انتهت شهور فيضان النيل، ودخل الخريف، دون أن يظهر السردين فى بورسعيد، وهو أمر أرق نصف مليون بورسعيدى أغلبهم من مدمنى تناول السردين بجميع أحجامه، وطرق طهوه. كانت المدينة قد عاشت فى نفس التوقيت من العام الماضي، موسما تاريخيا لأسماك السردين، حيث حققت معدلات صيده وبيعه أرقاما قياسية غير مسبوقه مقارنة بالأعوام الأخيرة. ولا أحد فى بورسعيد وتحديدا بين صفوف صيادى المدينة، يعرف بالضبط أسباب عدم وصول أسراب السردين المهاجرة، من شواطئ أسبانيا وإيطاليا وفرنسا للبحر المتوسط، قبالة بورسعيد هذا العام، وإن ظلت الآمال معلقة بوصوله فيما تبقى من الأيام الدافئة المقبلة. على شاطئ بورسعيد وأمام منطقة الضاهرة، التى تعد الموقع الأهم لصيد السردين بالبحر المتوسط على شواطئ الجمهورية الشمالية، نفى الصيادون ما تردد بشأن الربط بين تواضع المنصرف من مياه النيل، إلى البحر المتوسط بندرة كميات السردين هذا الموسم، وأشاروا إلى أن هجرة السردين تستهدف الشواطئ المصرية الدافئة أكثر من البحث عن طعام. وقال رمضان محمد، تاجر أسماك، إن المسأله ليس لها تفسير محدد، بدليل تفاوت الإنتاج بين سنة وأخري، مشيرا إلى وصول كميات من السردين لشواطئ بورسعيد خلال الشتاء الماضى وهو موعد غير معتاد لظهور السردين على الإطلاق. وأضاف محمد، أن ماوصل من سردين خلال الأسابيع المنقضية، كان هزيلا جدا من حيث الحجم والدسم، ولم يقبل عليه الزبائن، وراح معظمه لتجار الأسماك المملحة، حيث يبيعونه كملوحة صغيرة ويطرحونه فى صفائح للبيع بأسواق محافظات الصعيد.