لم اتردد فى ان أكتب اليك هذه الرسالة لاقتناعى بالفكرة رغم انتقاد كثيرين من المقربين لى لما يرون انه نوع من الجنون وانه شيء خيالى ومبالغ فيه، فأنا فتاة فى الثالثة والثلاثين من العمر وخريجة احدى كليات القمة واعمل فى شركة خاصة ومن أسرة ميسورة الحال، ومثل كل الفتيات تقدم لى العديد من الشباب للزواج بالطريقة التقليدية (الصالونات) وانا شخصية مقبولة فمعظم من يرانى يعجب بى وتمت خطبتى قبل ذلك ولم يحدث نصيب، ومرت العديد من السنوات وانا لم اعد اهتم بهذا الموضوع وبدأت فى استكمال الدراسات العليا لأشغل وقتى بجانب العمل، والتقيت فى يوم ما بالصدفة بصديق الطفولة فى المدرسة ولم أره منذ ان كنا فى الحادية عشرة من العمر اى منذ 22 عاما، وكنت سعيدة جدا بأن التقى بأحد اصدقاء الطفولة لما لهم من ذكريات خاصة، وبمرور الأيام تبادلنا الحديث عن السنين الماضية وصور الطفولة فى المدرسة والذكريات وكنا فى نفس الفصل الدراسى طوال المرحلة الابتدائية. وشعرت لأول مرة بإحساس مختلف فلقد تحول حب الطفولة والصداقة الى حب ناضج بيننا ولاحظت اهتمامه بى وتقربه لى وصارحنى بما يشعر به هو ايضا من مشاعر تجاهي. ولكن واجهتنا مشكلة تمنعنا من الارتباط، وهى انه لم يتم تجديد عقد العمل له فى البنك الذى يعمل به بعد ان أمضى به أكثر من ست سنوات وهى مشكلة تواجه العديد من الشباب فى هذا الزمن.. اعلم انه امر عادى لكثيرين من الناس ولكن بالنسبة لى فالموضوع مختلف فأنا مقتنعة بالشخص نفسه رغم إنه لم يعد يريد ان نتحدث معا حتى لا يربطنى به وهو بلا عمل، لكنى لا أريد ان أيأس مثله وسوف انتظره إلى ان يجد عملا ولا أريد ان أقابل أحدا آخر، فأنا احبه ولا اجد عيبا فى ان اصرح بذلك وادعو الله ان يرزقه العمل الصالح وكل ما اطلبه منك ان تنشر رسالتي. لعل احد المسئولين يقرأها ويهتم بأمره. ولكاتبة هذه الرسالة أقول: هذا الشاب غير جاد فى الارتباط بك، وربما وجد حكاية العمل هذه ذريعة للتخلص منك، ولا أرى تفسيرا لاستغناء البنك عنه، ثم لماذا لم يتزوج حتى الآن وهو فى وضع مادى واجتماعى يؤهله للزواج، إننى أرى أنك تنظرين نظرة سطحية للأمور، وحتى لو ارتبط بك تحت الضغط فإن هذه الزيجة محكوم عليها بالفشل، وأرجو ان تشركى اهلك فى أمر هذا الشاب، واللقاء معه لكى يشرح حقيقة موقفه فى وضوح، وكونى عاقلة وأنت تتخذين قرارا مصيريا بانتظار شخص لم يفكر فى زيارة أهلك أو الحديث معهم ويحاول التنصل من اى وعود.. فأعيدى التفكير فى هذه المسألة بهدوء مستعينة بأسرتك، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.