أكد سفير جامعة الدول العربية بالبرازيل بشار ياغي تطور العلاقات العربية البرازيلية فى الفترة الأخيرة، وقال إن الولاية الثانية للرئيسة ديلما روسيف ستشهد انفتاحا أكبر على العالم العربي ،وتأكيد دعم القضايا العربية ، خاصة القضية الفلسطينية . وأشار سفير جامعة الدول العربية إلى أن الزيارات على أعلى المستويات بين البرازيل و العالم العربي فى المرحلة المقبلة من شأنها الارتقاء بالعلاقات على مختلف الأصعدة ،وقال فى حواره للأهرام إن هناك اجتماعات مكثفة، سواء على مستوى كبار المسؤولين، أو الوزراء المعنيين فى الفترة القادمة بين الجانبين العربي والأمريكي الجنوبى فى إطار الاستعداد للقمة العربية الجنوب أمريكية "اسبا "، والتى ستعقد فى الرياض العام القادم. وقال بشار ياغي إن هناك استعدادات كبيرة للاحتفال باليوم العربى فى البرازيل، وأثنى على دور مؤسسة الأهرام فى الاهتمام بأمريكا اللاتينية خاصة البرازيل، وهى خطوة جاءت استجابة لتطلعات العديد من المسئولين. كيف ترى التعاون العربى اللاتيني فى إطار (اسبا ) ما هى آليات تفعيلها وما هى المعوقات؟ لا شك أن العلاقات العربية البرازيلية قد تطورت بشكل لافت في الآونة الأخيرة، ففى حين كان التبادل التجاري لا يتجاوز 3 مليارات دولار من 9 سنوات، نجده اليوم 30 مليار دولار، ولكن على الرغم من هذا التطور الإيجابى، غير أننا نشعر انه مازال دون طموحاتنا وامكاناتنا، خاصة أن هناك رغبة كبيرة واكيدة لدى الجانبين العربي والبرازيلى،على الارتقاء بهذه العلاقة على جميع الأصعدة، إلى المستوى الذى يليق بتاريخ الأمتين، وأعتقد أن هناك بعض المعوقات التي لاتزال تحول دون زيادة التبادل التجاري بيننا، وبعض هذه المعوقات على سبيل المثال، الازدواج الضريبى فى البرازيل، وحماية الاستثمار ودعمه، وفى هذا الإطار، فإننا نعمل معا فى مجلس السفراء العرب، مع المسئولين البرازيليين لتذليل أى عقبات أمام التعاون المشترك . ماذا عن القمة العربية الجنوب أمريكية "اسبا " القادمة بالرياض 2015 ؟ فى إطار لقاءات كبار المسئولين واللجان الوزارية المشتركة بين الاقليمين؟ إن قمة الدول العربية، ودول امريكاالجنوبية "اسبا "هى آلية للتعاون فيما بين الاقليمين، ومنتدى للتنسيق السياسي، والتى تهدف إلى التقارب على الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ويقوم مؤتمر القمة على آلية التعاون فى إطار الجنوب جنوب، وعلى تنسيق المواقف والسياسات فى المحافل المتعددة الأطراف. وقد اقترحت البرازيل هذه الآلية عام 2003 وأنشئت رسمياً فى القمة الأولى لرؤساء الدول والحكومات فى برازيليا 2005، ثم توالت القمم والتى تعقد كل ثلاث سنوات، وتجمع 22 دولة عربية و12 دولة هى دول أمريكاالجنوبية ،بالإضافة إلى جامعة الدول العربية، واتحاد دول أمريكاالجنوبية " اوناسور "وكانت القمة الأخيرة قد عقدت في بيرو 2012. وفى إطار الاستعداد للقمة العربية الجنوب أمريكية، والتى ستعقد فى الرياض العام القادم. عقد في الشهور الأخيرة اجتماع وزراء الثقافة فى الرياض، والمنتدى الأول للقيادات النسائية فى بيرو، واجتماع المؤسسات الدبلوماسية فى العراق، وندوة التكنولوجيا، وآليات التطوير النظيف فى مصر، واجتماع وزراء الصحة فى بيرو، واجتماع لجنة التعاون الزراعى فى السودان، وسيشهد العام القادم استعدادات مكثفة فى إطار التحضير للقمة أيضاً، حيث تعقد اجتماعات وزراء الشؤون الاجتماعية فى لبنان، ووزراء البيئة في الإكوادور، ووزراء المال والاقتصاد فى بوليفيا، والسياحة في الأردن، والاتصالات فى مقر الجامعة العربية بالقاهرة، ومؤتمر التعاون الصناعي بمقر الجامعة العربية بالقاهرة، ووزراء التعليم بالكويت، وورشة عمل لمدراء المكتبات بمكتبة الإسكندرية، ثم اجتماعات كبار المسئولين، وقبل القمة مباشرة تعقد اجتماعات وزراء خارجية الاقليمين فى البحرين . كيف يمكن للعالم العربى الاستفادجة من التجربة البرازيلية؟ إن التعاون العربى البرازيلى، وتبادل الخبرات على جميع الأصعدة، ساهم لكلا الطرفين في الاستفادة من التجربة الناجحة لهذه الدول، وعلى سبيل المثال لا الحصر، فى مجالات استصلاح الأراضي، والرى، ومكافحة التصحر ،والمناخ، والبيئة، وللبرازيل تجربة ناجحة ومتفردة وحققت طفرة فى مجال البرامج الاجتماعية وسياسات الدعم، والإسكان الاجتماعي ،بالإضافة إلى عضويتها فى تكتلات اقتصادية كبيرة مثل مجموعة العشرين، و تجمع الميركسور، والبركس ،علينا الاستفادة بهذه البرامج، وأيضا البحث عن آفاق التعاون الاقتصادي مع تجمعات مثل الميركسور من خلال البرازيل. ما محل القضايا العربية فى أجندة السياسة الخارجية للبرازيل؟، خاصة بعد فوز ديلما روسيف بولاية ثانية ؟ لقد شهدت ولاية الرئيس السابق لولا داسيلفا تطورا لافتا ونوعيا، فى إطار تفعيل وتقوية العلاقات العربية البرازيلية، بداية من دعوته إلى آليات لتفعيل هذا التعاون، من خلال القمة العربية الجنوب أمريكية "اسبا"، والتى عقدت قمتها الأولى 2005، شهدت العلاقات منذ ذلك التاريخ تطورات بارزة ولافتة على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية، ثم جاءت ولاية الرئيسة ديلما روسيف، استكمالا لهذا النهج الذى أرساه لولا داسيلفا، فى تطوير العلاقات، ودعم القضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وهنا لابد من الإشارة إلى القرار الشجاع الذى اتخذته البرازيل بالاعتراف بفلسطين دولة حرة مستقلة ذات سيادة. وأعتقد أن الولاية الجديدة للرئيسة ديلما روسيف سوف تشهد مزيداً من الانفتاح على العالم العربى، ولا شك أن الزيارات المتبادلة، وعلى أعلى المستويات ستسهم بشكل فعال فى تقوية وتنشيط العلاقات العربية البرازيلية. يشكل مجلس السفراء العرب فى البرازيل، نموذجا مشرقا يحتذى به على صعيد العمل العربى المشترك، حيث المودة والاحترام المتبادل والتجانس هى القيم التى تسود المجلس بكل مكوناته ، بالإضافة إلى الخبرات الهائلة التى يتمتع بها كل الأعضاء، ويعمل المجلس يدا واحدة فى جميع القضايا التي تخدم العمل العربى المشترك وأهدافه، كما يقوم المجلس بزيارات سنوية لعدة ولايات برازيلية يتم خلالها بحث آفاق التعاون الاقتصادي والاجتماعي والثقافي ،بينها وبين المدن والبلدان العربية، وقد أثمرت هذه الزيارات عن اتفاقيات فى مجالات متعددة، وكانت آخر هذه الزيارات الشهر الماضي إلى ولاية سييرا ، التى لديها خبرات واسعة فى الطاقة الشمسية والهوائية، وتتمتع بمنتجات صناعية وسياحية وزراعية متميزة . كما أقامت بعثة الجامعة العربية ومجلس السفراء العرب العام الماضي وللمرة الأولى فى تاريخ أمريكا اللاتينية أسبوعا عربياً شاركت فيه 9 فرق فنية عربية، إضافة إلى المعارض والندوات الاقتصادية والاجتماعية والأمسيات الثقافية، وأسبوع الفيلم العربي، واختتم الأسبوع العربى بحفل عشاء ضخم تم خلاله تكريم نائب رئيس الجمهورية ميشيل تامر المنحدر من أصل عربي "لبنان "، وتقليده درعا تذكارية بهذه المناسبة. وقد شكل هذا الأسبوع العربى فرصة لإبراز الجوانب الحضارية والثقافية لأمتنا العربية، كما شاركت بعثة الجامعة العربية مجلس السفراء العرب فى إحياء اليوم العالمى والعام العالمى للتضامن مع الشعب الفلسطيني والذى أقرته الأممالمتحدة فى 29 نوفمبر وذلك عبر جلسة مشتركة لمجلسي النواب والشيوخ فى البرازيل، شارك فيها إلى جانب مجلس السفراء العرب، العديد من المسئولين وأبناء الجالية العربية.