واصلت القوات التابعة للجيش الثانى الميدانى توجيه ضرباتها الموجعة للعناصر الإجرامية والهاربين من العدالة بشمال سيناء، وقامت بشن هجمات مكثفة على الأوكار والبؤر الإرهابية بمدن »العريش« و»رفح« و»الشيخ زويد« لتصفية العناصر التكفيرية المسلحة والقبض على العناصر المشتبه بها، وفرض سيطرتها الأمنية على هذه المناطق بالتعاون مع الوحدات الخاصة من الأمن المركزي. وأعلن مصدر عسكرى عن نجاح القوات المسلحة فى قتل اثنين من قيادات تنظيم جماعة «أنصار بيت المقدس»، خلال الحملات الأمنية التى شنتها لتطهير سيناء من الإرهاب، بالاشتراك مع أجهزة الأمن بوزارة الداخلية والعمليات الخاصة وقوات من الصاعقة فجر أمس، وأكد أن القوات تمكنت أيضا من القبض على أحد قيادات تنظيم «أنصار بيت المقدس» كان يخطط لتنفيذ عمليات جديدة ضد قوات الأمن، والقبض على 12 آخرين من العناصر الإجرامية المتورطة فى ارتكاب أعمال عدائية ضد قوات الأمن بمنطقة المزارع جنوبالعريش. وأكد المصدر أن المقبوض عليهم أرشدوا عن جميع الإرهابيين الذين شاركوا فى تنفيذ عملية «كرم القواديس» الإرهابية التى وقعت الجمعة قبل الماضية وراح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى من أبناء القوات المسلحة، وقال أن ما لا يقل عن 20 عنصرا شاركوا فى رصد الكمين، وتتبع سيارات الأمن التى وصلت لنقل المصابين، بالإضافة إلى عناصر أخرى نفذت العملية، مشددا على أنه سوف يتم الإعلان عن أسماء الإرهابيين واعترافات المقبوض عليهم فى الوقت المناسب. وقال إن المواد التى يستخدمها الإرهابيون فى صناعة المتفجرات والتقنيات التكنولوجية العالية تشير الى وجود تطوير فى قدرات العناصر التكفيرية، وتؤكد تورط عناصر خارجية على مستوى عال من التدريب والكفاءة، الا أنه فى الوقت نفسه أكد أن تلك العناصر الإجرامية لن تصمد طويلا أمام إمكانات وقدرات الجيش المصرى الذى يستخدم أحدث تكنولوجيا البحث والتنقيب وأجهزة الرؤية النهارية والليلية. وأوضح المصدر أن طائرات الأباتشى قامت فجر أمس بتمشيط عدد من مناطق الزراعات بقرى جنوب الشيخ زويد وجنوب رفح واكتشفت أماكن تجمعات للتكفيريين داخل منازل ومزارع الزيتون تم استهدافها من خلال عمليات القصف، مما أدى إلى مقتل اثنين من العناصر التكفيرية وإصابة 3 آخرين ثبت انتماؤهم إلى تنظيم «جماعة الفرقان»الإرهابية، وتم قصف 5 سيارات دفع رباعى بدون لوحات معدنية أثناء المداهمات يستخدمها الإرهابيون فى مهاجمة قوات الأمن. وفى مدينة العريش عثرت أجهزة الأمن على جوال بالقرب من بنك مصر يحتوى على أحزمة ناسفة ودروع وذخائر سلاح آلى حيث تم تمشيط المنطقة وسط إطلاق نار كثيف من قبل أجهزة الأمن لمحاولة إبعاد أى عناصر إرهابية تكون بالمنطقة، كما تم القبض على اثنين من المشتبه فيهم بنفس المنطقة وجار التحقيق معهم من قبل جهات سيادية مختصة. من ناحية أخرى صرح مصدر مطلع بأن القوات المسلحة قامت بعمل خطة لإعادة انتشار القوات بمشاركة عناصر من الجيش الثالث الميدانى لفرض طوق أمنى بمناطق وسط سيناء والانتشار على امتداد الطرق والمدقات الجبلية لتضييق الخناق على العناصر التكفيرية ومنعها من الهرب من شمال سيناء إلى المناطق الجبلية وسط وجنوبسيناء بعد تضييق الخناق عليهم ومحاصرتهم. الشريط العازل وقد انتهى سلاح المهندسين العسكريين أمس من هدم جميع المنازل والمنشآت والعشش الواقعة على المنطقة الحدودية التى تفصل حدود مصر عن قطاع غزة بمنطقتى بوابة صلاح الدين والبراهمة على عمق 500متر، وذلك عقب انتهاء جميع سكان المنطقتين من إخلاء منازلهم. وأشار مصدر أمنى إلى أن الأجهزة المعنية تعمل بكامل طاقتها فى إزالة جميع المنازل التى تم إخلاؤها على الشريط الحدودى ، وأضاف أن الصور التى تم التقاطها للمنطقة أظهرت وجود عشرات الأنفاق أسفل هذه المنازل وبعض المساجد، ما استدعى سرعة الأخلاء لإغلاق جميع فتحات الأنفاق ومنع تسلل أى عناصر إجرامية إلى سيناء، وأكد أن سرعة تنفيذ المنطقة الحدودية الآمنة فى هذا التوقيت تهدف أولا وأخيرا للحفاظ على الأمن القومى المصري، وأن سكان المنطقة التى تم إخلاؤها يتفهمون هذا جيدا وأبدوا تعاونا يستحقون الإشادة به. شائعات «إخوانية» الحالة الأمنية التى تفرضها القوات المسلحة بسيناء للقضاء على البؤر الإجرامية وتجفيف منابع الإرهاب، وتعاون الأهالى مع أفراد الجيش فى سبيل تحقيق هذا الهدف، دفع المنتمين لتنظيم الإخوان من المقيمين بالمحافظة الى ترديد أكبر عدد من الشائعات، باعتبارها أحد أهم أسلحتهم التى يستخدمونها فى خفض الروح المعنوية لدى أفراد الجيش والمواطنين على حد السواء. فبعد فشلهم فى تأجيج مشاعر الغضب بسبب شائعاتهم حول مد ساعات حظر التجوال، قاموا بترديد شائعات أخرى حول رفض سيارات الإسعاف نقل المصابين الى المستشفيات فى أثناء ساعات الحظر، بهدف بث مشاعر من الكراهية ضد رجال الإسعاف ، وفى المقابل استخدم عدد من أئمة المساجد مكبرات الصوت لنفى تلك الشائعات ومناشدة المواطنين بعدم الانسياق وراء أى منها، مؤكدين أن الإسعاف يؤدى دوره فى نقل إى مصاب أو محتاج لعلاج دون التدخل فى هويته وانتمائه، وان ما رددته عناصر الأخوان غير صحيح ويهدف لاستعداء رجال الإسعاف بالعريش وحث العناصر التكفيرية على استهدافهم. اليوم العاشر للحظر دخل تطبيق حظر التجوال فى العريش وعدد من مدن ومناطق محافظة شمال سيناء أمس يومه العاشر على التوالى اعتبارا من الخامسة مساء حتى السابعة من صباح اليوم التالى لمدة 14 ساعة، وسط استنفار أمني, حيث يتم تشديد الإجراءات الأمنية وتكثيف الوجود الأمنى ومراقبة السيارات وتوقيف المارة فى مختلف طرق وشوارع مدن المحافظة. وقد واصلت قوات الأمن انتشارها فى الشوارع والمناطق السكنية لمتابعة تطبيق قرار الحظر، علاوة على تكثيف وجودها فى المداخل وعلى الطرق الرئيسية والفرعية لمراقبتها ومنع المرور عليها فى أوقات الحظر، وكذلك الوجود أمام المقرات الأمنية والمنشآت العامة لمراقبة أى تحركات بالقرب منها، كما استمر قطع شبكات التليفون المحمول الثلاث، والاتصالات الأرضية والانترنت، فى المناطق المطبق عليها حظر التجوال طوال ساعات النهار بالتزامن مع المداهمات الأمنية، لحماية القوات من استهدافها عن طريق متفجرات مزودة بدوائر كهربائية تعمل بشريحة المحمول، أو تتبع تحركاتهم عن طريق الانترنت.