فى إطار الحشد الدولى للتصدى لتنظيم داعش الإرهابي، أعلنت وزيرة الخارجية الأسترالية جولى بيشوب أمس أن أستراليا تدرس المشاركة فى الضربات الجوية على متشددى تنظيم داعش الإرهابي. وقالت بيشوب إن مجلس الوزراء سيجتمع خلال الأيام القليلة المقبلة بقيادة رئيس الحكومة تونى أبوت لبحث هذا الأمر ، وأضافت أنه يمكن الاتفاق على إطار قانونى لعمل عسكرى استرالى مع الحكومة العراقية قريبا، ولكنها أشارت فى الوقت نفسه إلى أن الوضع فى سوريا يختلف، لأن أستراليا لا تعترف بالحكومة فى دمشق. وقالت الوزيرة لهيئة الإذاعة الاسترالية "إيه.بي.سي" "إذا كان هناك طلبا يتعلق بسوريا، فسندرسه أيضا" ، وتابعت "سندرس أيضا الإطار القانونى الذى اعتمدت عليه الولاياتالمتحدة من أجل الذهاب إلى سوريا ولكننا سنتخذ القرار الخاص بنا حيال ذلك". وفى سياق متصل، أفادت تقارير إخبارية أمس بأن السلطات الأسترالية منعت فتاة تبلغ من العمر 14 عاما وأحد أقربائها من مغادرة أستراليا للحيلولة دون تنفيذ ما يشتبه بأنه زواج مدبر لها لأحد مقاتلى داعش. وذكرت صحيفة "سيدنى مورنينج هيرالد" أن عم الفتاة كان يصطحبها إلى لبنان حيث دبرت أسرتها لتزويجها من رجل يكبرها سنا بفارق كبير. وتأتى هذه الخطوة من جانب السلطات الأسترالية فى حين يروج تنظيم داعش حملة لتجنيد فتيات صغيرات السن لتزويجهن من مقاتليه. ومن جانبه، حذر وزير الخارجية البريطانى السابق ورئيس مجلس العموم الحالى ويليام هيج من هجمات إرهابية محتملة على بريطانيا بعد أن نفذت القوات البريطانية أول غارة جورية على معاقل تنظيم داعش فى العراق أمس الأول. وقال هيج فى حوار مع صحيفة "تلجراف" البريطانية إن التحرك العسكرى ضد داعش أصبح ضروريا ، مشيرا إلى أن داعش يمثل أكبر خطر على بريطانيا منذ أن تولت الحكومة البريطانية الحالية الحكم ، ولكنه حذر فى الوقت نفسه من أن عواقب التدخل البريطانى قد تتسبب فى مزيد الانتشار للمنظمات الإرهابية من خلال النمو السريع لواحدة أو أكثر من التنظيمات الإرهابية بالغة الخطورة. وفى غضون ذلك، انتقد اللورد جون بريسكوت موافقة البرلمان البريطانى على تدخل عسكرى بريطانى فى الشرق الأوسط قائلا " ها نحن نعيد الكرّة مرة أخرى ، غير أن العدو هذه المرة ليس طالبان ولا هو صدام حسين وإنما هو تنظيم داعش".وعلق بريسكوت الذى شغل منصب نائب رئيس الوزراء البريطانى تونى بلير فى مقال نشرته صحيفة "صنداى ميرور" البريطانية "ها نحن مرة أخرى ننساق وراء أمريكا، هذه حرب لا تخُصّنا نحن البريطانيين ولا تخصّ الأمريكيين، إنها نزاع دينى إقليمى علينا تركه لأصحابه العرب". جاء ذلك فى الوقت الذى رحب فيه البيت الأبيض بإقرار برلمانى بريطانيا وبلجيكا استخدام القوة العسكرية ضد تنظيم داعش فى العراق ، وقال فى بيان إن القوات الجوية البريطانية والبلجيكية ستنضمان من الآن إلى الولاياتالمتحدة وفرنسا فى تنفيذ ضربات جوية بالتعاون مع القوات العراقية ضد مواقع داعش فى العراق. وأكد البيان ترحيب الولاياتالمتحدة بقرار رئيس وزراء الدنمارك والحكومة الهولندية بتوفير طائرات مقاتلة للتحالف الدولى لمواجهة داعش. وأضاف أن مثل تلك القرارات بالإضافة إلى مشاركة المملكة العربية السعودية والأردن ودولة الإمارات والبحرين وقطر فى الضربات الجوية ضد داعش، هى دليل على التزام المجتمع الدولى الواضح بالتصدى إلى عناصر التنظيم الإرهابي. وأكد البيت الأبيض أن الولاياتالمتحدة ستواصل العمل مع شركائها الدوليين للقضاء على داعش.