تزداد معدلات الاضطرابات النفسية و العصبية في هذا الزمن، و مع التقدم و التطور السريع لزماننا تظهر أمراض غريبة لم يتوصل العلم لعلاجها حتى الآن. كثير منا لم يسمع عنها من قبل و آخرون يعرفون مصابين كثيرون بهذا المرض ويحس بعضهم أنه أصبح مثل دور البرد الذي يجتاح معظم الأجسام في فصل الشتاء. التصلب اللويحي (التصلب المتعدد) هو مرض مناعة ذاتية، حيث يقوم جهاز المناعة بمهاجمة نفسه. فهو احد أمراض المناعة التي تواجهنا في هذا العصر و هو مرض يؤدي في كثير من الأحيان إلى الإنهاك، إذ يقوم جهاز المناعة في الجسم بإتلاف الغشاء المحيط بالأعصاب، طبقة الميالين (Myelin)، المادة الدهنية التي تغلف الألياف العصبية في الدماغ والعمود الفقري وتقوم بحمايتها. هذا التلف أو التآكل للغشاء يؤثر سلبا على عملية الاتصال ما بين الدماغ وبقية أعضاء الجسم. وفي نهاية المطاف، قد تصاب الأعصاب نفسها بالضرر، وهو ضرر غير قابل للإصلاح. أعراض التصلب اللويحي مختلفة ومتنوعة، حسب الأعصاب المصابة وشدة الإصابة، يفقد المرضى القدرة على المشي أو التكلم. أحيانا، من الصعب تشخيص المرض في مراحله الأولى، لان الأعراض غالبا تظهر ثم تختفي، وقد تختفي لعدة أشهر. و يظهر هذا المرض في أي عمر، لكنه في العادة يبدأ بالتطور في سن ما بين 20 - 40 عاما. كما أن المرض يصيب النساء بشكل اكبر من الرجال. على أي حال، فإن إثبات دليل مباشر عن السبب المناعي الذاتي للتصلب اللويحي لا زال ناقصاً، ولا يعرف الأطباء والباحثون السبب الدقيق لإصابة شخص ما بمرض التصلب اللويحي. و للأسف لا علاج شاف للمرض و لكن يتركز، إجمالا، في مقاومة (معالجة) رد الفعل المناعي الذاتي والسيطرة على الأعراض. كورتيكوستيرويد (corticosteroid) هو العلاج الأكثر انتشارا لمرض التصلب المتعدد، إذ يحاصر ويقلص الالتهاب الذي يشتد، عادة عند النوبات و أيضا الانترفيرون (enterperone) من احد أهم هذه العلاجات. و من طرق العلاج يوجد علاج بالتدليك فالعلاج الطبيعي او العلاج بالتشغيل يتم تعليم المريض وتدريبه على تمارين للشد والتقوية، كما يتم توجيه المريض حول كيفية استخدام أجهزة يمكنها تسهيل الحياة اليومية. كما يجب على المحيطين بالمصابين بهذا المرض أن يقوموا بشد أذر ذويهم فمع ندرة هذا المرض إلا أن عدد المصابين به كثيرا و هم يحتاجون إلى دعم نفسي كبير حتى يساعدهم على اجتياز و تحدي هذا المرض المناعي الخطير. [email protected] لمزيد من مقالات سمر عبدالفتاح