أكد الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، أن الخلافة من الإسلام، لكن اتباع النبى صلى الله عليه وسلم هو الإسلام، والسعى للخلافة بالقتل والتدمير ليس من الإسلام، والنبى لم يوص بذلك، ولا يجوز سب علماء الأزهر لأنهم يقدمون العلم الصحيح، وهم أدرى بذلك من غيرهم، مشيرا إلى أن غير المتخصصين يهاجمون علماء الأزهر، ويصفونهم بأنهم فقهاء الفنادق، ويطلقون على أنفسهم فقهاء الخنادق، لكن علماء الأزهر يقدمون النصيحة والرأى على مدى الزمان، ولم نجد أن هناك شيخ أزهرى أو وزيرا أوقاف أو مفتيا، كان يسعى للوصول للكرسي، أما هؤلاء فيستغلون حماس الشباب لتحقيق أهدافهم فى الوصول للسلطة، بالعناد والغباء والجهل دون إدراك الواقع أو فهم النصوص .جاء ذلك فى الصالون الثقافى الأول لوزارة الأوقاف، والذى عقد مساء السبت الماضى، بمقر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وتناول موضوع “نظم الحكم بين الماضى والحاضر والمتاجرة بقضية الخلافة”. وأوضح الدكتور على جمعة، أن النبى صلى الله عليه وسلم لم يجبر أى قوم على تغيير نظام حكمهم، وقد أرسل النبى الكريم الرسائل للبلدان، وأقر كل ذى نظام على نظام، وقد سمى العام الذى بعد تبوك بعام الوفود، فكانت هناك وفود من كل مكان، ولم يأمر النبى أيا من هذه الوفود بتغيير أنظمة حكمهم . مشيرا إلى أنه بعد سقوط الخلافة العثمانية فى عام 1924، أراد المسلمون أن تعود الخلافة، وعقد مؤتمر الخلافة فى عام 1925، لكنه فشل نتيجة الخلاف السياسي، وبعد ذلك ظهرت الجماعات التى تطالب بعودة الخلافة منها الإخوان عام 1928، وهذه الجماعات تريد السلطة والحكم، وتبنوا مناهج الخوارج فى التكفير والتفسيق، ويتطاولون دائما على علماء الأزهر . ومن جانبه قال الدكتور أسامة الأزهري، الأستاذ بجامعة الأزهر، أن هذا الصالون يعد بمثابة منبر علمى ينعقد فى رحاب وزارة الأوقاف، لتصحيح المفاهيم وتوضيح الحقائق ونشر سماحة الإسلام، مشيرا إلى أن موضوع نظم الحكم والمتاجرة بقضية الخلافة، يحمل حصاد 80 عاما من محاولات بعض الجماعات التى تطالب بعودة الخلافة، موضحا أنه خلال هذه الفترة انتهكت حرمة آيات القرآن الكريم، وتم تحريف الدلالات وقول القرآن ما لم يقله، فالتغيير لم يقع فى كلمات أو آيات القرآن الكريم، لكن تم التلاعب بفهمه بمفاهيم لا تطابق مقصودة ولا تحقق غايته. وأضاف: إن علماء الأزهر يحملون مسئولية توضيح الحقائق والمفاهيم عبر التاريخ، لكن التيارات المختلفة من الإخوان و»داعش» وغيرهما تنطلق من قضية التكفير، ويتولد عن ذلك عدد من المفاهيم منها التمكين ودار الكفر ودار الإيمان، ويتم إطلاق الأسماء على غير مسمياتها، فالأعمال الإجرامية يسمونها جهادا، ونصبوا أنفسهم قضاة، وأطلقوا أحكام التكفير، وذلك نظرا لعدم إدراك الواقع.