ليس رفضا منهم ،ولكنه امتناع راغب غير قادر ،أعجزه الفقر والعوز ،إلا أنه لم ينهر خياله يوما عن التفكر فيها وتمنى لو تطرق بابه ولو ليوم واحد فى عامه كله عبر أحد المنصاعين لامر الله بالتصدق باللحم فى عيد الأضحى المبارك ، ويظل ينتظرها تأتيه ، ومنهم من تصله أيادى المتقين ومنهم من تعجز تلك الأيادى عن الوصول لواديه البعيد الذى يقطنه وزمرة من الفقراء معه .. ربما تسعى كثير من الجمعيات الخيرية وأهل الخير فى كل مكان للوصول اليهم، لكنه يبدو أن الأضواء تخفت عندهم ولا أحد يستطيع حمل مشعل مضيء إلى قراهم الوعرة ولسنا بصدد الحديث عن الفقر المدقع الذى نعرفه جيدا ولن يكون طرحه مجديا أو جديدا .. ولاحتى بصدد الحديث عن دور تلك الجمعيات فى تمكين هذه الأسر شديدة الفقر من إعالة انفسهم عبر مشروع صغير، يمكنهم من سد حاجتهم من الجوع والعوز الشديد بدلا من منحهم لقيمات لن تستمر طيلة اعمارهم كما أنها تصبح مرهقة للعائل كما المعيل معا.. ولكننا نفتح هذا الملف حتى لا تتقلص احلامهم حتى قطعة لحم تقر بها أعينهم، ويعيشون على ذكراها طيلة عامهم وحتى حلول «أضحى جديد ينتظرون قطعة لحم او رغيف خبز وصدقات، الامر اخطر من ذلك بكثير لاتحولوهم الى عجزة اجعلوا من صدقاتكم مشروعات صغيرة تبعث الحياة بينهم.