يقوم جهاز المناعة بدور دفاعي للجسم، فهو المهندس الذى يرأس عمليات الالتئام والشفاء به، كما أنه المفتاح الرئيس لمقاومة البكتيريا والفيروسات التى تسبب الأمراض. والسؤال: ما العوامل التى تؤثر على سلامة هذا الجهاز؟ وهل أسلوبنا فى التغذية يمكن أن يزيد كفاءته، أو يضعف نشاطه؟ وكيف يحدث ذلك؟ "تشير نتائج الأبحاث الحديثة إلى وجود عوامل عدة تؤثر على الاستجابة المناعية في الإنسان، ومن أهمها الغذاء، والضغوط العصبية، والتلوث". هذا ما تؤكده الدكتورة عفاف عزت أستاذ الكيمياء الحيوية ورئيس قسم التغذية بالمركز القومى للبحوث مشيرة إلى أن التوتر العصبى والضغوط النفسية من أكثر العوامل تأثيرا على الجهاز المناعى إذ تسبب ضعف النشاط الطبيعى لخلايا الدم البيضاء مما يشكل عبئا على جهاز الغدد الصماء. كما دلت الدراسات على أن الإفراط فى الأدوية خاصة المضادات الحيوية يثبط من الاستجابة المناعية وكذلك التعرض الزائد للمواد الكميائية التى نستخدمها فى المنظفات المنزلية وبقايا المبيدات والمواد الحافظة الموجودة فى الطعام، مع ضرورة البعد عن استخدام المعدن المخلوط بالزئبق فى حشوات الاسنان، الذى ثبت علميا أنه يضعف الجهاز المناعى. ويعد الغذاء عاملا مؤثرا على سلامة جهازنا المناعى، فقد أظهرت نتائج البحوث الحديثة أن الغذاء الذى يحتوى على كميات كبيرة من الدهون يثبط الاستجابة المناعية، ويعرض الجسم للأمراض، وكذلك تناول الأنظمة الغذائية الخاطئة التى تعتمد على تناول عنصر واحد من المغذيات لفترات طويلة مما يؤدى الى سوء التغذية التى تسبب ضعف الجهاز المناعى. أما بالنسبة للنظام الغذائى الذى يسهم فى زيادة كفاءة الجهاز المناعى، فتؤكد الدكتورة عفاف عزت أهمية تناول فيتامين A، وهو الفيتامين المضاد للعدوى، كما أنه مهم جدا للوظيفة الدفاعية للجسم. ويوجد فيتامين A فى الاغذية الحيوانية (الريتينول) مثل الكبد، والسالمون، وصفار البيض والألبان، كما يوجد أيضا فى الأغذية النباتية (بيتاكاروتين) مثل الفواكه والخضراوات ذات اللون البرتقالى، وتتمثل فى الجزر والمانجو والشمام، وكذلك الخضراوات الورقية الخضراء. ومن المهم أيضا أن يحتوى غذاؤنا على فيتامين C فهو محفز مهم للاستجابة المناعية، ويعد عاملا أساسيا فى تكوين هرمونات الغدة الكظرية، وإنتاج الخلايا الليمفاوية، وله تأثير مباشر ضد البكتريا والفيروسات. ونجد هذا الفيتامين فى الفواكه الحمضية والجوافة، وكذلك فى بعض الخضراوات مثل الفلفل الرومى، والبروكلى والبطاطس مع مراعاة عدم تسخين هذا الفيتامين أو تعرضه لدرجة حرارة عالية لأنه يتحلل بالحرارة. وتشير نتائج الأبحاث إلى أن فيتامين E يتفاعل مع فيتامين A وC ومعدن السلينيوم فيعمل كمضاد أولى للأكسدة يسهم فى تحسين أداء الجهاز المناعى . ويوجد فيتامين E فى البيض، والزيوت النباتية غير المعرضة للحرارة مثل زيت الذرة، وعباد الشمس، والزيتون والزيت الحار والبذورمثل السمسم والمكسرات، وكذلك الخضراوات الورقية الخضراء. أما بالنسبة للسلينيوم فهو موجود فى البصل، والثوم، والطيور، والمشروم، والأطعمة البحرية. ويفيد الزنك أيضا فى تدعيم الاستجابة المناعية، ويساعد على التئام الجروح، كما يحمى الكبد إذا تم تناوله بكميات معتدلة عن طريق الغذاء، ويتوفر الزنك فى الكابوريا، واللحوم ، والزبادى. والأمر هكذا، تنصح الدكتورة عفاف عزت أيضا بتناول الأطعمة التى تحتوى على الثوم والشعير إذ تحتوى على عنصر الجرمانيوم، وهو عنصر نادر لكنه مفيد للجهاز المناعى، وكذلك من المكونات الغذائية الأخرى الضرورية لقوة المناعة: بكتيريا اللبن العضوية الموجودة فى الزبادى. أخيرا، أثبتت الدراسات أن تناول مكونات الفايتو تقوى الجهاز المناعي مثل الجزر والطماطم (كاروتينويد)، والبرتقال والعرقسوس (فلافونويد)، والشاى الاخضر، والبقدونس والكرفس والجزر (بولى استيلين)، وكذلك الكركم.