تبدأ اليوم الانتخابات الرئاسية فى البرازيل وسط موجة عنيفة من الانقسام داخل المجتمع البرازيلى ما بين مؤيد للاستقرار مطالب بالتغيير. ومن المرجح بنسبة كبيرة أن تكون هناك جولة إعادة بين كل من مارينا سيلفا مرشحة الحزب الاشتراكى وديلما روسيف مرشحة حزب العمال ، إلا إذا كانت هناك مفاجأة من العيار الثقيل بصعود أوسيو نيفيز مرشح الحزب الاجتماعى الديمقراطي، ولكن إذا حدث ذلك سيكون على حساب مارينا سيلفا. وتشير آخر استطلاعات الرأى هنا فى البرازيل إلى أن ديلما روسيف الرئيسة الحالية ومرشحة حزب العمال للانتخابات الرئاسية لدورة ثانية تتصدر قائمة المرشحين بنسبة 36٪ من الأصوات تليها مارينا سيلفا مرشحة الحزب الاشتراكى البرازيلى بنسبة 30٪ ، ويأتى فى المركز الثالث أوسيو نيفيز مرشح الحزب الاجتماعى الديمقراطى البرازيلى بنسبة 19٪ من الأصوات. وتنال المرشح القس إيفرالدو 1٪ من مجموع الأصوات ، بينما حصل مجموع المرشحين ، وهم كل من لوسيانا جينرو وإدواردو جورج ودى ماريا وإيمائيل و ليفى فيدليكس وماورو إياسى وروى كوستا ، على 1٪ ، فى حين أظهر المسح أن مجموع البطاقات الباطلة أو البيضاء 7٪ و6٪ نسبة الذين لم يقرروا بعد إسم مرشحهم. كما أظهرت نتائج الاستطلاع أن نسبة رفض الجمهور للمرشحة ديلما روسيف كانت الأعلى بين المرشحين ، حيث بلغت النسبة 32٪ ، بينما نسبة الرفض للمرشح نيفيز 19٪ ، ونسبة الرفض للمرشحة مارينا سيلفا 14٪ ، ونسبة الرفض للمرشح إيفرالدو 17٪. وفى مجال تقييم الناخب البرازيلى لأداء حكومة الرئيسة روسيف، أظهرت نتائج الاستطلاع أن 37٪ يعتبرون حكومتها حكومة ممتازة أو جيدة ونسبة 33٪ يعتبرونها عادية ونسبة 28٪ يعتبرونها سيئة أو سيئة جداً. اللافت للنظر فى الاستطلاعات أن المرشح أوسيو نيفيز هو الوحيد بين المرشحين الثلاثة الرئيسين الذى كسب أربع نقاط دفعة واحدة عن الاستطلاعات السابقة ، بينما تراجعت المرشحة مارينا سيلفا ومعها المرشحة روسيف. وفى المناظرات التليفزيونية التى جرت بين المرشحين لانتخابات الرئاسة ورعاها المؤتمر الوطنى لأساقفة الكنيسة الكاثوليكية ، ومؤسسات إعلامية، احتدم الصراع بين الأقوياء الثلاثة المتقدمين فى استطلاعات الرأى ديلما روسيف، مارينا سيلفا، وأوسيو نيفيز الذين لم يدخروا أى جهد لشن هجومهم على بعضهم منتهزين الاسئلة التى وجهها لهم المطارنة والصحفيون. وحول القضايا التى قد تثير جدلاً مثل الاجهاض والتمييز العنصرى بحق المثليين جنسياً ، أظهرت المناظرة ان المرشحين جميعهم يقفون ضد تشريع الإجهاض ، وبالذات اعتبر المرشح نيفيز الذى اعتبر أن كل تمييز ومهما كان هو جريمة. كما ركزت المناظرات على موضوع فساد شركة بتروبراس ونهب مواردها ، وموضوع استقلالية البنك المركزى ، وفساد الحزب الاجتماعى البرازيلي، وإهمال الإصلاح الزراعى ، والتكامل الإقليمى مع أمريكا اللاتينية، والسياسة الخارجية حيث يرى الخبراء فى الشأن السياسى أن الخطاب السياسى الذى يقدمه المرشحون الرئيسيون حول القضايا المثيرة للجدل مثل إضفاء الشرعية على الإجهاض ، فهذا موجه لإرضاء اغلبية الناخبين فى الشارع البرازيلى وليس فقط للمواطن المتدين ، وأن الشارع البرازيلى فى أغلبيته يقف ضد تشريع الإجهاض وضد التمييز العرقى والعنصرى وأى نوع من التمييز ، ومرشحو الرئاسة يعرفون ذلك ويحاولون إرضاء هذا الشارع.