يغلب التشاور المستمر على العلاقات السياسية المصرية النرويجية خاصة بملف قضية الشرق الأوسط فى إطار الدور المحورى والهام الذى تقوم به مصر فى دعم القضية الفلسطينية والتى تعتبرها فى مقدمة قضايا العرب، كما ترأس النرويج لجنة المساعدات الدولية المؤقتة للفلسطينيين، وتقوم الحكومة النرويجية ببذل الجهود من أجل رفع المعاناة وتقديم الدعم للشعب الفلسطينى من خلال برامج مساعدات تدعمها وزارة الخارجية النرويجية. وشهدت فترة اندلاع الأعمال العسكرية الإسرائيلية فى قطاع غزة الأخيرة تشاورا مصريا نرويجيا غير مسبوق من خلال الزيارة التى قام بها وزير خارجية النرويج بورج برندى لمصر والتقى خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسى وتم بحث إجراءات الإعداد لمؤتمر إعادة أعمار غزة الذى ستبدأ أعماله اليوم . كما التقى سامح شكرى بوزير خارجية النرويج على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث تناول اللقاء الترتيبات الخاصة بالمؤتمروالتنظيم المشترك بين البلدين لتخفيف معاناة الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة وإعادة بناء ما دمرته الحرب الأخيرة على القطاع، كما تم عرض خلال اللقاء آخر الجهود الخاصة باستئناف المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلي، وتثبيت التهدئة بينهما وأهمية فتح المعابر وتسهيل دخول مواد البناء من إسرائيل للقطاع، فضلا عن جهود تحقيق المصالحة الفلسطينية. محاور العمل وآليات الوقوف الى جانب الشعب الفلسطينى بعد مرحلة الدمار الذى تعرض له قطاع غزة وآليات التعاون والتنسيق المشترك كانت محور العمل بين البلدين . وقبل ساعات من وصوله الى القاهرة للمشاركة فى الرئاسة المشتركه لمؤتمر اعادة اعمار غزةبالقاهرة طرح الأهرام على بورج برندى وزير الخارجية النرويجى العديد من التساؤلات التى تدور حول المؤتمر وأهدافه وآلية التعاون لإنجاحه والدور المصرى فى دعم القضية الفلسطينية وكان رده كالتالي: فى البداية دعنا نستعرض الوضع فى غزة فى ضوء الزيارة التى قمت بها الى القطاع لتفقد الأوضاع على أرض الواقع حيث يوجد حاليا نحو 20 ألف عائلة بدون سكن، فهل يمكن ان تكون هناك مساهمات سريعة لإعادة الإعمار خاصة مع اقتراب فصل الشتاء ؟ لقد زرت غزة بنفسى قبل عدة أسابيع معتبرا انها بالنسبة له ضرورة إنسانية واضحة خاصة مع اقتراب فصل الشتاء حيث ان هناك حاجة ماسة للمساعدة ولا يمكننا تجاهل معاناة الإنسان فى غزة ونحن نعرف أننا إذا لم نجد وسائل لدعم البنية التحتية الحيوية مثل المياه النظيفة ونظام الصرف الصحى فشعب غزة هو الذى سيعانى وليس المتسببون فى هذه المعاناة . فى تصورك كيف ترى الوضع الحالى وما الأهداف الثلاثة الرئيسية للمؤتمر ؟ يؤكد برندى إذا لم نفعل شيئا أخشى أن نرى فيما بعد صراعا آخر مسلحا فى غزة فى المستقبل المنظور، معتبرا هذا ليس فى مصلحة إسرائيل ولا الفلسطينيين. ويشير الى إن الهدف من المؤتمر هو فى الأساس تعزيز لوقف إطلاق النار، وتحقيق التهدئة الدائمة فى غزة، ولكى يحدث هذا نحتاج أيضا لتحسين آفاق التوصل إلى حل سياسى للصراع، وان المؤتمر له ثلاثة أهداف رئيسية هى أولا تعزيز قدرة الحكومة الفلسطينية على الحكم بشكل فعال فى كل فلسطين وثانيا تذليل القيود المفروضة على التصدير والاستيراد إلى غزة، وثالثا زيادة الدعم المالى لجهود إعادة الإعمار والتنمية فى غزة . كيف يمكن ان يكون للمجتمع الدولى مسئولية كبيرة لدعم الشعب الفلسطينى فى إعادة اعمار القطاع وإصلاح ما تم تدميره وفى تصورك ماهو الدور الذى يمكن ان تلعبه المنظمات الدولية فى اعادة اعمار غزة ؟ نحن بحاجة إلى أن نرى تغييرات حقيقية فى قطاع غزة، ومن وجهة نظر المانحين لا معنى لإعادة إعمار غزة دون إجراء تغييرات تدعم وقف إطلاق النار وتعزيز احتمالات التوصل إلى تسوية سياسية فى الوقت نفسه ويجب أن يحصل الناس على حياة أفضل وان يكون لديهم الأمل فى المستقبل وأفضل ضمان هو وضع اللمسات الأخيرة على حل الدولتين لحل الصراع. هناك تقديرات بأن السلطة الوطنية تحتاج لنحو 4 مليارات دولار لإعادة الاعمار فهل يمكن توفيرها بسهولة وكيف يمكن تعزيز قدرة الحكومة الفلسطينية فى تحمل مسئوليتها بشأن إعادة تأهيل قطاع غزة؟ الاحتياجات فى فلسطين ككل كبيرة وحقيقية والسلطة الفلسطينية بحاجة إلى ميزانية لدعم جهودها فى إعادة الإعماروالتنمية فى الضفة الغربية بما فيها القدسالشرقية وقطاع غزة ونحن بحاجة إلى بذل جهد فى مراجعة الموارد اللازمة فى نفس الوقت و نحاول التأثير لتغيير الخلفيات التى نتجت عن ثلاثة من الصراعات المسلحة فى قطاع غزة خلال السنوات الماضية، مشيرا الى ان عدم القيام بأى شيء سيؤدى على المدى الطويل الى تكلفة أكثر من الجهود المبذولة حاليا . هل تتوقع أن يحالف النجاح عقد المؤتمر بالقاهرة ؟ إن نجاح المؤتمر لا يمكن ولا ينبغى أن يكون بالتعهدات وانما الأهم ان يتم حل التحديات الهيكلية والسياسية التى تحيط بدخول المساعدات إلى غزة مؤكدا أن معايير النجاح الأكثر أهمية هو المبلغ الفعلى من المساعدات التى ستصل الى غزة وبقية فلسطين كما ان هناك عاملا أساسيا هو تأثيرالقيود التى تفرضها إسرائيل على الاستيراد والتصدير من غزة. التقيتم الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال زيارتكم لمصروالتقيت وزير الخارجية سامح شكرى فى القاهرة ونيويورك كيف تثمن الجهود المصرية لانعقاد المؤتمر ووقف إطلاق النار، وكيف ترى الدور المصرى فى المنطقة ؟ مشاركة مصر فى المفاوضات مع الطرفين للتوصل إلى وقف إطلاق النار الدائم فى غزة هو انعكاس للسياسة الواقعية الإقليمية وانه لا أحد فى موقف أفضل من مصر للقيام بذلك الدور بل هى حقيقة، كما ان مصرتتفهم الوضع الإقليمى المعقد ويجب أن تكون جزءا لا يتجزأ من أى محاولة لإيجاد استراتيجيات جيدة لحلول دائمة وهذا ما ثبت فى لقاءاتى مع الرئيس عبد الفتاح السيسى ووزير الخارجية سامح شكري