طال بى سفرى بين الأحداث والهموم التى تشغل بال مصر والوطن العربى وأجَلت الكتابة عن محمد على كما وعدت من قبل ، واليوم نكمل بعضا من سيرة حاكم عظيم نالت مصر على يديه كبرى الفوائد واستفادت من قوة عزيمته ودهائه، ويوم أن شاهد المصريون رئيسهم عبد الفتاح السيسى فى الأممالمتحدة يبذل الجهد ليعزز استقلال مصر ووحدتها رجعت لسيرة محمد على الذى تبدت كفاءته كرجل سياسى بعيد النظر فى تأسيس الدولة المصرية المستقلة بعيداعن أى تدخل أجنبى فى شئونها كما تبدو فطنته فى تبنيه سياسة ذكية جعلته يبنى مصر ويصلح ويعمر فيها دون أن يحملها أية ديون خارجية رافضا سياسة القروض التى عرضت عليه. يوصف عصر محمد على بأنه بحق عصر استقلال وحضارة وعمران، وأحب التأكيد دائما على أن الجيل الذى عاش عصره من المصريين كان موهوبا مقداما لديه استعداد للتضحية والتقدم واستجاب لدعوة محمد على للنهوض بمصر التى سطعت شمسها فى عصره والذى لو تولى الحكم فى بلد آخر من بلدان السلطنة العثمانية وقتها لدفنت عبقريته ولما استطاع تشييد ملكه الضخم ولكانت نهايته مثل مجموعة الباشوات الذين شقوا عصا الطاعة عن الحكم العثمانى آواخر القرن الثامن عشر . إذا تحدثنا عن بعض أعماله لكان الجيش أجلَها فكان الدعامة الأولى التى أقام عليها محمد على كيان مصر المستقلة وقد نال عناية محمد على الفائقة ولولاه ماكانت الدولة المصرية الحديثة،وانظروا إلى وحدة جيشنا العظيم اليوم وعدم انقسام عناصره طائفيا أو مذهبيا- مما حمى مصر من حروب أهلية تحدث الآن فى دول شقيقة - لتعرفوا ماذا فعل محمد على الذى أخذ يؤسس الجيش النظامى منذ عام 1820 بعدما كان أخلاطا من عناصر غير نظامية وغير مصرية واختار محمد على أسوان لإنشاء أول مدرسة حربية وفى هذا الإختيار بعض من دهائه نفصله فى الأسبوع المقبل . لمزيد من مقالات سهيلة نظمى