تتجه أنظار العالم صوب اسكتلندا اليوم، حيث ينطلق الاستفتاء التاريخى على الاستقلال وإنهاء الوحدة مع بريطانيا بعد أن دامت لأكثر من 300 عام. وأكدت مارى بيتكاثلى المكلفة بالاشراف على الاستفتاء، إن التوقعات تشير الى ارتفاع نسبة الاقبال على التصويت لتتجاوز ال80%. وتستقبل مراكز الاقتراع اليوم 4،3 مليون ناخب سجلوا أسماءهم فى قوائم الناخبين، ما يعادل 97% من هيئة الناخبين. وتستمر عملية الإدلاء بالرأى من السادسة صباح اليوم بتوقيت جرينتش - التاسعة بتوقيت القاهرة - وحتى التاسعة مساء، على أن يتم اعلان النتائج صباح غد الجمعة. وقبل ساعات من فتح مراكز الاقتراع أبوابها، ناشد رئيس وزراء الاقليم أليكس سالموند شعب اسكتلندا بانتهاز هذه الفرصة التاريخية لإنهاء الوحدة مع انجلترا، حسب تعبيره. وفى خطاب مفتوح، دعا سالموند المواطنين إلى أن يكون صباح الجمعة هو اليوم الأول للدولة الجديدة، مؤكدا أنها ستكون دولة أفضل، وحث الناخبين على الامساك بمستقبل بلادهم الجديدة بأيديهم. وحذرهم قائلا: »لا تدعوهم يقولون إننا لم نستطع«. وناشد سالموند بتجاهل ما وصفه ب »قصص الرعب واليأس العبثى المتزايد« من جانب الحكومة البريطانية. وقال إن اسكتلندا يمكن أن تصبح قصة نجاح عالمية ومنارة للتنمية الاقتصادية ورمزا للعدالة الاجتماعية. فى غضون ذلك، كثف أنصار الوحدة حملتهم فى محاولة لانقاذ المملكة المتحدة من التفكك. وحذر بلير ماكدوجال مدير حملة »معا أفضل« من أن القرار الذى سيتخذه الاسكتلنديون اليوم لن تكون هناك رجوع عنه. أما خارج اسكتلندا، فقد أعلن الانجليز الرافضون للانفصال اليوم السابق للتصويت »يوما للوحدة«، جابت مسيراتهم الحاشدة العاصمة لندن وبلفاست ومانشستر. فى الوقت ذاته، كشفت أحدث استطلاعات الرأى عن تقدم طفيف للمعسكر الرافض للانفصال، وإن كانت نسبة الأصوات المتأرجحة لا تزال كبيرة. وأظهر استطلاع أجراه مركز «آى سى ام» و نشرته صحيفة «سكوتسمان» أمس أن 45% يرفضون الاستقلال، فى مقابل 41% يؤيدونه. وعبر 14 % من المشاركين عن أنهم لايزالون مترددين. وفي استطلاع آخر أجراه مركز «أوبينيم»، تبين أن 49% يرفضون الانفصال، فى مقابل 45% يؤيدونه، بينما لم يحسم 6% من المشاركين أمرهم. أما صحيفة »سكوتش ديلى ميل« فقد نشرت استطلاعا أمس يشير الى أن 47،7% يرفضون الانفصال، بينما يؤيده 44،1%، وعبر 8.3% عن حيرتهم إزاء القضية. من جهة أخرى، سربت وسائل الاعلام البريطانية أن رئيس الوزراء ديفيد كاميرون يواجه انتقادات بشأن تعامله مع قضية استقلال اسكتلندا. ونقلت الصحف أن الغضب يعترى قادة حزب المحافظين الذى يتزعمه بسبب تعهده بتفويض سلطات جديدة لحكومة اسكتلندا حال رفض الانفصال. وكشف عدد من نواب البرلمان البريطانى عن أنهم طالبوا كاميرون بالاستقالة اذا صوتت اسكتلندا لصالح الانفصال. فى المقابل، دافع كاميرون عن نفسه فى تصريحات لصحيفة التايمز البريطانية مؤكدا أنه لا يندم على شىء في تعامله مع الأمر. وردا على سؤال عما إذا كانت فرص وآفاق الهزيمة في الاستفتاء قد تبقيه متيقظا فى أثناء الليل، أجاب كاميرون «بالطبع». يذكر أن استطلاعا للرأي أجرته شبكة (آي تي في) الإخبارية، قد كشف عن 31% من البريطانيين يعتقدون أنه يجب على رئيس الوزراء ديفيد كاميرون التقدم باستقالته إذا أصبحت اسكتلندا مستقلة. دوليا، تصاعدت المخاوف إزاء تفكك المملكة المتحدة. وحذر رئيس وزراء اسبانيا ماريانو راخوى من أن حركات الاستقلال على غرار تلك فى اسكتلندا وأيضا كاتالونيا (اسبانيا) تعتبر بمثابة «طوربيد» سيدمر التكامل الأوروبى. وفى الولاياتالمتحدة، دعا الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون الناخبين الاسكتلنديين للتصويت لصالح البقاء فى المملكة المتحدة. وقال إن هناك «مخاطر كبيرة» حول قضية العملة المشتركة وأن عملية التفاوض المعقدة الطويلة التي ستتبع عملية الاستقلال سيكون لها أثر كبير على إضعاف الاقتصاد الاسكتلندى«.