حرب إسرائيل السياسية والدبلوماسية ضد إيران ومساعيها لإقناع دول عديدة بفرض عقوبات عليها لمنعها من تطوير سلاح نووي لا تقوم بها حكومة تل أبيب وحدها, فالمعارضة الإسرائيلية بزعامة تسيبي ليفني رئيسة حزب كاديما لها دور أيضا في هذه الحرب من خلال التعاون مع معارضي نظام الحكم الإيراني. فقد عقدت ليفني لقاء في مكتبها بتل أبيب مؤخرا مع أمير عباس أحد أبرز المعارضين الإيرانيين والذي يقيم في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأمير عباس هو رئيس المعهد الإيراني للحرية ومقره واشنطن ويتولي أيضا منصب سكرتير عام تحالف الطلاب الإيرانيين, وهي حركة مناهضة لنظام الحكم في طهران, وعدد أعضائها ثمانية آلاف شخص منتشرين في كافة أنحاء العالم وفي إيران أيضا, وهدف هذه المنظمة كما تقول الصحف الإسرائيلية هو تشجيع مواطني إيران علي السعي لنيل الحرية والحفاظ علي حقوق الانسان, وإعداد نظام حكم ديمقراطي هناك, لكن حقيقة الأمر كما تقول صحيفة معاريف ان احد أهداف المعهد الإيراني للحرية هو إقامة نظام حكم يحول إيران إلي دولة صديقة لجاراتها في الخليج ودول الشرق الأوسط خاصة العراق وإسرائيل! ليفني خلال لقائها مع أمير لم تكتف بالعقوبات التي فرضت علي إيران بل طالبت بفرض عقوبات مباشرة علي قادة النظام الإيراني, أما وسائل الإعلام الإسرائيلية فقد احتفت بزيارة أمير, وتوسعت في النشر عنه وذكرت أنه يبلغ من العمر36 عاما وأنه ولد في طهران و اعتقل وهو في سن17 أي في المرحلة الثانوية بسبب معارضته للسلطة الحاكمة وحكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات أمضاها في أحد سجون طهران تعرض خلالها لمعاناة شديدة, وبعد إطلاق سراحه نجح في السفر إلي الولاياتالمتحدة, والتقي في ذلك الوقت مع الرئيس جورج بوش و نواب الكونجرس ومنذ ذلك الحين استطاع إقامة المعهد الإيراني للحرية ومنظمة الطلاب الإيرانيين العالمية, وإضافة لكونه أحد أبرز المعارضين للنظام الإيراني فقد عمل أيضا علي تشجيع حظر تصدير النفط الإيراني لأن هذا علي حد قوله يقطع شريان الحياة الرئيسي عن نظام الحكم في طهران. ويبدو كما تقول صحيفة إسرائيل اليوم أن الحرب الصامتة قد بدأت ضد إيران, فهناك أشياء تحدث بصورة غير طبيعية كما صرح رئيس هيئة الاركان الإسرائيلي بني جانتس و بعد تصريحه بأقل من24 ساعة مات عالم ايراني آخر مشارك في المشروع النووي وهو الرابع منذ يناير2010 الذي يلقي حتفه في ظروف غامضة اذا وكما يقولون في إسرائيل فإن الحرب قد بدأت من غير ان تعلن. في الوقت نفسه فرضت الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي عقوبات علي البنك المركزي الايراني وعلي تصدير النفط الايراني. وتهتم هذه الدول أيضا بإشراك روسيا والصين في الضغط علي إيرانفروسيا نددت ببدء تخصيب اليورانيوم في ايران في منشأة مجاورة لمدينة قم, أما الصين فتستضيف تيموثي جايتنر, وزير الخزانة الأمريكية لتبحث معه صفقات نفط في المستقبل بين الصين والسعودية. أما فيما يتعلق بمضيق هرمز فتري إسرائيل أن هذا المضيق الذي يبلغ عرضه45 كم هو أهم ممر لحركة النفط بالنسبة لأسواق الغرب والشرق الاقصي. فان نحو17 مليون برميل نفط, أي20 في المائة من جملة النفط الذي يباع في العالم, يمر من هناك كل يوم وبرغم ذلك أعلن قائد الاسطول البحري الايراني الأدميرال حبيب الله سياري ان اغلاق المضيق سيكون أسهل من شرب كوب ما إذا أرادت ايران ان تهدد الغرب ردا علي العقوبات الجديدة علي صناعة النفط الايرانية. وفي إسرائيل يتحدثون بشماتة عن أنه في آخر مرة دخلت فيها ايران مواجهة شاملة مع الاسطول الامريكي في الخليج بسبب اغلاق ممر النفط تلقت هزيمة شديدة. ففي حرب ايران مع العراق في الثمانينيات زرعت إيران ألغاما بحرية في الخليج, وأصيبت السفينة الحربية الامريكية صموئيل روبرتس بلغم ايراني وكادت تنشطر لنصفين وكان رد الأمريكيين ان دمروا حاملات نفط وسفنا ايرانية. ومنذ عدة أيام نشر محللان في صحيفة وول ستريت جورنال تقريرا صحفياعنوانه ايران لن تغلق مضيق هرمز. وذكرا المواجهة في الثمانينيات وقالا انه يجب علي الايرانيين ان يفهموا ان ميزان القوي ليس في مصلحتهم. وعلي هذا أطلق رئيس هيئة الاركان الايراني تحذيرا بعد ان غادرت حاملة الطائرات الامريكية ستينس الخليج عن طريق مضيق هرمز, حيث قال لن تكرر إيران تحذيرها ثانية. غادرت حاملة طائرات العدو مياه عمان بسبب تدريبنا العسكري. وأنا اؤكد ان حاملة الطائرات لن تعود الي الخليج ويقول المحللان ان استراتيجية إيران تعتمد علي حرب غير متكافئة في البحر تحاول ان تمنع نشر قوات امريكية في الخليج أكبر زمن ممكن بواسطة مئات من الصواريخ البحرية. ويشير بحث في2011 لمسئول رفيع المستوي سابق في وزارة الدفاع الامريكية هو مارك جونزيجر الي ان الولاياتالمتحدة ستضطر الي اضعاف تهديد الصواريخ علي طول الخليج قبل ان تستطيع ارسال سفن لابعاد الألغام التي سيزرعها الايرانيون في مضيق هرمز, وهذا قد يستغرق وقتا, وسيحاول الايرانيون رفع سعر النفط, والاضرار بسفن الولاياتالمتحدة, وقداعترف رئيس القيادات المشتركة الأمريكية الجنرال دامبسي في الفترة الاخيرة بأن ايران قادرة علي اغلاق مضيق هرمز زمنا ما.