أعتقد أنه لا يوجد أحد فى مصر إلاوبات يشعر بالغضب والملل والرفض من استمرار حالة التردى ولغة الخطاب السقيمة التى تتبناها تركيا اردوغان حاليا ضد مصر لأكثر من عام ونصف عام أى بعد ثورة 30 يونيو حيث بلغ الشطط ولغة الخطاب والحديث الرخيص الكاذب ضد مصر مداه. ولم يعد فى الامكان الانتظار والتريث أكثر من ذلك حيث إننا جميعا بات يحدونا الأمل بضرورة الاسراع من قبل الدولة المصرية بوضع نهاية لهذا النزق والعويل والتحريض وحالة التشنج التركى ضد مصر ليل نهار والذى بات يعد شذوذاً قبيحاً ومستفزاً لم يعد مقبولاً بعد اليوم لمصر الدولة التى استطاعت استعادة الكل وليس جزءا وفى فترة وجيزة قصب سبق علاقاتها المميزة مع عديد دول العالم خاصة أمريكا وروسيا الاتحادية ناهيك عن العودة للأصل لعلاقاتها المتفردة مع عالمها العربى وقاراتها الإفريقية. وتسعى حاليا لتخطو بكل ثقة واهتمام بارزين لرسم ملامح دور فاعل ومؤثر واشتباك سياسى ودبلوماسى بلا خصومة أو عداوة مع مجموع دول الاقليم باعتبارها الرقم الصعب فى معادلة استقرار الشرق الأوسط فإذا غيمت فى مصر أمطرت فى كل دول الاقليم.. فهذه معادلة صحيحة لاحظ ماذا حدث فى مصر ودول المنطقة بعد ثورة 30 يونيو وماذا صار مستقبل جماعة الاخوان ؟ وكيف تكبد مشروعهم الاستحواذى التمددى بالضربة القاضية فى مهده حيث ان إفشال وضرب هذا المشروع فى مصر عصف وانهى حلم عودة دولة الخلافة العثمانية فى تركيا والمنطقة. مشروع عمر وحياة أردوغان فلا غرابة لمواقفه. حسنا فعلت الخارجية المصرية عبر بيانها الأخير الذى ألقم أردوغان حجراً قوياً فوق رأسه عندما وصفته بالجهل والرعونة نتيجة استمرار أخطائه وسبابه وتجاوزاته حيث كان يقتضى الأمر منذ اللحظة الأولى لاندلاع التباين والخلاف المصرى التركى بعد ثورة 30 يونيو أن يكون ذلك هو مستوى ولغة الخطاب المصرى فى التعاطى مع التجاوزات التى ينطق ويتقول بها أردوغان ضد مصر خاصة أن خطر وبأس أردوغان وتركيا بحق مصر قد بلغ مداه وذروته بعد أن تحولت تركيا إلى خنادق كريهة ومربعات من الحقد والكره والتعبئة والحشد. الملاحظة الأساسية على المشهد الحالى لعلاقات تركيا ومصر أنه على الرغم من أن القاعدة فى علم السياسة تقول أنه لا عداوة ولا خصومة دائمة وان المصالح تتلاقى دوما فى نهاية الأمر. فإن الأمر فى علاقات البلدين يختلف ويصبح الاستثناء الوحيد لهذه القاعدة حيث أن الحقد والغضب التركى والثأر من قبل شخص أردوغان ضد مصر والرئيس السيسى تحول إلى عقيدة ومتلازمة أخلاقية غير حميدة بحكم تفاصيل بذاءاته وتصرفاته الرعناء ضد مصر. ومن هنا أرى أنه بعد أن استطاعت مصر أن تتجاوز كثيراً من المحن والصعاب والعراقيل وأن تعود سريعا بفضل سياسة وخبرة أبنائها ورئيسها وحكوماتها وبفضل دعم وسقف وغطاء، أشقائها العرب فى الخليج ودول الجامعة العربية التى استطاعت أن توفر حرية المساحة ومنهجية الحركة أمام الدبلوماسية المصرية لتعود وتشق طريقها عبر التفاعل والاهتمام والتركيز مع قضايا أمتها فتمنع وترد طعنات أردوغان هذا الشخص المنفضل عن الحقيقة والواقع ويعيش فى عالمه الافتراضى مثل جماعة الاخوان وتجعل تسديدته ضد مصر ترتد إلى نحره هو وفئة باغية ملاحقة قانونيا بسبب الفساد وخرق القانون من قيادات وبارونات العدالة والتنمية الذى يمثل صورة جديدة فى صور النازيين الجدد فى أعتى عصورهم. وبالتالى آن الأوان لهذه الدولة مصر أن تسارع بكسر حالة الصمت وان تملك درعا وسيفا لترد الطعنات وتزيد وتيرة المنازلات والملاحقات الدبلوماسية ضد أردوغان فى الأممالمتحدة ومنظمة التعاون الاسلامى وتحريض المنظمات الحقوقية والانسانية الدولية ضد تركيا وكذلك الاتحاد الافريقى لقطع أوصال وتكسير أقدام أردوغان فى الوصول الى دول القارة وإحباط كل مشاريعه ومخططاته للوجود فى المنطقة وكذلك التحريض لدى دول الخليج لاحباط وتقزيم ونسف وإنهاء مشروعات الاستثمار التركى عندها تلك التى تمثل لأردوغان بيضة من الذهب الخالص لتحقيق نجاحات فى الداخل التركى. وقبل هذا وذاك تنتفض الدبلوماسية المصرية لبدء خوض غمار حرب ضروس ضد تركيا وأوردغان فى المحافل الدولية وتعقب تحركاته ومخططاته فى المنطقة لإفشالها أو القضاء عليها مع إتخاذ خطوات رادعة فى الداخل المصرى ضد تجارة واستثمارات تركيا فى مصر باعتبار أن الميزان التجارى فى مصلحة أردوغان بمراحل ولن يضيرنا شىء فى غلق محبس مكاسبه وارباحه فى مصر. لكل ذلك وفى ضوء تزايد الجدل والتجاوز التركى فأرى أن هذه اللحظة المناسبة أمام الرئيس السيسى ووزارة الخارجية وفى المنتصف بينها حكومة محلب لاتخاذ إجراءات عقابية تردع وتعاقب أردوغان وتنهى وتكف اذاة عن مصر وتكشف عن الوجه الآخر للدولة المصرية حتى لا تكون لقمة سائغة بين دول الاقليم ولتنفيذ هذه الاجراءات ومنظومة العقاب بحق أردوغان تركيا فان الأمر يحتاج الى استراتيجية استثنائية غير مألوفة.. فهل آن الأوان للعقاب والتطبيق بحق مخرب ومريض بداء العظمة والألوهية على الأرض فى تركيا. لمزيد من مقالات أشرف العشري