أكد ديفيد ثورن، كبير مستشارى وزير الخارجية الأمريكى، أن اللقاء الذى ضم الرئيس عبدالفتاح السيسى والرئيس باراك أوباما فى واشنطن كان لحظة حاسمة فى تاريخ العلاقات بين البلدين، مؤكداً أن هناك اتجاها قويا لدى إدارة الرئيس أوباما لدعم الاقتصاد المصرى، حيث أعرب الرئيس الأمريكى عن اهتمامه بأن يكون هناك تعاونا حقيقيا مع مصر على مختلف الأصعدة. وأضاف أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تؤيد خطوات مصر وتدعمها فى حربها ضد الإرهاب، مشيراً إلى أن ما حدث فى مصر خلال الفترة الماضية يستحق الإشادة والتحية. وأوضح أن مصر من الممكن أن تصبح نموذجا للنجاح الاقتصادى فى المنطقة، خاصة وأن الوفد الأمريكى لمس خلال لقائه مع الرئيس السيسى وأعضاء الحكومة مدى جديتهم وحرصهم على الاستمرار فى عملية الإصلاح الاقتصادى. وقال خلال المؤتمر الصحفى الموسع الذى نظمته غرفة التجارة الأمريكية بالقاهرة برئاسة أنيس اكليمندوس ومجلس الأعمال المصرى الأمريكى برئاسة عمر مهنا أننا شاهدنا على مدار الأيام الثلاثة الماضية نموذجا لحكومة تناضل من أجل مواجهة التحديات التى ورثتها عن سنوات طويلة. وأضاف أن مصر لديها ثروات ضخمة، فى مقدمتها الأيدى العاملة الماهرة والمدربة والتى تؤهلها لبناء اقتصاد قوى إلى جانب الشفافية التى لمسناها خلال اللقاءات على كافة المستويات. وقال ثورن الذى رأس وفد رجال الأعمال وأصحاب الشركات الأمريكية التابع لغرفة التجارة الأمريكية أن هذا أكبر وفد من رجال الأعمال الأمريكيين على مدى تاريخ الغرفة يقوم بزيارة دولة خارج الولاياتالأمريكية مما يؤكد رغبة هذه الشركات فى الاستثمار فى مصر خاصة وأن هناك ما لا يقل عن 20 شركة من إجمالى تلك الشركات التى يصل عددها إلى نحو 66 شركة يزورون مصر لأول مرة، مشيراً إلى أنه تم بالفعل التوقيع على بعض العقود لإقامة استثمارات أمريكية جديدة فى مصر خاصة فى قطاع الطاقة. وأضاف أن هناك اهتماما كبيرا من جانب الشركات الأمريكية بصفة عامة للاستثمار فى محور قناة السويس خاصة وأن هناك عددا من كبرى الشركات الأمريكية لم يأت ضمن هذا الوفد وينتظر لاستكشاف الفرص والأوضاع فى مصر حتى يقرر بعد ذلك القدوم إلى مصر والاستثمار بها . وفيما يتعلق بمباحثات مصر مع صندوق النقد الدولى الآن قال ديفيد ثورن: إنه على الحكومة المصرية أن تأخذ تلك المباحثات بمأخذ الجد نظرا لأهمية الشهادات التى يمنحها الصندوق لاقتصاديات الدول والتى تعتبر بمثابة شهادة الجودة فى الاقتصاد وهذا شىء مهم للغاية لجذب الاستثمار موضحا أن مصر من جانبها قدمت لصندوق النقد طريقا مفتوحا كى يأتى ويمنحها شهادة الثقة فى الاقتصاد. وأشار ثورن إلى أهمية المؤتمر الاقتصادى المصرى فى مارس القادم والذى من شأنه أن يعمل على تقديم دعما قويا للغاية لمصر ويوفر فرصا استثمارية جديدة. وقال ستيفن فارس، رئيس الجانب