يبدو أن الأرجنتينى ليونيل ميسى لاعب برشلونة الاسبانى سيظل مسار جدل حتى لحظة إعتزاله لعب كرة القدم، فبعد موسم صعب مر على اللاعب الكتالونى الأشهر على مستوى العالم وتوتر العلاقة بينه وبين إدارة ناديه، مازالت العروض تنهال على اللاعب من أجل الانتقال إلى أى من الدوريات الأوروبية العريقة، وكان أخر تلك العروض المغرية من نادى تشيلسى الإنجليزى مقابل 150 مليون يورو وهو رقم خيالى وقياسي، ومع ذلك فإدارة النادى الكتالونى رفضت حتى البت أو النظر فى العرض الرسمى ونفس الأمر بالنسبة للاعب الذى يعتبر الروح والعقل بالنسبة لبرشلونة وجماهيره. فالأمر لا يتوقف عند مجرد عشرات الملايين من الدولارات أو اليورو الذى يسيل لها اللعاب، ولكن الأمر يتعلق بهوية اللاعب وشخصيته التى أصبحت تنطبع على برشلونة، وأصبحت جماهير الفريق ترفض فكرة رحيله أو مجرد أن تشاهده بقميص أخر غير البارسا، وربما هذا ما دفع إدارة النادى إلى تمديد تعاقده فى الصيف الماضى ليستمر مع الفريق حتى 2018، رغم الموسم السيء الذى قدمه وخرج خلاله برشلونة خالى الوفاض لأول مرة منذ سبع سنوات كاملة دون أن يحصل على أى بطولة محلية أو قارية. ورغم أن هناك عشرات العروض التى تنهال على اللاعب وتقوم إدارة ناديه بتجاهلها ولا تكلف نفسها حتى عناء مناقشتها،ولكن السؤال الآن هو، لماذا قامت إدارة برشلونة بتسريب خبر وصول عرض من تشيلسى الإنجليزى مقابل 150 مليون يورو، وهل تأتى تلك التقارير فى إطار سياسة النادى فى دعم اللاعب الذى بدأ موسمه بشكل جيد واستعاد كثير من حساسيته التهديفية وصناعة الأهداف، خاصة فى ظل المقارنة المفروضة على ميسى من جميع وسائل الإعلام فى العالم مع العبقرى البرتغالى كريستيانو رونالد لاعب ريال مدريد وأحد أهم اللاعبين فى العالم على الإطلاق والذى أصبح على بعد خطوة واحدة من تحطيم كل الأرقام القياسية لأساطير النادى الملكى بداية من تسجيل 9 أهداف من 4 مباريات هذا الموسم فى الدورى ومعادلة رقم ليونيل ميسى بالتسجيل فى 13 مباراة متتالية فى الليجا الأسبانية، وتسجيله 7 أهداف فى 4 أيام، و39 هدفا فى عام 2014 ، و264 هدف خلال 253 مباراة مع الريال، وأصبح كريستيانو رونالدو معادلاً لرقم سانتيلانا كأكثر من سجل مع ريال مدريد عبر التاريخ، ليسبق راؤول 228 هدف و دى ستيفانو 216 هدف، كما سجل رونالو 25 مرة الهاتريك مع ريال مدريد منها 3 مرات (سوبر هاتريك)، ليقترب من رقم دى ستيفانو و زارا الذى سجلا 22 هاتريك فى الليغا ، بعد أن يجل منهم 21 هاتريك فى الليغا. وما زاد من اشتعال الفتنة خروج أنشيلوتي، المدير الفنى لريال مدريد بتصريحات عن الدون أكد خلالها، أنه واجه رونالدو حينما كان مدرباً لميلان وهو لاعباً لمانشستر، وأكد أن إيقافه مهمة ليست سهلة، لا يوجد شك الآن فى أنه أفضل لاعب فى العالم، والريال محظوظ لأنه يلعب فى صفوفه، إنه لاعب بطولات، ويملك شخصية القائد. ومع هذه الأرقام القياسية التى تدعم رونالدو أفضل لاعب فى أوروبا الموسم الماضي، أصبح على إدارة برشلونة التحرك السريع لدعم ميسى حتى لا يصاب بحالة من الاحباط بعد مشاهدة غريمه التقليدى يتخطى كل حواجز الأرقام القياسية وهو ما يصب لصالح فريقه هذا الموسم، وقد يكون خبر مفاوضات تشيلسى أحد تلك العوامل التى تصب فى صالح ميسى على الأقل من الناحية النفسية. كما كشف تقرير لصحيفة "الموندو ديبورتيفو" والمقربة من برشلونة بأن الأرجنتينى ميسى تفوق على غريمه البرتغالى كريستيانو رونالدو بعد مرور أربع جولات من الموسم الجديد للدورى الإسبانى و جولة واحدة من دورى أبطال أوروبا و ذلك من حيث تسجيل الأهداف وصناعتها حيث بصم "البرغوث" على بداية قوية بعد موسم مخيب فى حين تأثر الدون بالبداية المتذبذبة للملكي، ويبدو أنها وسيلة أخرى لدعم ميسي، بعد أن تحدث التقرير عن تفوق " البرغوث "على غريمه البرتغالى فى مدى فاعلية كل واحد منهما فى فريقه و قدرته على تقديم الإضافة الفنية لزملائه مستشهداً بنتائج الفريقين حيث سجل البارسا العلامة الكاملة بتحقيقه خمسة انتصارات منها أربعة محلية وانتصار قارى بينما خسر الريال ثلاث مباريات من أصل ثمانية مباريات. كما ذكر التقرير أن ميسى سجل ثلاثة أهداف وصنع ستة أهداف لزملائه أى أن مجموعه التهديفى بلغ تسعة اهداف متفوقاً على رونالدو بهدفين حيث وقع على ستة أهداف وصنع هدفا واحداً اى ان حصيلته بلغت سبعة أهداف فقط . كما تحدث التقرير عن تسجيل ميسى مع برشلونة 246 هدفاً فى 281 مباراة خاضها منذ أول موسم له فى 2004-2005 ليحتل بها المركز الثانى فى صدارة ترتيب هدافى الدورى الإسبانى خلف المهاجم الإسبانى لنادى اتليتيكو بيلباو تيلمو زارا الذى سجل 251 هدفاً فى 277 مباراة لعبها من عام 1940 وحتى عام 1955، ليكون على بعد ستة أهداف فقط لمعادلة الرقم القياسى لاعتلاء صدارة الهدافين التاريخيين لليغا، بينما لا يزال رونالدو فى المركز ال12 برصيد 182 هدف فى 168 مباراة فقط منذ موسم 2009-2010وقت انتقاله لريال مدريد.