لمدة عامين - قبل وأثناء وبعد أكتوبر - عمل الوزير أحمد أبو الغيط كدبلوماسى شاب وموهوب ضمن فريق العمل المحدود المعاون للسيد محمد حافظ إسماعيل مستشار الرئيس السادات للأمن القومى وهو ما أتاح له أن يرى وأن يسمع وأن يسجل الكثير من كواليس المطبخ الرئيسى لصناعة القرار وبما يجعل لشهادته عن الأحداث وزنا وقيمة. وقد اخترت من ثنايا كتابه الرائع «شاهد على الحرب والسلام» شهادة حق فى حق المشير أحمد إسماعيل على الذى نال شرف قيادة منظومة الانتصار العسكرى فى حرب أكتوبر يقول فيها: «إن مصر ألقت على عاتق هذا الرجل مسئوليات جسام تحملها باقتدار حاسبا وبكل دقة قدرات وإمكانات القوات المسلحة والمهام التى يمكن أن تنجزها والأهداف المطلوب تحقيقها والوصول إليها وأخيرا الكيفية التى يمكن بها ومن خلالها حفز القوات والأفرع الرئيسية لها على تحقيق الهدف العسكرى ومن ثم الأهداف الاستراتيجية للحرب وأن هذا الرجل بعميق خبرته وحكمته كان يعى بدقة أن هدف العمل العسكرى المصرى عبر القناة ليس فقط تحطيم خط بارليف وكل نقاطه وحصونه ولكن أيضا فى احتلال هذا الشريط الممتد على طول الجانب الشرقى للقناة وضرب الهجمات الإسرائيلية المضادة وتأمين انتهاء الصدام المسلح ولدى مصر قوات قادرة وفاعلة وذات تأثير داخل أرض سيناء - حتى لو كان ذلك على شريط لا يتجاوز ما بين عشرة إلى خمسة عشر كيلومترات. ومن يراجع نص التوجيه الاستراتيجى من الرئيس السادات إلى الفريق أول أحمد إسماعيل بتاريخ 5 أكتوبر 1973 يجد أنه يتضمن تكليف القوات المسلحة بإزالة الجمود العسكرى بكسر وقف إطلاق النار اعتبارا من يوم 6 أكتوبر 1973 والعمل على تكبيد العدو أكبر خسائر ممكنة فى الأفراد والأسلحة والمعدات لتحرير الأرض المحتلة على مراحل متتالية حسب نمو وتطور إمكانيات وقدرات القوات المسلحة وأن يتم تنفيذ هذه المهام بواسطة القوات المسلحة المصرية منفردة أو بالتعاون مع القوات المسلحة السورية. وما أنجزه المشير أحمد إسماعيل قياسا على شهادة أبو الغيط إشارة مليئة بالمعانى النبيلة والعناوين اللافتة أهمها - فى اعتقادى - أن هذا القائد العسكرى ورجاله قدموا نموذجا مشرفا لدقة التزام وانضباط القوات المسلحة بما يسند إليها من تكليفات سياسية واستراتيجية... وهذا هو سر قوة ورسوخ المؤسسة العسكرية المصرية ومعرفتها بحدود دورها الوطني.. وغدا نواصل الحديث [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله