قبل ساعات من توجه الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى نيويورك حيث يسعى لحشد المزيد من الدول فى حربه ضد الإرهاب، شن التحالف الدولى ضد تنظيم داعش الإرهابى أولى ضرباته، وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) قيام الولاياتالمتحدة والبحرين والاردن والسعودية وقطر والامارات بشن سلسلة غارات جوية وصاروخية ضد معقل التنظيم المتطرف بمدينة الرقة ودير الزور شمال سوريا، بالإضافة لهجمات أخرى إستهدفت جماعة خراسان التابعة لتنظيم جبهة النصرة فى حلب حيث كانت تخطط لهجوم وشيك ضد قوات امريكية وغربية. وقال بيان للبنتاجون ان الضربات دمرت أو ألحقت أضرارا بعدة أهداف لتنظيم داعش بما فيها مقاتلون ومجموعات تدريب ومقار ومنشآت قيادة ومخازن ومركز تمويل وشاحنات امدادات وآليات عسكرية. وتم اطلاق 47 صاروخ توماهوك من سفن امريكية موجودة فى البحر الاحمر ومنطقة الخليج. وكشف متحدث باسم وزارة الدفاع أن الجيش استخدم لأول مرة مقاتلات من طراز إف - 22 رابتور التى تعتبر من أغلى وأحدث مقاتلات السلاح الجوى الأمريكي، حيث تتكلف الواحدة من هذا الطراز نحو 189 مليون دولار. وفى الوقت ذاته، قال البنتاجون إن 8 غارات جوية امريكية استهدفت أيضا جماعة خراسان التى تضم عناصر سابقين من القاعدة. وأضاف البيان أن الولاياتالمتحدة شنت ضربة أيضا لاحباط هجوم وشيك ضد الولاياتالمتحدة ومصالح غربية الذى كانت تخطط له شبكة من قدامى عناصر القاعدة - يشار اليها فى بعض الاحيان بتسمية مجموعة خراسان - والتى أقامت ملاذا آمنا فى سوريا لتطوير شن هجمات فى الخارج وصنع واختبار متفجرات يدوية الصنع وتجنيد غربيين للقيام بعمليات. ومن جانبه، قال الأدميرال جون كيربى المتحدث باسم البنتاجون فى بيان أمس أن الغارات تمت باستخدام المقاتلات والقاذفات وصواريخ توماهوك الهجومية. وقال كيربى إن الجنرال لويد أوستن قائد القيادة المركزية للجيش الأمريكى اتخذ قرار شن الضربات بموجب إذن من الرئيس الأمريكى باراك أوباما. وقد كشف مسئول أمريكى طلب عدم نشر اسمه إن قطر لعبت دورا داعما للهجمات الجوية، بينما قال مسئول أمريكى آخر إن سفينة أمريكية واحدة على الأقل أطلقت صورايخ توماهوك سطح سطح، كما استخدمت أيضا فى الهجمات طائرات مسلحة بدون طيار. وفى هذه الأثناء، قال المرصد السورى لحقوق الإنسان انه تم تنفيذ 50 ضربة جوية على الأقل ضد أهداف تنظيم داعش فى محافظتى الرقة ودير الزور. وبالإضافة لغارات التحالف ضد داعش فى الرقة قال المرصد السورى أن التحالف الدولى شن أيضاً فجر أمس 22 ضربة فى منطقة البوكمال على الحدود مع العراق أسفرت عن خسائر بشرية فى صفوف مسلحى التنظيم، كما شن التحالف غارات موازية على ريف حلب أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 50 مسلحا من عناصر القاعدة غالبيتهم من الاجانب. وقال رامى عبد الرحمن مدير المرصد إن الضربات الجوية استهدفت مبنى سكنيا فى محافظة حلب تستخدمه جبهة النصرة. وفى أول رد فعل سورى رسمى على الغارات، أعلنت سوريا دعمها لاى جهد دولى يصب فى مكافحة الارهاب فى إطار الاحترام الكامل لسيادتها الوطنية. وقالت وزارة الخارجية السورية فى بيان بثه التلفزيون السورى أن دمشق مع اى جهد دولى يصب فى مكافحة الارهاب مهما كانت مسمياته من داعش او جبهة النصرة او غيرها مؤكدة ان ذلك يجب ان يتم مع الحفاظ على حياة المدنيين الابرياء. كما جدد بيان للخارجية أنه تم إبلاغ مندوب سوريا الدائم لدى الأممالمتحدة بأن الولاياتالمتحدة وبعض حلفائها سيستهدفون مواقع للدولة الإسلامية (داعش) فى مناطق تواجده فى سورية. وكشفت الوزارة فى البيان الذى نشره موقع الهيئة العامة للإذاعة والتليفزيون السورى أنه بعد ذلك تلقى أيضاً وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم رسالة من نظيره الأمريكى جون كيرى عبر وزير خارجية العراق يبلغه فيها أن واشنطن ستستهدف قواعد تنظيم داعش الإرهابي. وفى عمان، اعترف مصدر مسئول فى القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية بمشاركة القوات الجوية فى ضرب مواقع الجماعات الإرهابية على الحدود مع سورية . ونقلت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) عن المصدر القول :على الرغم من التحذيرات المتكررة والإجراءات الحاسمة التى اتخذتها القوات المسلحة على الحدود الشمالية والشرقية فى مواجهة عمليات التسلل واطلاق النار تجاه المواقع العسكرية والتزام القوات المسلحة بمبدأ حماية الحدود على أمل أن يقوم الطرف الآخر بضبط حدوده والسيطرة عليها إلا أنه وللأسف ازدادت محاولات خرق الحدود وبشكل كبير خلال الشهرين الماضيين ما اضطر القوات المسلحة إلى توجيه ضربة جوية لعدد من المواقع التى تتخذها بعض الجماعات الإرهابية كمركز انطلاق لعملياتها تجاه الأراضى الأردنية . وأضاف المصدر أنه وفى الساعات الأولى من فجر أمس قامت تشكيلات من طائرات سلاح الجو الملكى الاردنى بتدمير عدد من الاهداف المنتخبة التى تعود لبعض الجماعات الارهابية التى دأبت على ارسال بعض عناصرها الارهابية لتنفيذ اعمال تخريبية داخل المملكة الاردنية الهاشمية.