الضحك ..أقوى من المضادات الحيوية يقوى المناعة والذاكرة ويخفف الآلام والمخاوف ويمنع الجلطات والسرطان يرتبط الضحك لدى بعض الناس بالهزل والاستهتار أحيانا ،فى حين أثبت الطب الحديث أن هناك علاقة وثيقة بين الضحك من القلب والحالة الصحية للإنسان ،وأن له دورا أساسيا فى العلاج والشفاء حتى مع الأمراض االمستعصية والآلام المبرحة ،فالضحك يرفع المناعة ضد الأمراض يزيد قوة التحمل والتفاؤل والإقبال على الحياة النجاح فى الصعوبات فالمبتسم يحب الحياة وتحبه ،فالذين لايمارسونه لبضع دقائق فى اليوم يصابون بالاكتئاب اللاشعورى والتعرض لمختلف الأمراض الخطيرة. ويكون متشائما كئيبا،لا يحبه الناس . الدكتور حسين زهدى أستاذ الأمراض النفسية والعصبية يؤكد ذلك بقوله : إن تأثير الضحك أقوى من المضادات الحيوية ،وله فعل السحر فى منع القلق والهموم نتيجة تعقد الحياة والتكنولوجيا والمشكلات الإنسانية ،بعكس مايعتقده البعض بأنه لا فائدة منه ويضيع وقار الإنسان ،فالرسول الكريم دعا للترويح عن النفس فإن القلوب تمل كما تمل الأبدان ،فالضحك قبل كل ذلك غريزة تميز الإنسان وتكون بالعدوى أحيانا ،وهى تعنى الإنسان متوازن الشخصية ،فالضحك يزيد إفرازات المضادات المناعية لما يسببه من حركات تضغط على عضلات البطن فتدفع الدم المخزون بالطحال إلى اليسار ومنه إلى الدورة الدموية فتندفع هذه الكميات بمافيها من كرات الدم البيضاء المقاومة للأمراض مع زيادة الأكسجين بالدم ،أما فى حالة الحزن تزيد هرمونات ارتفاع ضغط الدم ونسبة السكر، مع احتمال الاصابة بأمراض القلب والشرايين .لذلك فإن إحدى وسائل العلاج فى الدول المتقدمة تكون فى جلسات للضحك والمرح مع تعاطى الدواء العادى .فعندما يضحك الإنسان تتحرك 17 عضلة بالوجه و80 عضلة بالجسم وتزداد سرعة التنفس فالطفل يضحك فى سن 17 يوما بالغريزة الذى وهبها الله لنا ،حتى لوكان لا يرى أو يسمع ،وأن رائد علم النفس( فرويد) يرى أهميته لاستمرار الإنسان فى الحياة المتوازنة ،ونرى ذلك بيننا فالشعب المصرى برغم معاناته مع الحكام والاحتلال والفقر فهو شعب ساخر ابن نكتة ساعدته فى التكيف مع الشدائد لقرون طويلة ،كما أن الوجه البشوش الضاحك تفتح له أسباب الرزق فالناس ينفرون من المكتئب. وأضاف أن العرب قديما كانت لديهم مجالات للضحك ونوادر مثل مواقف شخصية جحا الرمزية والبخلاء للجاحظ ،فهو علاج يواجه المشكلات النفسية والصحية وتمرين عضلى وروحى يخلص من نوبات الاكتئاب البسيطة ،والمخاوف ،ويخفف آثار التوترات الضارة ،لدرجة أن بعض مستشفيات الأطفال فى أوربا تستعين بمهرجين لتسليتهم والترويح عنهم من الآلام لنسيانها وإعطاء دافع معنوى للصمود ضد الأمراض المستعصية ،فالإنسان الضاحك المتفائل لايمكن أن تجده متطرفا أوعدوانيا ،بل يكون متوازنا ،وأكثر جدية وإنتاجا يأخذ الحياة على مابها من عيوب ومزايا، سهل التكيف مع مرارة الأحداث ،ونجد نجومنا الكبار من الكوميديين القدامى والحديثين مازالوا فى ذاكرة الإنسان وتقديره بعد أن أدوا رسالة الترويح النبيلة للمواطن سواء على المسرح أو الأفلام و المسلسلات للتنفيس عن الناس واثارة ثقافاتهم ومتعتهم معا فى نفس الوقت. أما الدكتور مسعد عويس أستاذ مادة الترويح بجامعة حلوان ورئيس جهاز الشباب الأسبق فيرى أن الضحك قد يكون فى صورة ابتسام يشع سعادة بالوجه ويثير المشاعر الإيجابية لدى الآخرين ويخلق ألفة ومحبة بين الجميع ،لأن لغة الضحك هى اللغة الوحيدة فى العالم التى لاتحتاج ترجمة أوتعبيرا ،فالضحكة الصحيحة الطبيعية تنشط مادة (الأندروفين )فى الدم وهى تشعر الإنسان بممارسة شئ ممتع ، تنعكس على طريقة التفكير وحسن التصرف ،حتى إن بعض الأطباء يقولون بوجود مركز للضحك بالمخ بالدماغ المتوسط أو الخلفى بالقرب من مركز التنفس ،لذلك فهو يحمى المخ من الخلل الوظيفى والضغوط التى يتعرض لها الإنسان أو تراكم (الكوليسترول )بالشرايين لإحداث الجلطات ،فعند الضحك يقل بالجسم هرمون (الكورتيزول )وتخفف الضغوط عليه ويزيد احتمال الانسان للهموم الصعبة ،ويمنع تصلب الشرايين والأزمات القلبية والاحباط المدمر والكراهية والحقد دعلى الآخرين ،وهويقلل من الإصابات بمرض السكر ومضاعفاته حتى بعد الوجبات الدسمةويزيد الشجاعة فى الموقف ويبعد الخوف . وأضاف أن روح الدعابة البسيطة تقلل ترفع الروح المعنوية وتزيد الخلايا المناعية ،وترتفع قدرة الخلايا فى تدميرالأورام السرطانية والفيروسات،،ويفرز الجسم بروتينات تحارب العدوى والامراض ،وخلايا أخرى تحرب الأمراض.