شارك عمرو موسى رئيس لجنة الخمسين فى إطلاق الطبعة العربية من كتاب "غاندى، قيادة متميزة" مساء أمس الخميس وذلك فى احتفالية مشتركة بين وزارة الثقافة والسفارة الهندية فى القاهرة فى مقر المجلس الأعلى للثقافة بالجزيرة. ووفقا لبيان صادر عن مكتبه اليوم الجمعة، عبر موسى عن ترحيبه بالطبعة العربية لكتاب عن قيمة إنسانية بحجم غاندى، كما عبر عن تقديره للكاتب السفير باسكال نازاريث الذى كان سفيرا سابقاً للهند لدى القاهرة وأحد كبار الدبلوماسيين الهنود المهتمين بالثقافة والتأريخ. وأكد عمرو موسى أنه لم يكن من الممكن أن يغيب عن هذا الحدث، وأنه كان سفيرا لمصر لدى الهند لعدد من السنوات ومارس إدارة العلاقة بين البلدين الكبيرين القديمين، ويعلم الفائدة المحققة التى تعود على الشعبين من التعاون الوثيق بين الدولتين. وقال موسى إن الفترة التى قضاها سفيراً فى الهند جعلته يؤمن أن الهند قادرة على أن تطرق أبواب الدول العظمى المؤثرة وتصبح واحدة منها، وهو بالفعل ما يحدث الآن، وأن الكتاب الذى نحتفل اليوم بإطلاق نسخته العربية يتحدث عن غاندى الذى لم يكن فقط زعيما متميزا فى الهند ولكن كان زعيما عالميا ترددت أصداء أقواله وأعماله وقيادته وفكره أفكاره فى ارجاء العالم الأربعة وهو واحد من القلائل الذين يذكر اسمهم كأسماء مؤثرة فى المسيرة الفكرية للعالم. ووجه موسى كلماته للشباب، قائلا إن هناك ما ينبغى أن نعلمه عن هذه الشخصية التاريخية المتفردة، وأن كلنا يعلم ان غاندى كان ضد العنف، ولكنه كان مع مقاومة الاستعمار وكان يدعو للعدالة ويدعو إلى النظر إلى المستقبل بعيون متفائلة، ولكن غاندى ومصر بينهما ارتباطان يجب أن نعلمهما، أولهما هو أن مظاهرات 25 يناير التى نادت بهتاف "سلمية" الذى كان جوهر ما نادى به غاندي، السلمية والتمسك بها فى 25 يناير و30 يونيو كانت هى الارتباط الفكرى الوثيق بين الشباب وغاندى. وتابع موسى أننا لو عدنا إلى أوائل القرن العشرين سنجد أن غاندى مر من قناة السويس متوجها إلى أوروبا ومنعته السلطات البريطانية له من أن يطأ أرض مصر، فزاره كبار رجال مصر فى مواكب متتالية ذهبت لتحييه وتقدم له الاحترام، وحين توفى الزعيم سعد زغلول أرسل غاندى معزيا السيدة صفية زغلول، فكان هناك تلاق بين مصر والهند فى بدايات القرن العشرين، واليوم فى بدايات القرن الحادى والعشرين علينا أن ننظر إلى العلاقات الثنائية نظرة جديدة. واختتم موسى حديثه بقراءة أبيات من قصيدة غاندى التى كتبها أمير الشعراء أحمد شوقى ترحيبا بالزعيم الهندى عند مروره بقناة السويس، مكررا دعوته إلى نظرة جديدة للعلاقات بين الدولتين على المستويات السياسية والثقافية والاقتصادية والاستراتيجية وغيرها.