفة الشرقية برشيد فى رحلة شبيهة بعادة الفراعنة القدماء مع الفارق الشاسع بين مراكب الشمس والمعديات المتهالكة التى يستخدمها أبناء مركزى مطوبس ورشيد. يقول محمد عبداللطيف من أبناء مطوبس بمحافظة كفرالشيخ إن المحليات وحدها تتحمل مسئولية المعديات لعلمها ان جميعها لا تتوافر بها أدنى اشتراطات الأمان، ولا وسائل للنجاة من أطواق أو غيرها، ويكشف ان المشكلة بدأت فى الظهور قبل7 سنوات عندما تم إلغاء الاتوبيس النهرى الذى كان يعمل بين ضفتى النيل بمطوبس ورشيد حيث كان يتيح وسيلة نقل آمنة مقابل 10 قروش فقط للفرد، لكن لا نعلم سبب توقفه عن العمل مما فتح الباب على مصراعيه لأصحاب المعديات والمراكب مستغلين حاجة المواطنين.
ويضيف محمد مجدى موظف من دسوق أن المعديات العاملة بدسوق لا يحكمها ضابط أو قانون ويسيطر عليها فقط اثنان يلقبان بعاملى اللقافة، حيث يقف أحدهما على مرسى نهر النيل برشيد بينما يقف الآخر عند مرسى مطوبس ويقومان بتحصيل المبالغ من الركاب متقاسمين الربح مع صاحب المعدية دون ان يسددوا اية ضرائب أو رسوم مما يؤدى الى ضياع مبالغ كبيرة على خزينة الدولة، فضلا عن قيام الصبية بقيادة هذه المعديات برعونة شديدة بدون أى متابعة أو إشراف من الهيئة العامة للنقل النهرى بل فى المقابل تستخدم هذه المعديات ليلا فى الأعمال المخالفة للقانون .
ويشير حامد المغازى صياد من أبناء مطوبس، الى وقوع 4 حوادث خلال الأعوام الماضية ، موضحا ان الكوبرى المقام على الطريق الدولى الساحلى يبعد عن مدينة رشيد بأكثر من 8 كيلومترات مما يدفع المواطنين الى المخاطرة وركوب المعديات المتهالكة رغم خطورتها الشديدة على أرواحهم.

فيما طالب عدد كبير من الأهالى بضرورة ايجاد حل جذرى للمشكلة للحد من ظاهرة المعديات المخالفة ، على ان يتم انشاء مشروع للنقل النهرى بين محافظتى البحيرة وكفر الشيخ على امتداد المحافظتين يكون تابعا للمحليات ويكون للمحافظ سلطة الاشراف عليه.