سألنى شاب فى مقتبل العمر: أريد أن أقرأ.. فماذا أقرأ؟ قلت: اقرأ ما تحب حتى تحب ما تقرأ.. فأجاب: لكنى لا أعرف ماذا أحب وما الذى لا أحب. قلت: إذن ابدأ بقراءة الأدب ورزقك على الله. قال: أى أدب؟ قلت: إن الأدب هو الروايات والشعر والقصص القصيرة والمسرحيات والمقالات الأدبية.. ونصيحتى لك أن تبدأ بالروايات. قال: روايات لمن بالضبط؟ قلت: عندك الرواد، مثل نجيب محفوظ، وطه حسين، وتوفيق الحكيم، ويحيى حقى، وإحسان عبد القدوس، ومحمد عبد الحليم عبد الله، وحنا مينا.. ثم هناك المجددون، كالغيطانى، والقعيد، وصنع الله، والطيب صالح، والطاهر بن جلون، وعبد الرحمن منيف.. وغيرهم كثيرون.. اختر لنفسك أى رواية لواحد من الرواد واقرأ! قال: هل لى بطلب أخير ثم أمضى؟ قلت: اطلب، فقال: اختر لى أنت عشر روايات أقرأها فأكون بها قد وضعت قدمىّ على أول الطريق! قلت: خذ عندك يا سيدى؛ إبدأ بيوميات نائب فى الأرياف لتوفيق الحكيم، ثم قنديل أم هاشم ليحيى حقى، ثم السقا مات ليوسف السباعى، ثم نجمة أغسطس لصنع الله إبراهيم، وبعدها ادخل على الزينى بركات للغيطانى، ثم ارجع من جديد إلى توفيق الحكيم فاقرأ عودة الروح، ثم الأيام لطه حسين.. ومسك الختام، عليك بالأستاذ الكبير صاحب نوبل نجيب محفوظ.. فاقرأ له الحرافيش، ثم بداية ونهاية، وأخيرا.. الثلاثية! وقلت: لو أنك تحمّلت وصابرت ونجحت فى التهام تلك الكتب العشرة فإنك بذلك تكون قد تجاوزت العتبة.. وأصبحت من القارئين.. وساعتها لن يستعصى عليك كتاب.. فسمّ الله.. وابدأ.. المهم الآن أن تبدأ قبل فوات الأوان!