أعلنت منظمة الشفافية الدولية المعنية بالفساد فى تقريرها السنوى أمس أن الفساد زاد فى العديد من الدول التى تتمتع بأفضل أداء اقتصادى فى العالم ، حيث إن زيادة النمو شجعت على إساءة استخدام السلطة. وقال خوزيه أوجاز رئيس المنظمة فى بيان : "يظهر مؤشر معطيات الفساد لعام 2014 أن النمو الاقتصادى يساعد القادة وكبار المسئولين على إساءة استخدام السلطة فيما يتعلق بالاستيلاء على الأموال العامة لتحقيق مكاسب شخصية". وقال أوجاز تعليقا على ترتيب الدول المختلفة على المؤشر : "تحتاج الدول التى حلت فى مؤخرة الترتيب إلى أن تتبنى إجراءات حاسمة لمكافحة الفساد لصالح شعبها، أما الدول التى حلت فى المقدمة فينبغى عليها التأكد من أنها لا تصدر ممارسات فاسدة إلى الدول الأقل تقدما". ويحلل مؤشر الفساد السنوى للمنظمة إساءة استخدام السلطة والتعاملات السرية والرشوة فى القطاع الحكومى للدول، وكلما ارتفعت مستويات الفساد قلت الدرجة الممنوحة للدولة على المؤشر. وتصدرت الدنمارك مؤشر المنظمة بحصولها على درجة 92 من 100 درجة ، وهو ما يعنى أن قطاعها الحكومى "نظيف للغاية"، تلتها نيوزيلاندا ب91 نقطة، ثم فنلندا 89 نقطة، بينما تقاسمت كوريا الشمالية والصومال المرتبة الأخيرة بدرجة 8 فقط على المؤشر نفسه، وجاءتا فى المركز 174 مكرر. وكانت الصينوتركيا وأنجولا بين الدول الأكثر فسادا فى المؤشر، رغم أنها حققت متوسط نمو اقتصادى أكثر من 4٪ خلال الأربعة أعوام الماضية. وكانت مصر والأردن وكوت ديفوار وسانت فينسان وجزر جرينادين ومالى وسوازيلاند من بين أكبر الفائزين فى مؤشر 2014. وشهد المؤشر تقدما ملحوظا لمصر التى باتت تحتل المركز ال94 مكرر عالميا برصيد 37 نقطة ، بعد أن كان رصيدها فى عام 2013 يبلغ 32 نقطة فقط. وكانت مصر من بين الدول القليلة التى حققت تقدما هذا العام بشكل ملحوظ ، ومعها دول مثل الأردن ، بعكس دول أخرى تراجع رصيدها من النقاط ، ومن بينها تركيا التى تراجعت 5 درجات كاملة هذا العام لتسجل 45 نقطة فقط بعد أن كانت 50 نقطة فى 2013 ، متأثرة بفضيحة الفساد الكبرى التى تم الكشف عنها. كما سجلت أفغانستان التى تكافح من أجل إنهاء صراع طويل المدى مفاجأة فى مؤشر الفساد، حيث ارتفعت بمقدار أربع درجات هذا العام. أما الصين صاحبة ثانى أكبر اقتصاد فى العالم فسجلت 36 درجة على المؤشر، متراجعة أربع درجات عن العام الماضى رغم إطلاق بكين أكبر حملة ضد الفساد. كما كانت هناك أنباء طيبة للدول التى كانت وسط أزمة منطقة اليورو، حيث صعدت البرتغال وإسبانيا وإيطاليا فى المؤشر، وحققت اليونان قفزة كبيرة ، حيث صعدت من رقم 89 فى 2013 إلى 69 هذا العام. واحتفظت ألمانيا، صاحبة أكبر اقتصاد فى أوروبا بتصنيفها الذى حصلت عليه فى 2013 كرقم 12 فى مؤشر الفساد، بينما صعدت الولاياتالمتحدة بمقدار درجتين لتصل إلى المرتبة ال 17. ومن بين المؤشرات البارزة الأخرى فى المؤشر أن أوكرانيا لديها أعلى مستوى من الرشوة فى أوروبا ، وأن اليونان ورومانيا هما أقل دول الاتحاد الأوروبى ترتيبا فى المؤشر.