الأمريكى فى مجلس الأعمال المصرى الأمريكى، إننا بدأنا بزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى، وكان حديثه معنا غاية فى الصراحة وأعجبنا بهذه الطريقة، لأنه تطرق إلى تاريخ مصر والحضارة التى قادت مصر إلى ما نحن عليه الآن. وأضاف أن الرئيس السيسى قال للوفد إننا ليس لدينا فوائض مالية كبيرة لكننا لدينا احتياجات أكبر وهو ما يفتح المجال بشكل كبير أمام الاستثمار. مشيرا إلى أننا نستثمر فى مصر أكثر من 25 عاماً لكننا لمسنا أن الحكومة الحالية منظمة جداً ولديها خطط للانفتاح على الاستثمار العالمى بشكل كبير، فضلا عن أن الوزراء منظمون جداً ولديهم ملفات مدروسة بعناية فيما يخص المشروعات التى تم طرحا على الشركات المشاركة فى الوفد. وأوضح أن هذا الوفد يعد الأضخم من نوعه، حيث تتراوح رءوس أموال الشركات المشاركة فى الوفد ما بين 2 إلى 3 تريليونات دولار، وهو يعكس الثقة فى قدرة الاقتصاد المصرى على تحقيق طفرة كبيرة ليس فقط على المستوى المحلى بل على المستوى الإقليمى. وأشار إلى أنه من الأهمية أن نستمع من أعضاء الحكومة لحل مشكلة مديونية الشركات لدى الحكومة المصرية فيما يتعلق بحصة الشريك الأجنبيى فى مجال الغاز والبترول، وأكدوا لنا سداد جميع مديونياتهم . وقال إن أعضاء الوفد لديهم انطباعات إيجابية فى ختام تلك الزيارة الهامة لمصر وسوف نحاول أن ننقل هذا الانطباع لباقى الشركات الأمريكية التى لم تأت ضمن هذا الوفد مؤكدا أن هناك قناعة كبيرة للمشاركة الضخمة فى مؤتمر مصر الاقتصادى فى مارس المقبل . وشدد على أهمية توافر الأمن فى مصر، موضحا أن ما رآه الوفد شىء إيجابى للغاية، خاصة أن لدينا قناعة تامة أن الاستقرار فى مصر سوف يساعد الحكومة على تحقيق الرفاهية للشعب المصرى. وقال جريج ليبيدف، عضو مجلس إدارة غرفة التجارة الأمريكيةبواشنطن، إن زياره وفد الشركات الأمريكية تم بالتواصل مع حكومة بلاده من أجل إقامة علاقات جيدة مع شركاؤنا فى مصر، مؤكداً أنه على الرغم من بعد المسافة بين واشنطن والقاهرة إلا أن هناك رغبة ملحة للتعاون المشترك. وأضاف أن الوفد الأمريكى سيقوم من جانبه بالتواصل مع وسائل الإعلام الأمريكية لعرض حقيقة الأوضاع فى مصر فى محاولة منهم لتصحيح الصورة المغلوطة التى ينقلها الإعلام عما يحدث فى مصر، مؤكدا أن ما شاهدوه يدعو للتفاؤل حول مستقبل هذا البلد العظيم. وشدد على أن مجلس الأعمال الأمريكى وغرفة التجارة الأمريكية سيقومان بالترويج لمؤتمر مصر الاقتصادى الذى سيعقد فى منتصف مارس المقبل، خاصة وأن الغرفة الأمريكية تضم 3 ملايين شركة على مستوى دول العالم. وقال كوشن شوكسى من غرفة التجارة الأمريكية إن وفد الشركات الأمريكى لمس مدى الصدق فى حديث الرئيس السيسى خلال استقباله للوفد، واصفا هذا اللقاء بأنه كان إيجابيا للغاية خاصة وأنه كان أول لقاء للوفد الأمريكى فى زيارته لمصر.