بدون مُقدمات أعلن مركز كارتر للديمقراطية قراراً بإغلاق مكتبه الميدانى بالقاهرة ، والذى كان قد بدأ عمله فى مصرعقب ثورة يناير . وفى تبريرهم لسبب الغلق أشارمسئولو المركزإلى أنه يعود إلى " التضييق على أنشطة المجتمع المدنى والأحزاب السياسية ، وأن المناخ الراهن فى مصر ليس من شأنه أن يقود إلى انتخابات ديمقراطية حقيقية " ! ماذكره مسئولو المركز فى أسباب غلق مكتبهم يتناقض مع الخطاب الذى تقدم به المدير الإقليمى له فى نهاية أغسطس الماضى إلى وزارة الخارجية المصرية ، وتقدم فيه بالشكر إلى السلطات المصرية على تعاونها مع المركز على مدار السنوات الثلاث الماضية ، و تسهيل مهمته فى متابعة خمسة استحقاقات إنتخابية منذ ثورة يناير ! موقف مركز كارتر ، ليس غريباً ، والغريب أن يتصور البعض أنه مُفاجأة ، لأن هذا المركز هو نفسه الذى قام ب " فبركة " تقرير عن الانتخابات الرئاسية قبل إجرائها بأسبوع كامل يشكك فى نزاهتها ، رغم أنها شهدت مشاركة غير مسبوقة من المنظمات الأجنبية وعلى رأسها الاتحاد الأوروبى والاتحاد الإفريقى ومنظمات الفرانكفونية والكوميسا والساحل والصحراء وجامعة الدول العربية، وغيرها فى ظل تسهيلات غير مسبوقة قدمتها السلطات المصرية لها ! والآن يفعلها نفس المركز مرة أخرى بإشارته إلى أن المناخ الراهن فى مصر ليس من شأنه أن يقود إلى انتخابات ديمقراطية حقيقية، فى محاولة استباقية لتشويه صورة العملية الانتخابية فى مصر ! الأمر إذن ليس مُستغرباً من مركز يبتكر مغالطات وادعاءات وتناقضات مع الواقع، ويؤكد مُجدداً أنه ، ومعه عدد لا بأس به من أمثاله من المراكز والمنظمات ، دخل إلى بلادنا لأدوار مُحددة ، تعمل فى نهايتها على إختراقنا ، ومحاولتها العبث السياسى بيننا ، تحت ستار حقوق الإنسان ، وتحقيق الديمقراطية ، وإجراء إنتخابات شفافة . فى هذا السياق ، وتأكيدا لنفس الفكرة جاء إنسحاب مركز كارتر رُبما للضغط على مؤسسات دولية أخرى بعدم المشاركة بأعمال مراقبة الانتخابات البرلمانية و أن تحذو بعض المنظمات الدولية حذوه لإحراج مصر أمام المجتمع الدولى . إذن يستمر مركز كارتر وأمثاله فى نفس اللعبة التى لايريد الأمريكان التوقف عنها ، دون كلل أوملل ، رغم كل " التفاهمات " و" تنميق العبارات " ولقاء أوباما مع السيسى ، ومعه الصحف الأمريكية التى عادت أصواتها تعلو ، من جديد ضد مصر وسياساتها ، ومحاولات تشويه تجربتها بالسبل كافة .. يبدو أن موقف مصر مما أسمته الولايت المتحدة بالحرب ضد الإرهاب ، لازال لايروق لإدارتها ، فعادت " ريمة لعادتها القديمة" ، لتؤكد من جديد أن أوباما وإدارته لن يرضيا عن مصر ، إلاعندما تقع فى سيناريو الفوضى ، ونحن نقول لهما ومعهما مركز السيد كارتر ، بإرادة الله "كلكم هتروحوا فى ستين سلامة " ، ويمكن فى ستين "أخرى " .. وستبقى مصر!! لمزيد من مقالات حسين الزناتى