ذهبت للمشير محمد عبد الغنى الجمسى الذى كان يشغل منصب رئيس غرفة الجيش المصرى خلال حرب 1973 منذ أكثر من خمسة عشر عاما لإجراء حوار صحفى حول ذكرى انتصارات أكتوبر، لكن رغم موافقته على الموعد بنادى هليوبوليس إلا أنه رفض إجراء حوار مطول قائلا فى حديث لا يخلو من المرارة: نحن لم نكن السبب فى النصر... اذهب لمن كان وراء نصر اكتوبر وتحدث إليهم!!! و أنهى حواره معى بنبرة حازمة قائلا: إن قواتنا المسلحة التى خاضت حرب يونيو 1967 هم انفسهم اغلب الرجال الذين اشتركوا فى حرب 1973 ضد نفس العدو، لكن اختلفت النتائج فى الحربين بين الهزيمة والنصر لاختلاف الاستعدادات والإمكانات. وأضاف ان مشكلتنا نحن العرب اننا لم نستوعب ما يخبئه المستقبل لهذه المنطقة من مؤامرات وما ننتظره من نتائج، وكيف نستعد لمواجهته فى إطار الصراع الدولى الذى يشكل فيه الشرق الأوسط محور هذا الصراع. وكان للجمسى دور حاسم فى النصر، فقد سميت الدراسة التى أعدها لتوقيت المعركة وتفاصيل العمليات الحربية لتحرير سيناء «بكشكول الجمسي» وتم اختيار يوم 6 أكتوبر بناء على تلك الدراسة، لهذا تم تصنيفه ضمن أبرع 50 قائدا عسكريا فى التاريخ، كما ذكرت الموسوعات العسكرية العالمية ويعد الجمسى من أشرس القادة الذين جلسوا مع الإسرائيليين على مائدة المفاوضات، وعندما أخبره هنرى كيسنجر وزير الخارجية الامريكى بموافقة الرئيس أنور السادات على انسحاب أكثر من 1000 دبابة و70 ألف جندى مصرى من الضفة الشرقية لقناة السويس، رفض الجمسى وكان الصدام بين السادات وبين آخر وزير حربية فى مصر، حيث تم استبدالها بوزير الدفاع عقب اتفاقية كامب ديفيد. لقد آن الأوان بعد أكثر من أربعين عاما للكشف عن أبطال حرب أكتوبر وعدم حصرها فى شخص او عدة اشخاص لمزيد من مقالات نبيل السجينى