أشعلت المناظرات التليفزيونية الثلاث الأخيرة جولة الاعادة للانتخابات الرئاسية بالبرازيل المقررة 26 من الشهر الحالى فيما يشبه حرب تكسير العظام بين كل من ديلما روسيف الرئيسة الحالية ومرشحة حزب العمال، واياسيو نيفيز مرشح الحزب الاجتماعى الديمقراطى، خاصة فى ظل اتهامات نيفيز لحزب العمال بالفساد خاصة فضيحة بتروبراس المتهم فيها كبار حزب العمال ومسئوليته عن التضخم والتدهور الاقتصادى وزيادة نسبة البطالة، وردت ديلما باتهامات لاياسيو تخص تعيين أقاربه فى مناصب مهمه أثناء توليه حكم ولاية مينا جرايس، بالإضافة إلى إقامة مطار باسم جده تانجريدو نيفيز على أرض يملكها وحصوله على مبالغ طائلة من وراء ذلك، بالإضافة لزيادة نسبة البطالة فى مينا جرايس فى فترتى ولايته. وعلى صعيد حركة الأمتار الأخيرة والعد التنازلى ليوم الاعادة، عادت ديلما روسيف رئيسة البرازيل والمرشحة لفترة رئاسية ثانية إلى صدارة السباق الانتخابى بعد فترة خفت فيه صوتها وتوارت صورها بالصحف وتراجعت شعبيتها فى استطلاعات الرأى، ناهيك عن حرب إعلامية شرسة ضدها لمصلحة اياسيو نيفيز، بالإضافة لوعكة صحية لحقت بها فى الأيام الأخيرة. قامت ديلما روسيف و الملقبة ب (صاحبة البيت) بتكثيف جولاتها الانتخابية، بالاضافة لتكليف حزب العمال بالتحرك الذكى بهدف استعادة شعبيتها مرة اخرى، حيث دعت ديلما خلال تحركاتها إلى استخدام الإعانات التى تقدمها المصارف والبنوك العامة من أجل استمرار البرامج الاجتماعية بل وتفعيلها وتوسيع نطاق المستفيدين منها وفى إشارة إلى برنامج الإسكان (برنامج منزلى حياتى)، قالت المرشحة خلال جولاتها بالولايات البرازيلية إن كل من يقف ضد الاعانات التى تقدمها الحكومة انما يريد إنهاء هذا البرنامج وايذاء الفقراء. وشددت ديلما روسيف على أن هذا النوع من عقود الاسكان هو فى مصلحة أشد الناس فقرا، حيث يوفر السكن للأشخاص الذين لا تتعدى اجورهم الشهرية 1600 ريال، وبالتالى فإن ما يدفعونه شهريا عن شراء واقتناء منازلهم ينال جزءا صغيرا من دخلهم الشهرى ، على عكس شراء هذه المنازل من سوق العقارات مباشرة. وقالت روسيف ليس هناك من معجزة تجعل من الاسرة البرازيلية قادرة على «دفع فوائد السوق العقارية» وان اولئك الذين يقولون انهم يدافعون عن برنامج الإسكان ملمحة إلى المرشح المنافس اياسيو نيفيز، من الناحية العملية هم فى الحقيقة ضد هذا البرنامج ويريدون القضاء عليه، لأنه إما أن تعطى الاعانات من الحكومة وان يكون تنفيذها من قبل البنوك العامة، أو ليس هناك برنامج للإسكان من الأساس. كما دافعت روسيف فى إطار إيمانها بالاشتراكية الديمقراطية عن السياسات المعتمدة لمصلحة أفقر شرائح الشعب، معتبرة أنه امر جوهرى الا تكون المنح الحكومية للفقراء كمنحة فقط إنما حسب قولها المنح العائلية التى تقدمها الحكومة للاسر البرازيلية الفقيرة هى من اجل توفير بيئة آمنة كى يتم تعليم هؤلاء الفقراء ونيلهم حياة أفضل. وأكدت روسيف أنها فى حالة فوزها بالمنصب الرئاسى مجددا سوف تقوم بتغيير الكادر الحكومى الحالى، و أيضا تغيير الهيكل الوزارى للحكومة الحالية ، وتشكيل حكومة قوية قادرة على إنجاز مشروعات قومية ومواجهة التحديات، وتلاشى كل الأخطاء السابقة. فيما ركز اياسيو نيفيز فى برنامجه على نقاط أقرب إلى الليبرالية الجديدة ورؤية اقتصادية قد تؤدى إلى التبعية مرة أخرى وبعض البرامج الاجتماعية ليست ذات قيمة كبيرة بقدر ما هى معادة ومكررة خاصة فى مجال الصحة والتعليم . ويحاول اياسيو نيفيز استمالة الفقراء أيضا، حيث أكد أنه سيعتمد على الليبرالية الاجتماعية التى تحافظ على حقوق الفقراء والمهمشين، فى إطار نظام اقتصادى ليبرالى حديث. وركز اياسيو خلال جولاته الانتخابية على حل المشكلة الأمنية خاصة ارتفاع معدلات الجريمة فى البرازيل، مشدداً على أن الدولة الفيدرالية لا بد ان تخصص نسبة كبيرة من ميزانيتها لمعالجة المشكلة الامنية التى تعد من عوائق التنمية والاستثمار . كما يعطى اهمية لرفع مستوى التعليم العام ، وركز على الاهتمام بالطلبة والمشروع المخصص لتمويل الدارسين. وأشار إلى أنه سيركز على زيادة معدل التنمية فى قطاع التعليم الأساسى ، بالإضافة إلى تركيزه على المتدينين من خلال وقوفه ضد إجازة الإجهاض. كما وعد بتقليل التضخم، وإيجاد حلول عملية لتقليل نسبة البطالة. فى الأمتار الأخيرة يحاول اياسيو نيفيز جذب شرائح جديدة لتأييده بعدما فاز بتأييد مارينا سيلفا المرشحة السابقة وبعض الأحزاب التى ايدتها، وفى المقابل تركز ديلما على دعم الشرائح المتخوفة من السياسات الليبرالية التى سينتهجها اياسيو حال فوزه، وفقدهم الدعم الاجتماعى، تبدو المنافسه الآن فى البرازيل ليست فقط بين ديلما روسيف و اياسيو نيفيز. .بل بين الاشتراكية والليبرالية.