فتيات العشوائيات يقهرن البطالة

«يلا قوم مستنى ايه.. انزل يلا وشوف شغلانة.. متقلقش ده مش حالك انت لوحدك.. ده حال شباب كتير تعبانة».
«انزل يلا وقول ياهادى.. يارب عليك اعتمادى.. رميت حمولى يارب عليك.. وانت الواسطة فى الدنيا دى».
«يعنى مندوب مبيعات.. ولا أمن فى شركات.. مش أحسن من البلاى ستيشن.. والقاعدة يا ناس على الشات.
«اعملوا يا شباب بقى اللى عليكو.. وحطوا ايديكو فى ايد بعض . حبة ارادة شوية عليكو فرحوا الناس حوليكو »
تلك الكلمات الغنائية انطلقت كالصاروخ من فنان شاب أوجد لنفسه فرصة عمل، زلزلت وجدان الشباب والحضور فى حفل تخريج الدفعة الأولى من مشروع » تطوير المجتمعات الفقيرة والمهمشة» الذى تتبناه الهيئة القبطية الانجيلية للخدمات الاجتماعية بتمويل وتنفيذ مؤسسة فكر واعمل للتنمية لتوفير فرص عمل لاكثر من 450 شابا وفتاة بالمناطق العشوائية.
الكوافير الحريمى
ويوضح مدحت شفيق نائب رئيس مؤسسة فكر وإعمل للتنمية أن المؤسسة منذ نشأتها عام 2005 على يد رجل الاعمال توفيق جورج، وهى تعمل على خدمة الشباب فى كل محافظات مصر وتهتم بشكل خاص ب تشغيل الشباب والقضاء على البطالة التى ارتفعت نسبتها فى الاونة الاخيرة بين الشباب نسبتها الى 25 % وبالتحديد فى الاماكن العشوائية والفقيرة، والتى جعلت الشباب عرضة لجميع الاتجاهات السلبية من تطرف وادمان وعدم انتماء، ويضيف أن المؤسسة تنتهج تفكيرا عمليا للإسهام فى حل هذه القضية بعمل ورش عمل لتدريب الشباب على بعض الحرف التى تحتاجها سوق العمل فى هذه المناطق مثال الكوافير الرجالى والحريمى وصيانة الكمبيوتر والموبايلات والخياطة والتفصيل وغيرها من الحرف التى تهم الكثيرين منا، وذلك بالتعاون مع مؤسسات تمويلية مصرية عبر السنوات على رأسها الهيئة القبطية الانجيلية للخدمات الاجتماعية وبعض رجال الاعمال المصريين نظرا لان تكلفة التدريب عالية والشباب ليس لديهم الا القليل، وقد مدت الهيئة يد العون اليهم ووقفت بجوارهم حتى اصبح البعض منهم رجال أعمال صغارا
صيانة الكمبيوتر.
وأضاف مدحت شفيق أن هذا المشروع يعمل على تشغيل 450 شابا وفتاة، 60% منهم ذكور و40% من الاناث على اربع مراحل بعد تدريبهم اولا على الحرف التى تلائم سوق العمل من خلال 6جمعيات أهلية شريكة هى «هدير الحب»، و «صوت المرأة والطفل» و«روضة السلام» «وفجرمدينة السلام» و«الزهرة النيرة» و« مبادرة الخيرية» وبالفعل انتهت المرحلة الاولى من المشروع بتدريب وتشغيل 160 فتاة وشابا فى مناطق دار السلام والبساتين وعزبة خيرالله ومصر القديمة وقباء ومدينة السلام على حرف الكوافير والخياطة وصيانة الكمبيوتر والموبايل، علاوة على التدريبات الادارية والمهارية فى كيفية عمل سيرة ذاتية أومقابلة شخصية، وفتح البعض منهم مشروعات صغيرة لحسابه الخاص مما جعل الهيئة والمؤسسة توزعان 90 عدة كوافير وماكينات خياطة على خريجى الدورات التدريبية.
مهنة الخياطة
ومن افواههم تتعرف صفحة «المرأة والطفل» خلال الاحتفالية التى عقدتها الهيئة بالتعاون مع مؤسسة فكر واعمل للتنمية بانتهاء المرحلة الاولى للمشروع بحضور رفيق ناجى رئيس قطاع التنمية المحلية بالهيئة ومسئولى جهاز تشغيل الشباب والتضامن الاجتماعى، على قصص نجاح هؤلاء الفتيات والشباب فى القضاء على البطالة، فتقول إسراء جمال مصطفى من عزبة خير اللة بالقاهرة: رغم اننى اسكن فى هذه المنطقة العشوائية الفقيرة الا اننى كافحت الجهل وحصلت على ليسانس حقوق هذا العام وبحثت عن عمل فلم أجد، فقررت ان انحى الشهادة جانبا على الحائط لانها لم توفر لى فرصة عمل محترمة وكرهت الانتظار دون عمل وعندما سمعت أن جمعية «صوت المرأة والطفل» تقوم بتدريب وتشغيل الفتيات والشباب التحقت بها على الفور وأنوى فى الفترة المقبلة أن أفتح مشروعا للكوافير، فهى مهنة محترمة ومربحة فى الوقت نفسه، ويساندها فى الرأى زميلتها الحقوقية الحاصلة على ليسانس حقوق ايضا فاطمة مصطفى سيد التى تتمنى أن تسلك كل الجمعيات الاهلية مسلك توفير فرص عمل للشباب، وقصة نجاح اخرى واقعية ل «أمال رمزى» التى تدربت بالمشروع واصبحت ناجحة فى عملها والتى تبلغ من العمر 33 سنة تقول: أنا متزوجة وأم لطفلين ولأن المعيشة ضيقة كتب زوجى على نفسه شيكا وتم حبسه، وحاليا أصبحت أنا الام والاب لهما وليس لى مصدر رزق فقد تدربت مع جمعية هدير الحب على الخياطة واهدتنى الجمعية ماكينة خياطة لعمل مشروع يسد حاجتى المادية لأن أطفالى صغار ولابد من وجودي معهما فى البيت حتى يكبرا وهو ماتحققه لى مهنة الخياطة.
حماية المعلومات بالألومنيوم
أما كريم فهو شاب نابغة بالفعل وهو حاصل على شهادات من أمريكا ومن السعودية وقد اكتسب معلومات قيمة فى التكنولوجيا يقول: دخلت الجامعة فى مصر كى أقدم مادرسته للناس ويستفيدوا منها ولكن للاسف لم يستجب لي أحد فى مصر وعن طريق جمعية روضة السلام تعلمت صيانة الكمبيوتر وتدربت على إمكانيات وتقنيات عالية فى الجمعية، وأفكر الآن فى عمل مشروع لحماية المعلومات من القرصنة باستخدام ورق الألومنيوم، وسوف اهديه للجمعية التى دربتنى ووفرت لى فرص عمل. وفى المجتمعات العشوائية أمثلة رائعة وقصص نجاح الشباب نادرة حصلوا على شهادات جامعية فلم يعلقوها على جدران المنازل عندما صدمهم واقع البطالة وعدم حصولهم على عمل، ولكنهم قهروا يأسهم بتوفير فرص عمل بديلة كما يؤكد مدحت شفيق نائب رئيس مؤسسة فكر واعمل للتنمية: أنه لا يأس مع الامل مادامت الجمعيات الاهلية والحكومة ورجال الاعمال ورئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى ورئيس الوزراء ابراهيم محلب يقفون خلف كل الشباب.. وبخاصة شباب العشوائيات.