المعركة المصيرية القادمة هى معركة البرلمان، صدقني، كل القوى العالمية المتأرجحة مواقفها من النظام السياسى الجديد فى مصر تنتظر نتائج الانتخابات البرلمانية لتحسم أمرها منه بصفة نهائية. تفصلنا عن وقت الانتخابات البرلمانية عدة شهور ستمضى كعدة أيام وحتى الآن لم يظهر «الظهير» الحزبى القوى المؤثر الذى يدعم النظام السياسى الجديد، الموجود الآن وهذه هى الحقيقة أحزاب تتقاتل على تقسيم المقاعد فيما بينها، لا أكثر من ذلك. أندهش وأتعجب عندما أقرأ عن تحالفات وتربيطات وتوافقات وإجتماعات ومصالحات وتنازلات وإندماجات وإسترضاءات بين الأحزاب السياسية وبعضها البعض كل ذلك من أجل حصول الحزب أى حزب وكل حزب على اكبر عدد ممكن من مقاعد البرلمان القادم . ومع أنه يا أخى من المفترض أن فكر كل حزب وبرنامجه وأهدافه التى قام عليها تتنافر تمام التنافر والإختلاف عن فكر وبرنامج وأهداف أى حزب آخر إلا أن «طبق فتة البرلمان»، يجمع أياديهم كلهم فى وقت واحد، يحاول كل منهم أن يلتقط «أكبر هبرة» ممكنة تطولها أصابع يديه. فإن دلك ذلك على شيء سيدى «المواطن الناخب» فإنما يدلك على أنه لا يوجد أعضاء حزب مقتنعون أو مؤمنون بأفكار حزبهم أو برنامجه أو أهدافه . بالله عليك كيف أأمن لمرشح عضو فى أى حزب أنه سيتصدى للدفاع عن مصالح أبناء دائرته و هو أول من باع حزبه وأفكاره وبرنامجه و أهدافه و تحالف مع آخرين فى سبيل الحصول على مقعد البرلمان حتى لو كان أولئك الآخرون يخالفونه فى كل شئ . المضحك أنه مع تضاؤل الوقت قبل إنتخابات البرلمان القادم وحتى الآن فإن ما يحدث على الساحة السياسية إستعداداً لتلك المعركة الإنتخابية يذكرنى بالساحة الشعبية التى كانت أمام بيت جدى الزهيرى فى القلعة وكنت دائماً أقف وأنا طفل أشاهد قتال فرق اللعيبة على كرة القدم التى يلقيها الكابتن وسط الملعب و«إللى يلحق ياخد الكورة هو إللى هيلعب الأول» وغالباً ما كان ينجح فى خطف الكورة فريق من أصحاب «المجانص» . إذا لم تتبلور ملامح حزب سياسى بقيادة عبد الفتاح السيسى شخصياً سيتم «إختطاف» الكورة قصدى البرلمان من إحدى فرق «المجانص» مجانص «مالية» من أكابر القومسيونجية التجار رجال الأعمال أو مجانص «دينية» من أكابر الأحزاب التى تنتسب زوراً و بهتاناً للدين وهو الأبرأ منها ومن تصرفات مالكيها وأعضائها . إن حديث البرلمان الآن عند ثلاثة أطراف... طرف «مالي» عاوز يشترى بأى تمن البرلمان فى صفقة إستحواذ زى صفقات بيزنس رجال الأعمال وطرف «جعوري» مش عارف يوصل لصيغة تفاهم بين قوى سياسية فيه أكتر من الهم على القلب وطرف «ديني» سايح مش عرف يعمل إيه منتظر أى حاجه تقع من الطرفين الأولانيين ياخدها وأهو يبقى إسمه فى البرلمان و خلاص . وهذا هو الوقت الأنسب لظهور حزب سياسى جديد برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسى ومن فضلك لو سمحت لا تقل عاوزين السيسى رئيس لكل المصريين وليس رئيس جماعة بعينها هم أعضاء حزبه... إلى آخر كل الكلام «العاتشفي» ده ... هتفضلوا تقولوا كده... لحد ما نلاقى البرلمان «إتخطف». وضماناً لفعالية البرلمان القادم وحتى لا نفاجأ بتكرار تجربة برلمان سنة 2012 المريرة علينا أن نتجه إلى العامل الوحيد المؤثر فى تلك الإنتخابات وهو المواطن المصرى البسيط صاحب حق التصويت ... فلا يجب أن نترك المواطن المصرى البسيط والذى يشكل القوة الإنتخابية العظمى فى تحديد الفائزين بعضوية البرلمان وحده . لا يجب أن نتركه فريسة سهلة لكل صاحب غرض فى أحد مقاعد البرلمان يخطب وده ورضاه مرة بالفلوس ومرة بدخول الجنة، علينا أن نقنع ذلك المواطن الذى يدلى بصوته فى كل إنتخابات برلمانية عبر سنوات طويلة مضت، أنه هو الأقوى والأكبر وأنه هو «الملك» على كل هؤلاء وأنهم هم الذين يحتاجون إليه لا هو الذى يحتاج إليهم . علينا أن نقنع المواطن صاحب البطاقة الإنتخابية بأهميته وقوته وأنه أغنى من ذلك المرشح الذى يحاول أن يشترى صوته بالمال وأنه مؤمن أكثر من ذلك المرشح الذى يقول له أنه لو حصل على صوته سيكون ذلك طريقه إلى الجنة. لو توجهنا إلى المواطن المصرى فى الشارع ليقتنع بذلك عندئذٍ قد تكون هناك بارقة أمل فى أعضاء برلمان جديد و مختلف. الأمر يستلزم حملة دعائية كبيرة لتحقيق ذلك الهدف يتولاها التليفزيون الرسمى للدولة و مؤسسات الصحافة الحكومية نريد برلمان بقوة «السيسى» حتى لا يعوق عمل «السيسى» . لمزيد من مقالات مؤنس زهيرى