يفرد كتاب «حروب الموارد الطبيعية.. المسرح الجديد للصراع العالمي» مساحة واسعة للحديث عن توزيع المياه وعلاقة ذلك بالصراعات المحتملة ويقول بالحرف الواحد: «إن توزيع المياه فى الأنهار التى تشترك فيها أكثر من دولة يعد مصدرا مزمنا للتوتر حتى تحت أفضل الظروف ومع وجود علاقات جيدة بين الدول. فما بالنا عندما يحدث تدهور سياسى عندئذ يدفع التدهور السياسى التوتر المائى نحو نقاط حاسمة فإذا ما حاولت دولة منبع بناء سد مثلا لزيادة حصتها من المياه فإن ذلك قد يدفع دول المصب لاتخاذ إجراءات عدائية... مشيرا إلى أن الأنهار الكبرى فى الشرق الأوسط وجنوب غرب آسيا هى نهر النيل ونهر الأردن ونهر دجلة ونهر الفرات ونهر الأندوس وهذه الأنهار كلها شهدت صراعات على مر التاريخ وعلى الرغم من أن هناك معاهدات واتفاقيات تنص على ضمان حصول كل دولة يمر بأراضيها النهر أو ينبع فيها على حصة معينة من المياه إلا أنه ما زالت هناك خلافات حول توزيع تلك المياه خصوصا فى حوض نهر النيل حيث يعد نهر النيل أطول أنهار العالم إذ يبلغ طوله 6 آلاف وستمائة وخمسين كيلو مترا من منابعه إلى المصب فى البحر المتوسط وهناك تسع دول تشترك فى حوض نهر النيل وهي: بوروندى والكونجو ومصر وإثيوبيا وكينيا ورواندا والسودان وتنزانيا وأوغندا. ويربط مؤلف الكتاب بين طبيعة صراعات المياه فى أحواض أنهار الأردن ودجلة والفرات والأندوس وصراعات دول حوض النيل مشيرا إلى أن هناك كيانات سياسية تتصارع على أنهار الأردن ودجلة والفرات وهى إسرائيل ولبنان وسوريا وفلسطين ونفس الشيء ينطبق على صراعات دول حوض نهر النيل ولكن هناك فارق واضح أنه بينما توجد دولة واحدة فقط فى حوض النيل ذات قوة عسكرية واضحة وهى مصر تمكنها من ردع أية محاولات تستهدف مياه النيل ف إن القوة العسكرية تتوزع على عدة دول فى أنهار الأردن ودجلة والفرات رغم تفوق إسرائيل عسكريا لأن الدول الأخرى تملك وسائل أخرى مثل المقاومة وحرب العصابات! وغدا نواصل القراءة.. خير الكلام: لا شيء يجف أسرع من مياه النهر والدموع! http://[email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله