على الصعيد العسكرى، وفى التوقيت ذاته الذى يشهد التحركات العربية للحل السياسى، أعلن الرئيس الأمريكى باراك أوباما "ملامح استراتيجية" لمواجهة تنظيم داعش الارهابى فى سوريا والعراق، وسعى الى تشكيل تحالف دولى "عربى فى الأساس" لخوض هذه المواجهة، وقال انه سيطلب من الكونجرس الأمريكى الموافقة على تدريب قوات المعارضة السورية فى السعودية، ومن جانبه أعلن الائتلاف السورى المعارض دعمه لاستراتيجية أوباما، قائلا ان المواجهة ستكون مع داعش والنظام معا. "الأهرام" توجه بعدد من التساؤلات، حول انعكاس هذه التطورات على طبيعة الوضع الميدانى، للعقيد هيثم العفيسى نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة "الجيش الحر" الذراع العسكرية للائتلاف السورى، فكان هذا الحوار. وفق رؤيتكم، ألا ترون أن قتال داعش سوف يصب فى مصلحة النظام ميدانيا على الأرض، لدخولكم أكثر من جبهة؟ نحن نرى أن الحرب ضد أى منهما، داعش أو النظام، هى حرب ضد الآخر أيضا، لأن النظام هو من أنتج داعش بالتعاون مع جهات أخرى لتدويل الثورة السورية، وهذا لاشك فيه، كما أن التحرك ضد داعش فى شمال البلاد الذى تتمركز به، لن يؤثر على سير المعارك ضد النظام فى الجنوب، ومناطق داعش لا توجد بها قوات النظام، فالقتال ضد هذا التنظيم لن يكون فى مصلحة النظام اذا تم التعاون والتنسيق بيننا فى هيئة الأركان والدول الداعمة. هل تم التنسيق بينكم وبين الأمريكان قبل اعلان أوباما طلبه موافقة الكونجرس على تدريبكم فى السعودية؟ سمعنا هذه التصريحات لكن لم يتم التواصل معنا بشأنها، وهناك عناصر تم تدريبها سابقا على يد الأمريكيين فى أكثر من بلد، وأغلب هذه الدورات كانت فى قطر خلال العام الماضى 2013، لكنه تدريب بسيط، والتدريب وحده لا يكفى لاسقاط النظام والتطرف معا، بل لابد من توافر الدعم والارادة الدولية لذلك. هناك أطراف دولية قالت مؤخرا انها ستقدم أسلحة متطورة لكم. الوعود كثيرة لكنها لم تعد ذات صدى لدينا لأننا سمعنا منها الكثير، ومن يقدم الدعم الآن لبعض القوى هى غرفة عمليات شكلتها عدة دول، ونحن نأخذ بعض الأموال ونقدمها للكتائب عن طريق الائتلاف والحكومة المؤقتة، لكن الأمريكان شاءوا أم أبوا لن يكون لديهم بديل عن هيئة الأركان، لأنها تمتلك القوة العسكرية المعتدلة. هل تقبلون بتسوية سياسية تضمن تنحى الأسد؟ تنحى الأسد ومحاكمته وأركان نظامه أمام محكمة محايدة تضمن عقابه هو أساس التسوية، ولن يتم قبول أى تسوية بغير هذه الشروط، لكن فى الوقت نفسه فالحل السياسى هو الأفضل. وهل التنحى وخروجه مع أركان نظامه بلا محاكمة مقابل تشكيل حكومة جديدة ترأسها المعارضة، مقبول لديكم؟ مرفوض نهائيا، ماذا نقول لأمهات الشهداء؟