عندما جاءت الساعة الثانية وخمس دقائق ظهر يوم السادس من أكتوبر عام 1973 كنا نحبس أنفسنا فى مكتب المتحدث العسكرى الرسمى بمبنى القيادة المشتركة بعد أن انتهيت من إملاء البيان الأول للإذاعة عبر خط تليفونى مباشر « «BBx» مؤمن مع السيد طلعت خالد وكيل وزارة الإعلام ضمن شبكة اتصالات خاصة «رباعية الأرقام» كانت تربطنا أيضا بمركز العمليات الرئيسى رقم (10)... كان على رأس منضدة الاجتماع اللواء عز الدين مختار نائب مدير المخابرات الحربية والمتحدث العسكرى الرسمى واللواء حسن الكاتب مدير الأمن الحربى لقطاع الإعلام والعقيد عبد الحميد شداد رئيس فرع إسرائيل بالمخابرات الحربية وكاتب هذه السطور. كان البيان الأول وكذلك البيان الثانى الذى تلاه بعد 15 دقيقة معدا سلفا من جانبنا للإيحاء بأن إسرائيل بدأت عدوانا ضدنا ومن ثم اضطرت قواتنا للرد على مصادر النيران لإسكاتها بينما الحقيقة أنه فى لحظة إذاعة البيان الأول كانت قواتنا على امتداد الجبهة قد بدأت الملحمة الكبرى بضربة جوية أولى استهدفت جميع قواعد ومراكز القيادة والسيطرة الإسرائيلية فى سيناء بينما وجهت المدفعية المصرية الثقيلة نيرانها الكثيفة لضرب تجمعات العدو على امتداد الجبهة ولتغطية الموجات الأولى من قوارب العبور المطاطية التى تحمل جنود المشاة المكلفين باعتلاء الساتر الترابى ومهاجمة خط بارليف من نقاط محددة وبالتوازى مع بدء سلاح المهندسين فى فتح الثغرات بالساتر الترابى باستخدام أسلوب التجريف بالمياه بواسطة طلمبات ضخ عملاقة حتى يتيسر للدبابات المصرية العبور إلى الضفة الشرقية فور الانتهاء من بناء الكبارى والجسور فى المناطق المحددة التى تولت طلائع سلاح المهندسين إزالة حقول الألغام منها وبالتزامن مع الانقضاض المفاجيء لكتائب الصاعقة خلف خطوط العدو لقطع طرق الإمدادات بينما تولت القوات الخاصة سد مواسير اللهب التى كان الإسرائيليون يريدون من خلالها تحويل سطح قناة السويس إلى كتلة من اللهب. وبدأت البيانات تصل إلينا من المركز رقم (10)... سيمفونية رائعة اشترك فيها أكثر من 100 ألف مقاتل كان لكل واحد دوره المحدد.. وغدا نواصل الحديث. http://[email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله