أثارت »براءة مبارك« ورموز نظامه فى محاكمة القرن جدلا سياسيا واسعا حول إمكان عودة رموز الحزب الوطنى للبرلمان المقبل ، فالبعض يرى ان تلك البراءة ستفتح الباب على مصراعيه لعودة رجال الحزب الوطنى من جديد من خلال مجلس النواب المقبل ،بينما نفى البعض ذلك مؤكدا أن الشعب المصرى لديه الوعى الكامل لاختيار نوابه والشعب هو الوحيد القادر على عزل رموز الوطنى والإخوان وإقصائهم من الحياة السياسية. فمن جانبه أكد محمد أنور السادات رئيس حزب الإصلاح والتنمية أن حكم البراءة الذى حصل عليه مبارك ورموز نظامه فى محاكمة القرن سوف يعيد إلينا وجوها قديمة لتطل على الساحة السياسية من جديد خاصة مع اقتراب انتخابات مجلس النواب وعلى الشعب أن يكون منتبها لذلك. وقال السادات إن مبارك وإن كان تمت تبرئته جنائيا فهو مدان سياسيا، لذا يجب على رموز نظامه والتابعين لهم ألا يستفزوا الشعب ويحفظوا ماء وجوههم ويبتعدوا عن العمل السياسى بعد ما عاناه الشعب منهم لسنوات طويلة . ودعا السادات الرئيس السيسى لإجراء مصالحة عاجلة مع الشباب والقوى الثورية الغاضبة من الحكم على مبارك ورموز نظامه حتى يتمكن الجميع من المشاركة فى بناء الوطن، مشددا على ضرورة مصارحة الشعب بالحقائق والإجابة عن التساؤل الذى يدور فى أذهان الكثيرين، وهو من قتل الثوار؟ ومن جانبه أكد أحمد ابوسنة رئيس اتحاد شباب حزب المؤتمر أن احكام البراءة التى حصل عليها مبارك ونظامه مع احترامنا لتلك الاحكام ستعطى دفعة قوية لرموز وقيادات الحزب الوطنى للعودة مرة اخرى للساحة السياسية من خلال البرلمان المقبل . وقال أبوسنة ل«الاهرام» إن الحكم كان بمثابة مكسب سياسى لفلول النظامين السابقين ، وسيفتح بالطبع الباب على مصراعيه لدخول البرلمان القادم . ومن جانبه قال المستشار بهاء الدين ابوشقة السكرتير العام لحزب الوفد إن ترويج عودة رموز الحزب الوطنى للبرلمان المقبل هدفه إحداث «فتنة» بالمجتمع ، مؤكدا ان الشعب المصرى بصلابته وحنكته وإرادته التى أسقطت نظامين فى أقل من سنتين لديه من الوعى ما من شأنه أن يحول دون تسلل أى شخص أفسد الحياة السياسية للوصول للبرلمان. وقال أبوشقة للاهرام : إن الشعب المصرى قادر على عزل الذين أفسدوا الحياة السياسية ومنعهم بنفسه من الوصول للبرلمان ، فالوجوه الفاسدة معروفة للجميع والشعب لن يسمح بعودتهم مرة أخري. وحول الاتهامات الموجهة لحزب الوفد بضم رموز الحزب الوطنى للحزب وترشحهم على قوائمه ، قال ابوشقة : ان الحزب الوطنى كان به نحو ثلاثة ملايين عضو ولم يكونوا كلهم فاسدين وهناك ضوابط وشروط لانضمام الاعضاء والترشح على قوائم الوفد ، أولها عدم الاتهام بإفساد الحياة السياسية وعدم قبول من ترشح فى انتخابات برلمان 2010 بالاضافة الى أهمية السيرة الذاتية والسمعة الحسنة وشعبية المرشح وخبرته فى الدائرة. وشدد ابوشقة على ان حزب الوفد لن يقبل على قوائمه أى شخص تلطخت يده بدماء المصريين او حتى مجرد اتهامه فى إفساد الحياة السياسية فى نظام مبارك. وعلى الصعيد نفسه اكد خالد يوسف الناشط السياسى و المتحدث باسم تيار «البديل الحر» أنه مع احترامنا لأحكام القضاء، وعدم جواز التعليق عليها، وبالرغم من أن القضية لم تنته قانوناً نظراً لوجود فرصة اخرى للطعن على الأحكام أمام محكمة النقض للمرة الثانية، إلا أننا ماضون فى طريقنا فى الحياة السياسية، ولن نسمح للوجوه القديمة ورموز نظام مبارك الملوثة أيديهم بدماء الشهداء وبالفساد فى كافة صوره أن تعود مرة أخري، ولن نعطى الفرصة لأصحاب المصالح الخبيثة من الإخوان وأصحاب الإسلام السياسى أن يستغلوا الموقف وأن يقفزوا على أكتافنا مرة آخرى كما فعلوا فى الماضى القريب. وناشد يوسف كافة القوى والحركات السياسية الشبابية المؤمنة بثورتى 25 يناير و 30 يونيو، بضرورة التوحد والوقوف جنباً إلى جنب صفاً واحداً لمواجهة بقايا نظام مبارك المفسدين وبقايا الإخوان وأصحاب الإسلام السياسي، والعمل على الارتقاء بالحياة السياسية وتطهيرها من هذه الوجوه الفاسدة والفاشية كى نستطيع أن نبنى مستقبلنا ومستقبل بلادنا بالصورة التى لطالما حلمنا بها وثورنا من أجلها.