كشفت الندوة المهمة التى عقدها أخيرا المجلس المصرى للشئون الخارجية بمناسبة مرور عشرين عاما على تأسيس الحوار المتوسطى أن هناك إنجازات عديدة قد تبلورت، وأن هناك تحديات تفرض نفسها وتحتم تدعيم تلك الشراكة من أجل التعامل مع المستقبل الأمنى، حيث إن أمن الحلف مرتبط بالاستقرار فى المتوسط وفى منطقة الشرق الأوسط، كما أن مخاطر الحلف هى نفس المخاطر التى تواجهها دول الحوار المتوسطى وعلى رأسها الإرهاب والتطرف وانتشار أسلحة الدمار الشامل والاتجار فى البشر والسلاح وافتقار الطاقة الخ. بات من الواضح أن الحوار المتوسطى مع الحلف يلبى الاحتياجات الأمنية لكل دولة متوسطية، إلى جانب أن هناك تطويرا فى آليات الحوار السياسى الثنائى، وتضم على رأسها محاربة الإرهاب، وتبادل المعلومات، ومنع انتشار الأسلحة الخفيفة، وتدعيم الرقابة على الحدود. ولا شك أن أهم مبادرة فى منطقة المتوسط هى عملية «أكتيف اندريفور» «Active Endeavour» لمناهضة الإرهاب فى المتوسط.. وبرغم أن الرأى العام العربى مازال يشعر بحساسية إزاء «الناتو»، فإنه كان هناك تعاون وثيق بين الشركاء المتوسطيين والخليجيين ومجلس التعاون الخليجى وجامعة الدول العربية فى عملية الأطلنطى فى ليبيا للتخلص من نظام القذافى من خلال المساندة السياسية التى كانت المصدر الجوهرى لشرعية التزام المجتمع الدولى بإدارة الأزمة الليبية من خلال الناتو... واليوم تطالب الحكومة الليبية الناتو بتدعيم بناية الأمن الليبية من أجل تطوير مؤسسات الدفاع. وبمناسبة العيد العشرين للحوار الأطلنطى المتوسطى، أبرم الحلف مع مصر برنامج تعاون جديدا، واتفقا على الاستمرار فى الحوار السياسى، إلى جانب تطوير التكنولوجيات الجديدة للكشف عن الألغام.. وقبل انعقاد مؤتمر معاهدة منع الانتشار النووى عام 5102، هناك تخوف من عدم تنفيذ الدول النووية لالتزاماتها المنبثقة عن المعاهدة، كما يؤكد السفير المخضرم الدكتور منير زهران ل «الأهرام» وبالذات أن اللجنة التحضيرية لمؤتمر 5102 أدانت «الناتو» بسبب سياسة «المشاركة النووية». وفى رأيى أن محفل الناتو يموج بالقضايا الاستراتيجية، والسياسية، والأمنية، التى تحدد مستقبل العالم، ومصر تتعامل مع هذا الحلف الذى تمول الآن الولاياتالمتحدة 07% من ميزانيته بوعى كامل ودقيق، فى إطار التعاون الأطلنطى المتوسطى والحوار السياسى وتبادل المعلومات ومناهضة الإرهاب البحرى ومجال التدريب والأمن والدبلوماسية الشعبية. ولاشك أن الدبلوماسية المصرية تنفتح على جميع حقائق العالم، وهى واعية تماما بمصالح مصر العليا وأمام عيونها دواعى أمنها القومى المقدس والدروس التى استخلصها خبراؤها من عملية الناتو فى ليبيا. لمزيد من مقالات عائشة عبد الغفار