أوضاع اياسيو نيفيز المرشح لرئاسة البرازيل، تشبه متسابق الفورمولا 1 الذي سارت معه الامور بشكل جيد في التدريبات.ولكنه في السباق عاني مشكلة غير متوقعة، وبدأ السباق تقريباً من غير أى فرصة حظ للفوز . والسؤال الآن "هل يفعلها اياسيو نيفيز ويكون لديه الجرأة والشجاعة ليطيح بمنافسته ديلما روسيف فى جولة الإعادة المقررة فى 26 أكتوبر الجارى بعدما أطاح بكل المنافسين الآخرين وعلى رأسهم مارينا سيلفا؟ ، وهل يستطيع حزبه، "الحزب الاجتماعي الديمقراطي " أن يكون مثل فريق ماكلارين لسيارات الفورمولا 1 فى الأداء وإردة الفوز؟ يبدو أن اياسيو نيفيز شب متأثرا بجده تانكريدو نيفيز الذى انتخب رئيسا للبرازيل لكنه توفى يوم التنصيب ، وكأن اياسيو يريد أن يعيد الكرة مرة أخرى ليعطي للعائلة شرف الحصول على هذا المنصب الرفيع. اياسيو نيفيز درس الاقتصاد وبدأ حياته السياسية نائبا فيدراليا ثم رئيساً لمجلس النواب والآن هو عضو فى مجلس الشيوخ. وتولى حاكم ولاية مينا جرايس لدورتين متتاليتين. قبل شهر فقط، كانت فرصة اياسيو نيفيز لدخول القصر الرئاسي فرصة شبه منعدمة حيث ظهرت فجأة مارينا سيلفا مرشحة الحزب الاشتراكي والتى حلت بديلاً لمرشح الحزب ادواردو كامبوس الذي لقى مصرعه فى حادث طائرة ليبزغ نجم مارينا بعدما كانت الأمور تسير باتجاه اياسيو كمنافس رئيسى لديلما روسيف. لم يكن أمام نيفيز إلا السعي لوقف نزيف هبوط عدد الاصوات المؤيدة له والتي بدأت تهرب لمصير آخر بما في ذلك منع هروب الحلفاء وان يثبت للناخبين، والممولين لحملته والحلفاء بأنه ما زال حياً وقادراً على الصمود ،ليس هذا فقط بل والفوز أيضاً. نيفيز عضو مجلس الشيوخ, ليس لديه بديل، سوى محاولة تفكيك صورة المرشحة ديلما روسيف . وانها لعملية محفوفة بالمخاطر لأن الناخبين الذين يتعاطفون معه يمكن أن يتحولوا ضده. ومثل هذا الامر حدث مع جوزيه سييرا، الذي تمكن فقط من زيادة نسبة الرافضين له في مواجهته للمرشحة روسيف انتخابات عام 2010 ، إن الصورة الهشة للمرشحة مارينا وذكرى المأساة التي ضربت القائمة الانتخابية جعلت او تجعل من التحدي الذي يواجهه المرشح نيفيز تحدياً اكبر.. وعليه سرعة إنجاز تحالفات سواء مع الحزب الاشتراكي أو الأحزاب والحركات التى ساندت مارينا سيلفا. حقق اياسيو نفيز المفاجأة حيث كانت كل المؤشرات تؤكد على ضرورة أن هناك بالفعل جولة إعادة ولكنها ستكون من نصيب مارينا سيلفا فى مواجهة مع ديلما روسيف، ولكن كان للمناظرات التلفزيونية مفعول السحر حيث بات واضحاً للمواطن البرازيلى ضعف المرشحة مارينا سيلفا فى عرض برنامجها وعدم قدرتها على الرد على الانتقادات فيما كان اياسيو رائعاً فى اطروحاته خاصة الاقتصادية حيث أبهر الناخب البرازيلي بحفظه الارقام دون الرجوع إلى ورقة، وردوده القوية على منافسيه، وبات حلماً لدى قطاع عريض من البرازيليين يمثل لهم الرجل القوى. ركز اياسيو نيفيز فى برنامجه على حل مشكلة ارتفاع معدلات الجريمة في البرازيل مستشهداً بعمله كحاكم لولاية ميناس جيرايس حيث اعتمد برامج اعطت نتائج جيدة جداً في تخفيض معدلات الجريمة وإحلال الأمن إلى حد كبير مستشهداً بان الدولة الفيدرالية لا تخصص إلا نسبة ضيئلة جداً من ميزانيتها لمعالجة المشكلة الامنية. يسعد اياسيو أنه شبيه الرئيس الاسبق فرناندو كاردوسو صاحب الانجازات الكبيرة في البرازيل على الرغم مما يحمله هذا الوصف من مضمون تريد منه ديلما روسيف غير ذلك او غاية اخرى حيث يرى انه قدم إنجازات عظيمة للبرازيل على صعيد الاستقرار المالي والاجتماعي . شغل نيفيز كل المناصب التشريعية والتنفيذية التي تعتبر ضرروية في ملف اي مرشح لخوض هذه الانتخابات وليشدد على نجاح دوره في رفع مستوى التعليم العام بولاية ميناس جيرايس التي حكمها سنوات وليشد انتباه الطلبة لمشروعه المخصص لتمويل دراسة الطلبة . كما يقف إلى جانب القوانين السائدة التي لا تجيز الاجهاض إلا في حالات محددة. ونجح أيضاً في إيصال نتائج نجاحه في مجال تحسين قطاع التعليم العام في ولاية ميناس جيرايس لا سيما معدل التنمية في قطاع التعليم الأساسي وكان حريصاً على أن ينأى بنفسه عن اي تقارب في الرأي مع المرشحة مارينا سيلفا ليعمد على تقديم نفسه كمرشح التغيير الحقيقي. في برنامجه المعني بالسياسة الخارجية يرى اياسيو نيفيز أنه يجب أن تقوم سياسة البرازيل الخارجية على مبادئ الاعتدال والاستقلال والدفاع عن المصالح البرازيلية والأهداف الطويلة الأجل للتنمية الوطنية. وفقا للبرنامج الخاص به، كما ان البرازيل بحاجة إلى إعادة تقييم الأولويات الاستراتيجية وإيلاء اهتمام خاص إلى آسيا، وايضاً لكل من الولاياتالمتحدة وغيرها من البلدان المتقدمة وذات الثقل في مجال الابتكار والتكنولوجيا ، وبشأن البلدان النامية يدعو نيفيز إلى توسيع العلاقة مع البلدان النامية واعتماد استراتيجية جديدة في المفاوضات الثنائية. في مشروع حكومته القادم في حال فاز بالانتخابات ، يدعو نيفيز أيضا إلى استئناف التكامل الإقليمي وتحرير التجارة ودفع حيوي للاهداف الاساسية للميركوسول ومن ضمن ذلك اعطاء مرونة حيال القواعد التي تعرقل التقدم في المفاوضات مع الدول الأخرى. في المنظمات الدولية، يتعهد نيفيز بالمزيد من الاندماج البرازيلي مع القضايا الكبرى مثل تغير المناخ والطاقة وحقوق الإنسان والتجارة والإرهاب والحرب الإلكترونية، وقضايا السلام والأمن، بما في ذلك المناقشات حول توسيع مجلس الأمن..