بعد ثورة 25 يناير شعر المواطن المصرى بالغياب الأمنى لأسباب؛ منها حالة الاحتقان بين المواطنين ورجال الشرطة، ولكن ابسط الحقوق التى يطالب بها رجل الشارع هى عودة سيارات النجدة التى كانت تجوب شوارع العاصمة وتطلق أصوات السرينة التى كانت تبعث الطمأنينة للمواطنين كنوع من انواع الأمن ليلا ونهارا، ولكن غيابها أصبح يسبب تخوف المواطنين، كما ان عودتها أصبحت مطلبا جماهيريا. فى البداية يؤكد اللواء أحمد عبدالباسط الخبير الأمنى ان 70% من الأمن فى الشارع عبارة عن »مظهر منضبط ومحترف« يدعو للثقة والاحترام، والدوريات الراكبة موجودة بشكل جزئى ولابد ان تتسم بقدرات أمنية واضحة تبدأ من جودة المركبة التى تستخدم فى هذه الدوريات حتى تترك انطباعا من حيث الشكل والقدرة ثم يأتى دور القوة التى تستقل هذه السيارة، فلابد ان يكون قائدها محترف قيادة ، ويدرك اهمية اتباع قواعد المرور حتى لا يكون هناك انتقاد من العامة وان يلتزم افراد القوة التى تستقل السيارة بأقصى درجات الانضباط من حيث المظهر والملابس الرسمية، كما يجب ان تزود هذه السيارات بالسوائل البترولية الكافية لتغطية النطاق الامنى الذى تتحرك فيه اثناء العمليات الشرطية، وايضا عدم لجوء افراد السيارة إلى قضاء اى احتياجات خاصة بهم خلال خدمتهم الامنية حتى لا يكونوا مجالا للنقد، وان يلتزموا دائماً بالمعايير الاحترافية للتعامل مع المواقف الامنية فى الشارع المصرى بحيث يعوا تماماً الفرق بين الموقف الإنسانى أو المشكلة الاجتماعية التى تبدو أمنية. وقال: "منذ القدم كان هناك شاويش الدورية الليلية وتطور فى السنوات الماضية حيث اصبحت هناك سيارات شرطة النجدة الخاصة بالبلاغات ولكنها استحدثت فى التسعينيات واطلق عليها الدوريات الأمنية الراكبة ويقتصر نشاطها على المدن وكوادر المحافظات. نادرة ويؤكد مصدر مسئول فى إدارة مرور القاهرة ان سيارات الدورية الراكبة لم تلغ قط ، وأن ندرتها بسبب الظروف الامنية التى تمر بها البلاد والتى شعر بها المواطنون وهناك الكثير من تلك السيارات تم حرقها من قبل المتظاهرين اثناء مسيراتهم، ومن ثم فهناك عملية تحديث وتسليح جديد لأفراد قوة النجدة كنوع من انواع التطوير الامنى الذى سيشعر به المواطن ولكن هناك وجود مكثفا من افراد المرور لمواجهة الكثافة المرورية بالأخص بعد عودة الدراسة بالمدارس والجامعات او التصدى لاى أعمال عنف وتخريب من قبل الجماعات الإرهابية كما يوجد خط ساخن لإدارة المرور وهو 01221110000فى حالة تلقى أى شكاوي. ويطالب المواطنون بعودة الدورية الراكبة، يقول السيد أحمد فهيم موظف انها فى كثير من الاحيان تواجه وتتصدى لمخاطر لا يستطيع المواطن الأعزل ان يتصرف فيها ، كما ان مجرد تجول تلك السيارات فى الشوارع يعد رسالة للخارجين عن القانون بعودة الأمن للشارع مرة اخرى لانه عندما يستغيث اى شخص ويتصل بأرقام الخط الساخن ولم يجبه أحدا فهذا يصيب المواطنين بالإحباط والاستسلام او انه يلجأ لحل آخر وهو المواجهة وتطبيق سياسة الدفاع عن النفس والتى دائماً ما تسفر عن وقوع ضحايا.