فى احتفالية ضمت كوكبة من كبار مثقفى مصر.. تم مؤخرا تدشين الترجمة العربية لكتاب" غاندى.. قيادة متميزة" الذى صدر عن المركز الثقافى العربى الهندى بالعاصمة الهندية نيو دلهى.. من تأليف باسكال آلان نازاريث، الذى سبق له أن عمل سفيرا للهند بالقاهرة.. ومن ترجمة البروفيسور ذكر الرحمن. وربما يكون من الضرورى التوقف عند بعض كلمات السيد عمرو موسى السياسى الشهير فى مصر ورئيس لجنة الخمسين التى وضعت الدستور المصرى الحالى. قال موسى- خلال الاحتفالية- إن الكتاب يتناول حقبة ثرية من تاريخ العالم، حيث كان غاندى زعيما عالميا، نجح فى نشر أفكاره عبر أرجاء المعمورة كلها، فأصبح من الزعماء القلائل الذين تذكر أسماؤهم كأسماء مؤثرة فى التاريخ الإنسانى. ولم ينس موسى أن يذكّرنا بقصيدة أمير الشعراء أحمد شوقى، عندما ذهب إلى غاندى يحييه فى أثناء مروره بقناة السويس فى طريقه إلى لندن.. قال شوقى: بنى مصر ارفعوا الغار/ وحيّوا بطل الهند/ وأدّوا واجبا واقضوا/ حقوق العلم والفرد... إلى أن يقول: سلام النيل يا غاندى/ وهذا الزهر من عندى/ وإجلال من "الأهرام"/ والكرنك والبردى. يعالج الكتاب العوامل المختلفة التى لعبت دورا فى تشكيل شخصية هذا الزعيم الخالد، وتطور شخصيته من شاب خجول منطو، إلى قائد شجاع لبلاده.. كما يستعرض علاقاته مع الشخصيات التى عاصرته، وتأثيره الروحى على كل حركات التحرر فى زمنه. ويحلل نازاريث- فى 22 فصلا- رؤية غاندى، وثقافته، ومهاراته النادرة فى التواصل مع الآخرين، والتخطيط الاستراتيجى.. فضلا عن رؤيته المستنيرة للدين. ويشرح الكتاب كيف نجح غاندى فى تحرير الهند من الاستعمار باتباع سياسة" اللاعنف"، وتكوين حزب المؤتمر، وإسهامه الفذ فى تحرير المرأة الهندية، والنهوض بالريف.. كما يشرح ريادة غاندى لما يسمى" الساتيا غراها"، وهى مقاومة الاستبداد بالعصيان المدنى الشامل، وما سمى بال" أهمسا"، أى اللاعنف الكامل.. ويبين المؤلف أن لفظ" مهاتما" تعنى الروح العظيمة.. وهى الصفة التى أطلقها شاعر الهند العظيم طاغور على المهاتما غاندى. ويستعرض الكتاب كذلك حملات غاندى لتخفيف حدة الفقر عن المواطنين، وقيادته لحملة الاحتجاج على ضريبة الملح التى فرضتها بريطانيا على الهنود عام 1930 وذلك فى مسيرة قادها غاندى بلغ طولها أكثر من 400 كيلومتر. ثم يصف الكتاب كيف عاش غاندى متواضعا، مرتديا " الدوتى" والشال الهنديين اللذين كان ينسجهما بنفسه بالغزل على نول" الشاركا" البدائى.. وصيامه أياما طويلة كنوع من تنقية النفس والاحتجاج الاجتماعى.. ويبين كيف تأثر غاندى تأثرا كبيرا بالروائى الروسى تولوستوى. ويشرح الكتاب أساليب اللاعنف، وشروط نجاحه، .. ثم بعد ذلك اغتيال هذا الرجل الأسطورة فى 30 يناير 1930 بسبب دعوته للأغلبية الهندوسية بضرورة احترام حقوق الأقلية المسلمة. ويقرأ القارىء، فى الغلاف الخارجى للكتاب، كلمات الرئيس الأمريكى أوباما، حيث قال:" غاندى قيادة متميزة".. وربما يكون من الضرورى مرة أخرى أن نذكر قول عمرو موسى عندما ربط بين غاندى وثورة 25 يناير، حيث قال إن هذه الثورة نادت "سلمية.. سلمية".. وهى جوهر ما نادى به غاندى الذى غير تاريخ بلاده بالسلمية. الكتاب: غاندى.. قيادة متميزة المؤلف: باسكال آلان نازاريث المترجم: البروفيسور ذكر الرحمن الناشر: المركز الثقافى الهندى العربى بنيودلهى الصفحات: 326 صفحة