الخطاط السكندري الكبير، الذي أثري الحركة الفنية في الفترة الأخيرة بإبداعاته الخطية، التي سوف تخلد دوما مع الزمان، فهو من رواد الخط العربي في مصر والعالم وأحد فناني الزمن الجميل. البداية كانت عام 1939 مع خاله الأستاذ الكبير الخطاط محمد إبراهيم ابن الاسكندرية، وكان عمره في ذات الوقت 7 سنوات، تعلم الخط منه وكان معه في كل مكان يذهب إليه حتي «شرب المهنة» كما يقولون، فكانت الثقة الغالية من خاله ومن خلال هذه الثقة قام بتنفيذ الأعمال الخطية الخاصة بخاله الفنان محمد ابراهيم، ثم بعد ذلك تقدم لدراسة فن الخط العربي وحصل علي الدبلوم من مدرسة خليل أغا بالقاهرة، وهو أصغر خطاط يحصل علي هذه الشهادة في مصر، حيث كان عمره في ذلك الوقت 14 عاما وكان من الأوائل علي مستوي الجمهورية. وكانت الدراسة حين ذاك في الاسكندرية، ودرس علي أيدي خاله والفنانين محمد عبده وعصام الشريف، الذي كان يعمل خطاطا بهيئة المساحة المصرية، وكان امتحان الدبلوم بالقاهرة بمدرسة خليل أغا. المصري من مواليد الاسكندرية في 5 ابريل عام 1932. بدأ موهبته الفنية في سن صغيرة وأخذ بعض مبادئ الرسم في مرسم الأخوين سيف وأدهم وانلي، ثم تلقفه بعد ذلك خاله الأستاذ محمد إبراهيم في أواخر الثلاثينيات وقام بإعداده إعدادا جيدا من حيث الدراسة في مدرسة تحسين الخطوط العربية بالإسكندرية، التي أسسها عام 1936، ومارس العمل كخطاط مع أخواله محمد وكامل ابراهيم حتي صقلت موهبته واستدعوه ونضج فنه. ما هي الجهات والمصالح التي كنت تعمل بها؟ التحقت بالعمل في شركة الترسانة البحرية وكنت أكتب علي السفن باللغة العربية والروسية معلقا فى الهواء علي الأوناش، وكذلك الإعلانات الخاصة بها، إلي أن وصلت إلي سن المعاش الي جانب عملي مع خالي الفنان محمد ابراهيم الذي نفذت وشاركت معه في الكثير من الأعمال الفنية، منها جدارية جامعة الدول العربية، كما اني عملت خطاطا في مجال الإعلام وكتابة اللوحات الفنية واللافتات السينمائية (الأفيشات)، مع نقولا ومحمود وكانا أشهر المتعهدين بهذا الأمر وبعد نحو عشرين عاما تركت هذا العمل. هل عملت في مجال التدريس؟ أعمل في مجال تدريس فن الخط العربي في مدرسة محمد ابراهيم للخطوط العربية بجوار اساتذتى ومن علمونى. وقد نجح الفنان السكندرى إبراهيم المصرى في هذا المجال الجديد وكان من الأساتذة المتميزين. اختارته جمعية محمد ابراهيم للخط العربي بالإسكندرية الرئيس الفخري لها في دورتها الحالية، وهو من الفنانين القلائل الذين برعوا في الكتابة بالحبر والذهب والفضة والتصميمات والزخرفة، وتعتبر أعماله الجدارية والزجاجية التي نفذها بالذهب والفضة من أجمل نماذج الخط العربي حيث تميزت هذه الأعمال بالحرفية العالية والدقة والمهارة في تنفيذ هذه اللوحات التي شهد بها الجميع. ما هي المعارض والمهرجانات التي شاركت بها؟ شاركت في العديد من المعارض والمهرجانات الجماعية، أهمها معرض فن الخط العربي الأول بالقاهرة بدار الأوبرا المصرية عام 2000، ومعرض فن الخط العربي الثاني بالإسكندرية عام 2002 بمتحف الفنون الجميلة، كما تم اختياري لعضوية لجنة الفرز والاختيار في نفس المعرض، ومعرض الخط العربي بمكتبة الإسكندرية بمناسبة مؤتمر الاسكندرية مدينة الحضارات والثقافة في سبتمبر 2003، ومعرض الخط العربي بمكتبة الاسكندرية بمناسبة انعقاد مؤتمر الخطوط والكتابات 2003 أيضا، وبينالي الإسكندرية في دورته الثالثة والعشرين 2005، ومعرض جماليات الخط العربي 2006، ومعرض الخط العربي بالمركز الثقافي بباريس 2006، ومعرضه الشخصي باسم «ابراهيم المصري 60 عاما مع الخط والذهب» بمكتبة طلعت حرب بالقاهرة، ولي معارض خاصة بي في بعض الدول العربية مثل دبي والشارقة 2012 بدولة الامارات، وقمت بكتابة مسجد السلطان قابوس منذ أكثر من 20 عاما. ما هي الجوائز والشهادات التي حصلت عليها؟ حصلت علي عدد من الجوائز في المسابقة الدولية لفن الخط العربي التي ينظمها مركز البحوث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية المقامة باسم «ياقوت المستعصمي في الخط الفارسي عام 1990» بتركيا وأيضا نفس المسابقة في دورتها باسم الفنان والخطاط الكبير سيد إبراهيم عام 1994 في خط الثلث. ولي مقتنيات ببعض الدول العربية والأجنبية مثل الإمارات وبلغاريا وانجلترا وألمانيا وعمان وتونس وأمريكا وبعض الشخصيات العامة بمصر والخارج. وتم تكريم الفنان إبراهيم المصري في مهرجان ومؤتمر الموسيقي العربية بدار الأوبرا في نوفمبر 2005، كما كرم من قطاع الفنون التشكيلية عام 2000. ولايزال مكتب الأستاذ والفنان الكبير إبراهيم المصري قبلة يرتادها محبو ومتعلموا ومعلموا هذا الفن الراقي الجميل. واسأله.. لماذا تنفذ أعمال الفنانين بالفرشاة وليس قلم البسط؟ يجيب: أنا أنفذ العمل الفني بالفرشاة كي أحافظ علي روح الفنان صاحب العمل، لكن لو نفذت العمل بقلم البسط سيظهر روحي واحساسي فيها بعيدا عن صاحب العمل.