وفى جولة لتحقيقات الأهرام بمنطقة وسط البلد قال فتحى إبراهيم موظف حكومي ان الأمور اختلفت تماما عن ذى قبل بالأخص منذ 25 يناير فقد بدأنا نشعر بالوجود الأمنى فى كل مكان ونرى سيارات النجدة فى الشوارع وان كانت بعض المناطق مازالت تعانى من غياب الأمن ولكن فى النهاية الجميع يعلم مدى المعاناة والمتاعب التى يواجهها قطاع الشرطة والمجتمع معا. الاتصال والبلاغ ويوضح اللواء عادل الزنكلونى وكيل الادارة العامة لشرطة النجدة ان على مستوى القاهرة هناك ما يقرب من 15 مليون نسمة ، و تستقبل غرفة عمليات شرطة النجدة نحو 12 الف اتصال تقريبا و1200 بلاغ يوميا ، ولابد من توضيح الفرق، ففى الاتصال يطلب المتصل رقم النجدة 122 وعندما يسمع رسالة »انتظر لان جميع الخطوط مشغولة« ينهي المكالمة، اما البلاغ فهو تلقى غرفة العمليات بلاغات منها إيجابية ومنها سلبية أو كاذبة أو مازحة وفى هذه الحالة نتخذ ضد هذه المكالمات الإجراء القانونى بتحويل الأسطوانة المسجلة وبها كل بيانات المتصل إلى النيابة لاتخاذ اللازم، وفى الآونة الاخيرة تعددت البلاغات عن وجود جسم غريب مشتبه فيه ونتعامل بجدية ببلاغ للحماية المدنية أولا ثم على الفور تتوجه سيارة النجدة وخبير المفرقعات لفحص البلاغ وذلك بناء على تعليمات وزير الداخلية واللواء على الدمرداش مساعد اول وزير الداخلية لقطاع أمن القاهرة . الخطوط مشغولة ويضيف : نعلم ان هناك شكاوى من المواطنين من انشغال خطوط النجدة، لهذا فان وزارة الداخلية تقوم بزيادة غرف عمليات النجدة وامداد مديرية أمن القاهرة بقوة بشرية من الضباط والافراد والاجهزة والمعدات والشاشات لحل المشكلة، كما ان دور النجدة لا يقف عند تلقى بلاغات المواطنين فقط ولكن لديها ادوارا أخرى على سبيل المثال تأمين المحاور الرئيسية بالقاهرة وسيارات الترحيلات من والى السجون وسيارات المواد المتفجرة وايضاً تؤمن سيارات الأفواج السياحية ولكن الدور الأساسى لشرطة النجدة هو فحص بلاغات المواطنين وتأمين الطرق . وتتكون قوة سيارة النجدة من سائق ورئيس دورية ومرافق وأفراد أمن وجميعهم مسلحون ومدربون على طريقة التعامل مع كل حالة او موقف يواجهونه ، وذلك بجانب الدراجات البخارية التى تتبع إدارة شرطة النجدة لتعاون سيارات النجدة فى ملاحظة الحالة فى الشارع مع الاخطار الفورى فى وجود اى شيء يعكر صفو الأمن العام ، ونؤكد علي دورية النجدة طوال وجودها فى الشارع باستعمال آلة التنبيه »السرينة« وانوار السيارة »الفلاشر«. ويضيف اللواء عادل الزنكلونى ان سيارات الدورية الراكبة تم الغاؤها وضمها تحت مسمى واحد هو «شرطة النجدة». وهناك دور مهم لشرطة النجدة هو فحص البلاغات الانسانية وهى عبارة عن البحث عن فصيلة دم معينة ناقصة ولم يجدوها، فمن خلال غرفة عمليات النجدة فى مديرية أمن القاهرة نتصل بجميع المستشفيات للمساعدة ثم الرجوع للمتصل وإبلاغه بالنتيجة وتكرار البحث عن حضانات الأطفال وسرير فى العناية المركزة، ونحن نعلم أزمة الأماكن وايضاً فى عملية البحث عن الأطفال المفقودين ، أو طالب تأخر عن ميعاد الامتحان بسبب الزحام المرورى على الفور تتوجه اليه سيارة نجدة لتساعده فى سرعة الوصول لأداء الامتحان، فهذا واجب والتزام على شرطة النجدة فى تقديم العون والمساعدة للمواطنين ، وبالفعل أخيرا بدأ يشعر المواطن بالوجود الشرطى وسيارات النجدة فى كل مكان تجوب العاصمة، لكن المشكلة اننا تلقينا شكوى من أصوات سرينة سيارات شرطة النجدة ولذلك فان الكثيرين لا يشعرون بوجود النجدة فى الشوارع.