وأنت قلقان من إيه... من الإشاعات إللى بتقولك أعوذ بالله من الشيطان الرجيم قربوا من مصر واقفين على حدود مصر إللى بيقرب من حدود مصر بيندفن على الحدود أو جوه الحدود عندنا تعرف مصر هى إيه مصر دى أكبر جبانة على ظهر الكرة الأرضية بدون نقاش والجبانة فيها عدد كبير من الترب يعنى المقابر باللغة الفصحى قدم كده شوية وادخل على الصعيد هتلاقى تربة الهكسوس خطوتين كده وهتلاقى تربة التتار وعلى يمينك كده وانت داخل هتلاقى تربة الفرنساوية إطلع فوق وادخل يمينك على خط القنال هتلاقى قدامك تربة الإنجليز وبعدها تربة الإسرائيليين شوية كده وادخل شمال ناحية العلمين هتلاقى قدامك تربة الألمان إحنا عايشين على أرض مصر أصلاً إحنا عايشين فى أكبر جبانة على ظهر الأرض نحن أصدقاء الموت ألفنا فيه كتاب الموتى قبل أن يعرف العالم معنى التأليف بل إحنا الموت نفسه على كل من يتعدى الحدود لا تقلق نحن مصر نحن أكبر جبانة على ظهر الأرض. لا تقسو على نفسك بالنقد وتقول أنا ما عملتش حاجة لمصر انت عملت كتير والله بس انت وأنا معاك كمان عاوزين نعمل لبلدنا أكتر وأكتر وأبسط حاجة بتعملها انك بتدعى لمصر نحن الآن نواجه أشرس حرب نفسية يمكن أن تواجهها أمة من كل أمم العالم نحن نواجه حرب التشكيك والبلبلة والتفتيت والانقسام والتشتيت وانهيار الثقة فى النفس وفى القيادة وفى الجيش وفى الشرطة وفى أى مشروع قومى وطنى فى الحرب العالمية الثانية هل تعلم سيدى أن أكثر وزير كان يعتمد عليه هتلر فى حروبه على الدول التى هاجمها هو جوزيف جوبلز وزير الدعاية فى الحكومة النازية كان جوبلز يمهد الطريق بعملائه لقوات هتلر قبل الزحف بإطلاق الشائعات التى تنال من الروح المعنوية لشعب وجيش الدولة المخطط الهجوم عليها حتى ما إذا أغرقها بالشائعات والأكاذيب والتشكيك فى إمكاناتها وقدراتها العسكرية بدأت قوات الجيش النازى فى الهجوم مصر اليوم تواجه جوبلز الإرهابى فاصمد وقاوم ولا تسلم أذنيك أو عينيك لجريدة جوبلز الورقية أو موقع جوبلز الإلكترونى أو شريط فيديو جوبلز أنت سيدى المصرى أقوى ألف مرة من جوبلز وإرهاب جوبلز. سبحان الله يا أخى العالم كله خارج المنطقة العربية يحترم الوقت ويقدسه و يخطط له أحسن تخطيط للاستفادة منه وتحقيق أقصى نفع لمجتمعاته جداول زمنية محددة باليوم والساعة والدقيقة للبدء فى أى مشروع والانتهاء منه جداول زمنية لصعود المركبات إلى الفضاء جداول زمنية للانتهاء من أبحاث علمية معينة فى مجال الدواء مثلاً و إعلان طرح الدواء فى شهر كذا سنة كذا.. بينما نحن فى مصر تتنافس الدعوات بمسميات لا علاقة لها بالوقت ولا احترامه ولا قيمته جمعة الغضب . جمعة الخلاص . جمعة الإنتقام . جمعة التصدى... جمعة التحدى... جمعة القصاص... جمعة الشرعية... جمعة ال... جمعة ال... جمعة ال... وهكذا لا تجد أبداً يوم جمعة واحدا للعمل... العمل... العمل... بس ولا يهمك... مصر ستنتصر إن شاء الله... ويوم جمعة برضه... لا تقل سقط الجندى شهيداً... بل قل... ارتفع الجندى شهيداً... فالشهداء يرتفعون إلى السماء أحياء عند ربهم يرزقون... حتى وإن كانت أجسادهم على الأرض... عندما تصمت ولو للحظة واحدة عن دعم ومساندة جنودك فى الجيش و الشرطة تذكر أنه لولا تضحياتهم بأرواحهم يرتفعون ولا أقول يسقطون شهداء فى كل شوارع مصر . ما كنت تجرؤ على النوم آمناً مطمئناً فى أى بيت من بيوت تلك الشوارع... إحدى وعشرون طلقة سلام للشهيد... قف إحتراماً... فأنت فى حضرة شهيد... لا تقلق ... نحن مصر... نحن المرابطون فى سبيل الله إلى يوم الدين... نحن المدافعون الحقيقيون عن الإسلام والمسيحية والإنسانية كلها ... يا أخى... اعرف مقام وطنك... يوم استغاث الخليفة عمر بن الخطاب بحاكم مصر لتنقذ مصر أشقاءها من الموت جوعاً... قال فى رسالته كلمتين اتنين وا غوثاه... واغوثاه... والسلام.. كانت النخوة المصرية فى رد عمرو ابن العاص والله لأرسلن لك قافلة من الطعام .. أولها عندك فى المدينة.. وآخرها عندى فى مصر.. لا تقلق... على وطن احتمت به سيدة نساء العالمين مريم البتول فى حضنها كلمة الله المسيح عيسى ابن مريم... قد بوركت أرض مصر بخطاهم عليها. لمزيد من مقالات مؤنس الزهيرى