أغلقت مراكز الاقتراع فى أسكتلندا أبوابها مساء أمس فى ختام يوم مصيرى للاستفتاء على البقاء فى الوحدة مع بريطانيا الممتدة منذ ثلاثة قرون أو إعلان قيام دولة مستقلة. ومنذ الساعات الأولى للصباح ، شهدت لجان الاقتراع وعددها يتجاوز ال2600 ، تدفقا كثيفا للناخبين، رغم الطقس الضبابى. وبدأ التصويت فى التاسعة صباح أمس بتوقيت القاهرة واستمر حتى الساعات الأخيرة من يوم أمس. وفور إغلاق مراكز الاقتراع ، تم نقل صناديق الانتخاب إلى نحو 32 مركزا إقليميا لفرز الأصوات ، ومن المتوقع أن تظهر النتائج النهائية صباح اليوم. وكان ما يزيد عن 4،2 مليون شخص قد سجلوا أسماءهم على قوائم الناخبين، وهو ما يمثل 97% من الهيئة الناخبة. وفى يوم مصيرى لم ينم فيه المواطن الأسكتلندى ، قررت غالبية الحانات والمقاهى مد فترة عملها طوال الليل. ووسط انقسام حاد داخل المجتمع الأسكتلندى، تباينت آراء الناخبين أمام مراكز الاقتراع ، فقد عبر بعضهم عن رفضهم القاطع للاستقلال، ووصف أحدهم الفكرة بأنها »أسخف ما سمعته أذناه». وفى المقابل، اعتبرت إحدى الناخبات أن سوء الطالع وضع اسكتلندا تحت إمرة البرلمان الانجليزى منذ عام 1707. وحتى بدء الاقتراع ، أظهرت أحدث استطلاعات الرأى تقدما طفيفا للمعسكر الرافض للانفصال، وإن كان لا يزال هناك نحو 600 ألف شخص لم يحسموا أمرهم. وأظهرت خمسة استطلاعات أجرتها مراكز «يوجوف«و«بانل بيس» و«سورفاشن» و«أوبينيم» و«آى سى ام» أن 52 %يؤيدون البقاء فى الوحدة مع بريطانيا، فى مقابل 48% يطالبون بالاستقلال. وشهدت اللحظات الأخيرة جهودا مكثفة من جانب المؤسسات البريطانية فى المواجهة الانفصال المحتمل والذى يعتبره المراقبون أكبر تهديد للملكة المتحدة منذ انفصال آيرلندا قبل نحو قرن من الزمان. وخرج الكثير من المشاهير عن صمتهم منادين شعب أسكتلندا بالبقاء ، فبعد نجم الكرة ديفيد بيكهام حذر جوردون براون رئيس وزراء بريطانيا السابق والذى ينتمى لأسكتلندا من أن أليكس سالموند زعيم الحركة الانفصالية يدفع البلاد إلى فخ. وفى المقابل، أعرب نجم كرة القدم الأسكتلندية ستيف أرشيبولد عن دعمه للاستقلال. وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن نشاط الحملة الداعمة للاستقلال كان ملحوظا بشكل أكبر فى شوارع أسكتلندا. وغطت لافتات تأييد الانفصال نوافذ المنازل فى غالبية المناطق، وأيضا فى جنبات الشوارع، وحتى الحلويات تم تزيينها بكلمة »نعم«. واحتل الحدث صدارة الصحف البريطانية ، وطبعت ألوان علمى أسكتلندا وبريطانيا على صفحاتها الأولى تحت عنوان «يوم المصير». وأوضحت وكالة الأنباء الفرنسية أن صحيفة »صنداى هيرالد« - الصادرة فى جلاسجو باسكتلندا - هى الوحيدة التى دعمت الاستقلال. وبينما يحبس العالم أنفاسه تحسبا لتفكك المملكة المتحدة، وجه الرئيس الأمريكى باراك أوباما نداءا - عبر موقع تويتر- فى الساعات الأخيرة، راجيا أن يبقى الحليف البريطانى قويا وفعالا وموحدا. و أضاف أن المملكة المتحدة تعد شريكا غير عادى لأمريكا وقوة من أجل الخير فى عالم غير مستقر. ووجه قادة الكنيسة فى اسكتلندا صباح أمس دعوة للمصالحة الوطنية بين الداعين للاستقلال عن المملكة المتحدة والمعارضين لها، محذرين من أن اسكتلندا قد تعانى من آثار نفسية سيئة بعد إعلان نتيجة الاستفتاء.