يخوض السيسي معركه الجلاء الثانيه لمصر وآلامه العربية ضد الاستعمار في ثوبه الجديد بعد التجديدات وتخليه عن أساليب الخمسينات الكلاسيكية بالعدوان الثلاثي علي مصر واحتلال سيناء لمده 6 اشهر عقب تجرا ناصر 56 بتأميم القناه والقرار الوطني معا ليكونا شركه مساهمه مصريه مستقله لا تخضع للإملاءات الخارجيه ،، التاريخ يعيد نفسه مره أخري مع تغيير الأسماء فقط لقد كانت احوال مصر السياسيه والامنيه والاقتصاديه من عام 52 الي 56 مشابه تقريبا لأحوالها الان !!
نفس الجدل هل 23 يوليو ثوره أم انقلاب ،صفقه الخروج الأمن للملك وحاشيته لإيطاليا ،مشاكل الانفلات الأمني ،، انقسام القوي السياسيه الي وفديون واخوان وشيوعيون تدخل الغرب في الشان الداخلي وابتزازهم بقرض البنك الدولي لتعويق بناء مصر ،تغيير اجيال ألقياده في الجيش من محمد نجيب الي عبد الناصر ،شهر العسل بين الاخوان والجيش بدايه بتأييد الاخوان الثوره ثم اختلافهم مع عبد الناصر علي شكل ومضمون المجتمع والدولة وانتهاءابمواجهه عاصفه ثم صدام تكسير عظام اعقبه حل الجماعه وأنسحابهم من المشهد والعمل تحت الأرض ،هي هي، نفس التحديات التي تواجيها مصر الان ، ولكن الجديد هنا ان السيسي.
2013 ليس ناصر 56 لان لا الشعب ولا الزمن ولا الأعداء بنفس الظروف لذا لا يمكنك استحضار طريقه ناصر من الماضي لأداره إلواقع الان ،لذلك لم ينبهر السيسي باضواء ملاهي الزعامه الفارغه فالرجل يعلم ان ناصر كان حاله استثنائية وحلم البسطاء ببطل شعبي مثل ابوزيد الهلالي وادهم الشرقاوي وليس رجل سياسه براجماتي ،،فاداره السيسي للازمه لحد الان تدعو للتفاءول لانه فطن ان الأمر تخطي حدود الاخوان وانهم مجرد واجهه او صاحب توكيل لشركه عالميه متعدده الجنسيات نشاطها الرئيسي في تقسيم وبيع أراضي وإنشاء دول جديده بالمنطقة لها أعضاء مجلس أداره لهم أهداف مختلفه وهم تركيا التي يحلم أردو غان بجعل الدول العربية تدخل قفص (حريم السلطان )
وتعود للدوله العثمانية عوضا عن طرد تركيا من الاتحاد الأوربي وقطر الشريك المراهق الذي يعاني من مرض نفسي له علاقه بحجمه وصدق نفسه انه من صنع الربيع العربي من خلال الجزيرة والاتحاد الأوربي العجوز الذي يعيش علي أطلال الذكريات وقت ان كان يستعمر الدول العربية ويعرض خدماته كمندوب مبيعات فاشل وأمريكا التي لا تريد ان تستوعب أفول نجمها كقوه عظمي وحيده بالعالم تامر فتطاع ،وتقود هذه الأوركسترا من وراء الستار إسرائيل التي تريد القضاء علي اخر جيش لدول المواجهه بعد نجاحها في العراق ثم سوريا ،،لقد كان سيناريو التحالف الخماسي يسير بنجاح منقطع النظير حتي ظهر عفريت السيسي وقلب الطاولة علي الجميع بدهاء وكشف كل أوراق اللعبه وعري كل الأطراف وأربك حسابتهم وسمح بحريه زياره كل الوفود من كل فج عميق للإخوان بصوره استفزت المصريين ليوفر عليهم عناء اللقاءات السريه التي يعلم تفاصيلها وقابل ماكين الموهوم ليسمعه ما يكرهه وان مصر العريقة ليست احدي جمهوريات الموز حتي يهددها بالمعونة
انه اضعف من ان ينفذ تهديده ،وتعمد اختيار يوم 26 يوليو تحديدا لخروج المصريين لتفويضه حتي يفهم الجميع الرساله انه ليس إجلاء لإرهاب الاخوان فقط وإنما آجلاء مصر والعالم العربي من التبعيه والانبطاح وشروق شمس الاستقلال الوطني ،ان عصبيه التحالف الخماسي الواضحه في وسائل اعلامهم من شعبيه السيسي المتزايده كما وصفته الجارديان ( ناصر الديمقراطي )
لقد كانوا يتمنوا ان يقع السيسي في أخطاء ناصر ويتصرف كزعيم ملهم ويركل الديمقراطية بقدميه وينعتوه بالديكتاتور ويعيدوا تنفيذ خطه الديك الرومي كما حدث مع ناصر لكن ذكاء السيسي فوت عليهم الفرصة وتأخر خطوه محسوبه للخلف وقدم عدلي منصور والببلاوي في مقدمه المشهد السياسي مع خارطه للطريق لتستعيد مصر ثورتها وتبني ديمقراطيه حقيقه ،،لكن هل سيقف التحالف الخماسي مكتوف الايدي ؟ سيحاولوا منع صعود السيسي مهما كلف الامر ،،واستقاله البرادعي في هذا التوقيت ماهي الا محاوله اخيره لحرق السيسي داخليا وخارجيا ،، فتبدو في الافق صفقه سياسيه بين الاخوان والبرادعي وبمباركه التحالف الخماسي علي ان يكون البرادعي هو الرئيس التوافقي الذي سيجعل الجماعه علي قيد الحياه السياسيه ويخلصهم من كابوس السيسي !!