أحيانا نخطئ التقدير، وأحيانا نخطئ التدبير، وهل فينا من لا يخطئ؟ لكن الأخطاء نسبية، بعضها يدفع ثمنه إنسان، وبعضها يدفع ثمنه العالم. هناك أخطاء يمكن التراجع عنها، وأخطاء من الصعب معالجتها، وكل خطأ يعالج بطريقة خاطئة يصبح خطيئة، ومن كان منكم بلا خطيئة؟! أخطاؤنا تكشف عقليتنا، وأيضا شخصيتنا، وعكس الخطأ الصواب، وتصحيح الخطأ واجب، وعدم التراجع عنه خطأ أكبر، ومن السياسة أن تدع عدوك يخطئ. أخطاؤنا صغيرة وأخطاء الآخرين أكبر، وغالبا لا نرى أخطاءنا، ولا نعترف بها، والأخطر من النظرية الخاطئة ..النظرية الصحيحة التي تنفذ بشكل خاطئ. لا تحاسب مجتهدا على خطئه، فمن يجتهد يخطئ، وأسوأ صور الخيانة أن تدع خطأ يحدث كان من الممكن تجنبه، وهناك عملاء وظيفتهم الوحيدة أن يخطئوا. شركات تفلس، ودول تنهار، وأحزاب وجماعات تسقط، وأسر تتمزق، والسبب خطأ ما، ميلادنا في الأصل خطأ نظل طوال حياتنا نحاول تصحيحه. الدول العظمى تخطئ، والصغرى أيضا، وهكذا تندلع حروب، وتتشكل سياسات، وتظهر تحالفات، كلها تهدد أمن العالم واستقراره. وهناك الإدارة بالأهداف، والإدارة بالبرامج، والإدارة بالأخطاء، والأخيرة أسوأ الأنواع، فالإدارة السليمة تعني أنك نادرا ما تخطئ. الأقلية تندم على أخطائها، والأغلبية لا تبالي، وهكذا تتكرر الكوارث، وآفة النفس الهوى، ومن الحب ما قتل، والثقة بالنفس لا تعني أنك على حق، بل أنك لا تكترث. قرار صائب يدفعك للأمام، وقرار خائب يدفعك للمجهول، وصناعة القرار علم وفن، والحياة اختيارات، والفرق بين الخطأ والصواب شعرة. حياتنا أخطاء ولا مبالاة وندم، والخطأ القاتل هو ما تدفع حياتك ثمنه. لمزيد من مقالات عبد العزيز محمود