أكد سامح شكري وزير الخارجية أن الوضع فى ليبيا يشهد تطورات تثير قلق الجميع وتتطلب تعاملا جادا، فى تقديم العون للأخوة فى ليبيا لكى يتمكنوا من بناء مؤسسات دولتهم واستعادة الأمن والاستقرار وتحقيق تطلعاتهم المشروعة فى التقدم والرفاهية واللحاق بركب الحداثة. وشدد شكرى فى الكلمة التى ألقاها أمام مؤتمر وزراء خارجية دول الجوار الليبى والذى عقد فى الخرطوم أمس على ضرورة وضع المعايير اللازمة للجهد الإقليمى والدولى الهادف إلى إنهاء الصراع الليبى عبر حوار يجمع كافة الليبيين على كلمة سواء، موضحاأن مكمن قوة دول الجوار هو فى وحدتها التى تجلت بالطرح والمبادرة المشتركة في أغسطس الماضى لإخراج ليبيا من محنتها، بالإضافة الى مشروعية اهتمامها بدولة جارة "تتأثر بنا ونتأثر بها أكثر من غيرنا". وقال شكرى خلال الاجتماع إن الحوار بين الليبيين هو السبيل الأفضل لترجمة تلك المبادئ واقعاً،مشيرا الى أن قرار مجلس الأمن 2174 قد صدر بعد يومين من اجتماع دول الجوار الذى عقد بالقاهرة أغسطس الماضى معتمداً كافة المبادئ التى ارتضتها دول الجوار، وقال لقدتمكنت تلك الدول من أن تدفع المبعوث الدولى للأزمة الليبية "برناردينو ليون" نحو الاقتراب من منهجها، وهو ما تجلى فى إعلانه عن جولة حوار بين أطراف الصراع فى ليبيا بعد تفاهم مع مختلف القوى الليبية على قواعد وأهداف العملية السياسية معربا عن أمله فى أن تفضى تلك الخطوة إلى تشكيل حكومة بتوافق تلك القوى تنهى الانقسام فى ليبيا وتعيد للبلاد وحدتها تحت مظلة الشرعية. ولفت شكرى إلى أنه يتعين على دول الجوار الاستمرار فى تقديم النصح للمبعوث الدولى كى يهتدى بشكل دائم إلى الخيارات الرصينة، وأن نقدم له كل الدعم الممكن طالما التزم بمحددات رؤيتنا لمستقبل ليبيا دولة وطنية، موحدة، مستقرة، وذات سيادة. ومن جهته أكد وزير خارجية السودان على كرتى ضرورة تضافر كافة الجهود لإنهاء الأزمة الليبية الراهنة والعمل من أجل قبول الأطراف المتناحرة لمبدأالحوار والتفاوض بعيدا عن الصراعات المسلحة وإهدار دماء الشعب الليبي. وقال كرتى فى الجلسة الافتتاحية للمؤتمر إن هناك أطرافا خارجية ساهمت فى تأجيج الصراع الليبى ، مؤكداأن الشعب فى ليبيا يتطلع إلى الحرية والاستقرار معربا عن أمله فى أن تكلل جهود دول الجوار الجغرافى الليبى بالنجاح لإيقاف معاناة الشعب الليبى . وأوضح أن المؤتمر يركز على محورين الأول خاص بالمحور الأمنى والعسكرى والذى تتولاه دولة الجزائر، والمحور الآخر يتعلق بالجانب السياسى وتتولاه مصر ،وقال إنه تم عرض التقارير المتعلقة بالجهود المبذولة من كافة الأطراف الخارجية ومدى تفعيلها لإتاحة الفرصة لليبيين للحوار دون تدخل من أحد. وقد أجرى وزير الخارجية على هامش المؤتمر سلسلة من اللقاءات مع وزير خارجية ليبيا ،ووزير الشئون الخارجية التونسى ووزيرى خارجية النيجر وتشاد ،ووزير الدولة للشئون الأفريقية فى الجزائر, ومبعوث الجامعة العربية لليبيا، فضلا عن داليتا محمد داليتا المبعوث الأفريقى إلى ليبيا (رئيس وزراء جيبوتى السابق) تركزت - وفق ما صرح به المتحدث الرسمى باسم الخارجية -على تطورات الأوضاع السياسية والأمنية فى ليبيا،وسبل الخروج من المأزق الراهن من خلال تفعيل مبادرة دول الجوار الجغرافى لليبيا التى تم الاتفاق عليها خلال اجتماع القاهرة يوم 25 أغسطس الماضي،كما تم خلال اللقاءات تنسيق المواقف قبل اجتماع دول الجوار الخامس فى الخرطوم. وقال فى تصريحات بالخرطوم إن شكرى أجرى كذلك مباحثات مع وزير خارجية السودان على كرتى تم خلالها تناول مسار العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها وتنميتها بما يليق بالعلاقات بين الشعبين الشقيقين ،كما تم الاتفاق على تطوير المزيد من العلاقات الاقتصادية والتجارية وتسهيل عملية التبادل التجارى بما يعود بالنفع على شعبى وادى النيل فى مصر والسودان ،كما تم خلاله التحضير للاجتماع القادم للجنة العليا المشتركة بين البلدين بعد قرار الرئيسين ترفيع عملها للمستوى الرئاسى, مشيرا إلى أنه تم كذلك التشاور حول تطورات الأزمة الليبية وتفعيل دور دول الجوار الجغرافى فى تسوية تلك الأزمة للخروج من المأزق الراهن وتحقيق تطلعات الشعب الليبي.