حينما خلق الله ادم ارسله الى ارضه شابا يافعا حتى يصارعها ويعمرها, كان من الممكن ان يرهن الله ادم فى جنته حتى يشيخ ويكتسب الحكمة ثم يرسله للارض, ولكنه الشباب وسحر الشباب !!!!! حينما بدأ سيدنا ابراهيم يفكر فى قدرة الخالق الذى خلق الشمس والقمر وكل دقائق الكون حتى بدا بمناقشة والده فى ان يترك عبادة الاصنام التى يصنعها بيده, كان شابا يافعا وليس عجوزا حكيما, انه الشباب وسحر الشباب !!!!! حينما وقف سيدنا يوسف امام العزيز ليفسر له حلمه واضعا اول مبادىء سياسة المخزون الاستراتيجى وهى من كلاسيكيات الفكر الاقتصادي, كان يوسف وقتها ابن ثلاثين عاما ولم يكن شيخا من شيوخ الاقتصاد, انه الشباب وسحر الشباب حينما كلف الله تعالى سيدنا موسى بالرسالة وهو عائد من مدين كان فى الاربعين من عمره, وهى سن مناسبة لمن يكلف بمواجهة الفرعون الجبار, وكان من الممكن ان يؤجل الله تكليف موسى حتى يشيب شعره حتى يهابه فرعون و يحترم سنه, ولكنه الشباب وسحر الشباب حينما اصطفى الله تعالى اشرف الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليكلفه باشرف رسالة على وجه الارض وهى نشر دين الاسلام للناس اجمعين, كان الرسول الكريم فى الاربعين من عمره وهى سن الحيوية والحكمة, سن تجمع بين قوة الشباب وحكمة التجارب, وهذا هو سحر الشباب. اذا كان هذا هو منهج الله سبحانه وتعالى فى تكليف رسله وانبيائه بأشرف المهام وهى تنقية الفكر الانسانى وتحريره من الظلمة والجهالة والتعصب, وهى مهمة اصعب بكثير من مهمة رئيس جمهورية - اذا كان هذا هو النهج الالهى فلماذا لا نجد حتى الان مرشحا واحدا من بين مرشحى الرئاسة ينتمى لجيل الشباب, ان الرئيس الشاب ليس بدعة جديدة ولكنها كانت القاعدة هى تولى الشباب زمام الامور تحديدا فى الفترات الحرجة التى تمر بها اى بلد يريد ان يستنشق هواء الحرية والديمقراطية.... فها هو جمال عبدالناصر كان ابن ستة وثلاثون عاما حينما ضرب ضربته الخالدة وامم قناة السويس. ان الشباب يعنى التجديد ومع كامل احترامنا وتقديرنا للسادة مرشحى انتخابات الرئاسة والذين هبطوا علينا من قهوة المعاشات - لا اعتقد ان مصر فى حالة تسمح لعجوز ان يقودها ويعبر بها الى بر الامان - ان من قام بخلع الضرس المبارك هو الشباب, اذن من المنطقى ان من يحكم المرحلة هو الشباب نفسه, فالشباب هم الذين يمتلكون الحلول غير التقليدية والتى نحن فى اشد الحاجة اليها للخروج من هذه الحالة غير التقليدية. لقد سالنى ابنى ذو العشر سنوات عن اعمار مرشحى الرئاسة, فاجبته بانهم ما بين الستين والثمانين فقال بعفوية: دول كلهم قد جدو قلت: تقريبا قال: بس جدو على طول عيان !!!!!!!!!!!!!!!!!!! المزيد من مقالات وسام أبوالعطا