شارك عمرو موسى فى إطلاق الطبعة العربية ،من كتاب «غاندى، قيادة متميزة» مساء أمس وذلك فى احتفالية مشتركة بين وزارة الثقافة والسفارة الهندية فى القاهرة فى مقر المجلس الأعلى للثقافة بالجزيرة. عبر موسى عن ترحيبه بالطبعة العربية للكتاب، كما عبر عن تقديره للكاتب السفير باسكال نازاريث الذى كان سفيرًا سابقًا للهند لدى القاهرة وأحد كبار الدبلوماسيين الهنود المهتمين بالثقافة والتاريخ. أكد عمرو موسى، أنه لم يكن من الممكن أن يغيب عن هذا الحدث، وأنه كان سفيرًا لمصر لدى الهند لعدد من السنوات ومارس إدارة العلاقة بين البلدين الكبيرين القديمين، ويعلم الفائدة المحققة التى تعود على الشعبين من التعاون الوثيق بين الدولتين. وقال موسى إن الفترة التى قضاها سفيرًا فى الهند جعلته يؤمن أن الهند قادرة على أن تطرق أبواب الدول العظمى المؤثرة، وتصبح واحدة منها، وهو بالفعل ما يحدث الآن، وأن الكتاب الذى نحتفل اليوم بإطلاق نسخته العربية يتحدث عن غاندى، الذى لم يكن فقط زعيما متميزا فى الهند ولكن كان زعيمًا عالميًا ترددت أصداء أقواله وأعماله وقيادته وفكره أفكاره فى أرجاء العالم ،وهو واحد من القلائل الذين يذكر أسمهم كأسماء مؤثرة فى المسيرة الفكرية للعالم. ووجه موسى كلمة للشباب قائلاً: "إن هناك ما ينبغى أن نعلمه عن هذه الشخصية التاريخية المتفردة، وغاندى كان ضد العنف، ولكنه كان مع مقاومة الاستعمار وكان يدعو للعدالة ويدعو إلى النظر إلى المستقبل بعيون متفائلة، ولكن غاندى ومصر بينهما ارتباطان يجب أن نعلمهما، أولهما هو أن مظاهرات 25 يناير التى نادت بهتاف "سلمية" كان ذلك جوهر ما نادى به غاندى، السلمية والتمسك بها" . وقال موسى إننا لو عدنا إلى أوائل القرن العشرين ورأينا مرور غاندى من قناة السويس متوجها إلى أوروبا ومنع السلطات البريطانية له من أن يطأ أرض مصر، فزاره كبار رجال مصر فى مواكب متتالية ذهبت لتحييه وتقدم له الاحترام، لشعرنا بقيمة هذا الرجل، وحين توفى الزعيم سعد زغلول أرسل غاندى معزيًا السيدة صفية زغلول، فكان هناك تلاقى بين مصر والهند فى بدايات القرن العشرين، واليوم فى بدايات القرن الحادى والعشرين علينا أن ننظر إلى العلاقات الثنائية نظرة جديدة. واختتم موسى حديثه بقراءة أبيات من قصيدة غاندى التى كتبها أمير الشعراء أحمد شوقى ترحيبًا بالزعيم الهندى، عند مروره بقناة السويس، مكررًا دعوته إلى نظرة جديدة للعلاقات بين الدولتين على المستويات السياسية والثقافية والاقتصادية والاستراتيجية وغيرها.