اتسعت دائرة فوضى الفتاوى وبعد ان كانت مقصورة على الخلاف بين مشايخنا الأجلاء انتقلت إلى عدد من الإعلاميين الذين يقتحمون مجالات ليست من تخصصهم وفى كل الحالات لا يعلمون عنها شيئا .. كانت فوضى الفتاوى بين رجال الدين من أكثر المناطق التى شهدت صداما دائما فى الآراء والمواقف وما بين التحليل والتحريم والتشدد والتفريط دارت المعارك ولم يحسمها احد . والشئ المؤسف ان بعض الإعلاميين دخلوا ساحة الصراع وأصبح كل واحد منهم يلقى حجرا وحدثت تجاوزات تمس ثوابت أساسية فى العقيدة، وفى تقديرى أن هذه التجاوزات تسىء كثيرا إلى دور الإعلام وتخرج به بعيدا عن أهدافه الحقيقية، فليس مطلوبا من الإعلام ان يكون منابر للدعوة وإذا قام بهذا الدور فينبغى أن يكون من شيوخ أجلاء وليس إعلاميين متطفلين على العقائد والأديان .. إن الخطأ الاساسى اننا تصورنا يوما ان الإخوان المسلمين هم الإسلام أو أنهم اوهموا الناس بذلك، وحين تم خلعهم من الحكم تصور البعض الآخر أن الابواب قد فتحت لكل من هب ودب ليفتى فى الدين عن جهل ويكتب ما يشاء حتى لو وصل الأمر إلى الثوابت الدينية .. وأمام هذا خرج فريق من المغامرين ودعاة الشهرة على الفضائيات نكبة مصر الاولى يحلل ويحرم وظهر من يطالب السينما بظهور الأنبياء ويطالب الفضائيات بالرقص ويطالب حجاج بيت الله الحرام بإسقاط جوانب اساسية من الفريضة .. ارجو من الزملاء الإعلاميين ان يتكلم كل واحد منهم فى شىء يفهمه وألا يكون العدوان على الأديان وسيلة كل باحث عن الشهرة بعد فوات الاوان.. لا ينبغى أن نحقق أحلامنا المؤجلة على حساب الثوابت الدينية والاخلاقية فيصبح الرقص قضية حياة او موت ويصبح العدوان على الشرائع وسيلة للظهور، اننى احيانا اتساءل اين الثقافة الحقيقية فى الاعلام المصرى .. واين قضايا الفكر بعيدا عن المهاترات والادعاءات وتصفية الحسابات، ان السطحية التى يعانى منها الإعلام تركت فراغا رهيبا فى الساحة الثقافية ،حيث لا فكر ولا جدية ولا مواقف .. ارحموا عقل هذا الشعب . [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة