يعيش أهالي قرية أم سعدون التابعة لجزيرة مطاوع مركز أولاد صقر حالة من التعاسة منقطعة النظير فى ظل التجاهل والإهمال بعد أن غابت قريتهم عن أعين المسئولين وتعد مشكلة مياه الشرب بالقرية -كمعظم القرى المجاورة من أكثر المشكلات التى تؤرق سكانها فربما تمر الأسابيع والأشهر دون أن يرونها مما يضطرهم إلى التوجه لقرى أخرى لشرائها مقابل 30 و 35 جنيه للمتر المكعب الواحد لاستخدامات الطعام والشراب، هذا بالنسبة للمقتدرين من أبناء القرية ،أما عن البسطاء فلايجدون سوى طرق أبواب القرى الأخرى ممن تتوافر لديهم المياه لساعات لجلب الماء أو الشرب من مياه الترعة أو "الخليج "لسد احتياجاتهم من الوضوء والغسيل. يقول محمد شامخ أحد أبناء القرية انه نظرا لوقوع القرية فى نهاية خط المياه فإنها لا تصلنا إلا قليلا وحينما تأتى تكون شحيحة عكرة سيئة الطعم والرائحة وبعضها مخلوطة بالصرف الصحى حتى اضطر الأهالى لدق مواسير على أعماق قريبة لعدم وجود محطة أو شبكة للصرف بالقرية. ويضيف سوء حالة المياه وتجاهل المسئولين جعلنا نجمع المال فيما بيننا رغم ضيق ذات اليد واضطرار البعض للاقتطاع من قوته وشراء قطعة ارض والتبرع بها لإنشاء رافع للمياه من المحطة الرئيسية وخزان لتوفير المياه للقرية وذلك منذ أكثر من 3 سنوات وبالرغم من هذا فإنه لم يتم ادراجنا ولم نسمع عن أى خطة أو جدول لوصول المياه الينا. أما الحاج محمد أبو منصور فتحدث عن مشكلة الرى مؤكدا ان الزرع يموت تدريجيا بسبب عدم وصول المياه لأراضيهم وخسائر المحاصيل تمثل أكثر من 50 و 70 % نتيجة قلة المياه حيث تقدر انتاجية الفدان الواحد بنحو الطن فقط بينما كانت تتراوح فى السابق بين 3 أو 4 أطنان. ويضيف محمد أحد أبناء القرية أن الوحدة الصحية أبوابها موصدة طوال الوقت تقريبا لعدم وجود الأطباء أو التمريض وتغيبهم عن العمل عدا أيام بسيطة لاتتجاوز ثلاث أو أربع مرات شهريا وذلك لانعدام الرقابة رغم توافر جميع الأجهزة والمعدات ووجود أجنحة خاصة مجهزة على أعلى مستوى للمبيت والسكن لكلا من الأطباء والتمريض الذى يصل عددهم بالوحدة 10على الورق لذا فمعظم الأهالى يعتبرونها غير موجودة بالأساس ويلجأون للاعتماد على الوصفات الشعبية او المسكنات العادية ويفجر صلاح شامخ مشكلة التعليم بالقرية حيث لا يوجد سوى مدرسة واحدة للتعليم الابتدائى منذ نحو 50 عاما عبارة عن منزل قديم متهالك ومؤجر من أحد الأهالى مما دفع الأهالى للتكاتف وشراء قطعة أرض كبيرة ومن بينهم من لجأت لبيع مصوغاتها لبناء مدرسة للتعليم الأساسى ابتدائى وإعدادى لتعليم ابنائهم وعدم تكبيدهم مشقة السفر لأكثر من ستة كيلو مترات لأقرب قرية إلا أن مديرية التعليم لم توافق إلا على مدرسة للتعليم الإبتدائى فقط ليبقى الحال على ماهو عليه أما عن المواصلات فحدث ولا حرج فتقول حنان حسن طالبة بالصف الثانى الثانوى إنها تضطر يوميا لاستقلال عدة مواصلات لا تصلح للآدميين للذهاب لمدرستها تنفق خلالها مصروفها اليومى كله. وهو ما تؤكده شادية واسماء قريباتها انه لا يوجد بالقرية سوى سيارات الصندوق والتى تقلهم لأقرب قرية ومنها لمركز أولاد صقر ثم مواصلة أخرى للذهاب للزقازيق أو أى بلدة مجاورة فلا توجد مواصلة مباشرة من القرية للمدن المجاورة أو للعاصمة. ويشكو صلاح شامخ من اهالى القرية من سوء حالة الطريق المؤدي للقرية والطرق الداخلية وهى جميعها طرق ترابية وعرة وغير مضاءة مما يمنح الفرصة لسيطرة الخارجين عن القانون وطالب برصف هذه الطرق خاصة المدخل الرئيسى للقرية وتوسعته. بينما يفجر اهالى القرية مشكلة تفتيت القرية بين مركزين هما فاقوس وأولاد صقر مما يجعل الاهالى فى حالة شتات خاصة فى الحصول على الخدمات ومنها استخراج البطاقات الشخصية وجوازات السفر والتصويت فى الانتخابات فبعض الاهالى موزعين مابين دوائر مطاوع والصوفية باولاد صقر. وقال أن القرية تحتاج لمخبز بلدى لانتاج الخبز المدعم فعدد سكانها يفوق 20 ألف نسمة يحتاجون لعشرين ألف رغيف يوميا ويضطرون لشرائه بالسعر الحر بواقع 50 قرش للرغيف الواحد بينما طالب اهالى القرية بتوفير دورية شرطة على الطرق العامة وعمل لجنة انتخابية للقرية لها مقرها الخاص بداخلها.