بعد أن صارت بريطانيا لسنوات طويلة ملجأ آمنا لشخصيات مثيرة للجدل، مما جعل محللين يطلقون على عاصمتها لندن لقب «لندستان»، يبدو أنه حان الوقت الذى تدفع فيه بريطانيا ثمنا فادحا لهذه السياسة. فقد هدد ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطانى بملاحقة تنظيم داعش الإرهابى مهما طال الوقت، بعد أن بث التنظيم شريط فيديو جديدا يصور ذبح عامل الإغاثة البريطانى ديفيد هينز. وقبل ساعات من ترأسه اجتماع الأزمة الحكومية «كوبرا»، سارع كاميرون إلى إدانة إعدام عامل الإغاثة، واصفا ذبح مواطنه ب «الجريمة الدنيئة» ومتوعدا ب «ملاحقة» مرتكبيها. وأضاف فى بيان له أننا سنفعل كل ما بوسعنا لملاحقة هؤلاء القتلة وضمان مثولهم أمام العدالة مهما تطلب الأمر من وقت. وفى تغريدة على حسابه على موقع التواصل «تويتر»، قال رئيس الوزراء البريطانى إن قلبى مع عائلة هينز التى برهنت على قوة وشجاعة استثنائيتين فى هذه المحنة. وفى واشنطن، عبر الرئيس الأمريكى باراك أوباما عن تضامن الولاياتالمتحدة مع بريطانيا بعد إعدام هينز، متوعدا بالقضاء على التنظيم المتطرف. وقال أوباما فى بيان إن الولاياتالمتحدة تدين بشدة القتل الهمجى للمواطن البريطانى على أيدى إرهابيى جماعة داعش. وأضاف البيان أن الولاياتالمتحدة سوف نعمل مع المملكة المتحدة ومع ائتلاف واسع يضم دولا من المنطقة والعالم لوضع مرتكبى هذا العمل الشائن أمام العدالة، وتحجيم هذا الخطر المحدق بشعوب دولنا والمنطقة والعالم، والقضاء عليه. وفى باريس، نددت الرئاسة الفرنسية بإعدام الرهينة البريطانى، معتبرة أنها «جريمة قتل بشعة تظهر جبن وحقارة داعش». وقالت الرئاسة فى بيان إن «جريمة القتل البشعة لهاينز تؤكد مرة جديدة على ضرورة حشد المجموعة الدولية صفوفها ضد تنظيم الجبن والحقارة». وعبرت عن «تضامنها» مع عائلة الرهينة وبريطانيا. وجاءت الإدانات الدولية للجريمة الإرهابية بعد ساعات من بث تنظيم داعش الإرهابى شريط فيديو يظهر فيه أحد عناصره وهو يقطع رأس عامل الإغاثة البريطانى، وبرر إعدام الرهينة بأنه رد على انضمام لندن إلى «التحالف الشيطانى» الذى تقوده واشنطن. وبث موقع «سايت» المتخصص فى رصد المواقع الإليكترونية الإرهابية شريط الفيديو الذى حمل عنوان «رسالة إلى حلفاء أمريكا»، ويظهر هينز 44 عاما جاثيا على ركبتيه ومرتديا بزة برتقالية وخلفه يقف إرهابى ملثم يحمل بيسراه سكينا ينحر به فى نهاية التسجيل الرهينة البريطانى، فى تكرار لسيناريو الشريطين اللذين سبقاه وصور فيهما التنظيم إعدام اثنين من الصحفيين الأمريكيين. ويبدأ الشريط ومدته دقيقتان و27 ثانية بمقتطف من تصريح لرئيس الوزراء البريطانى يعلن فيه عزم حكومته على مساعدة الحكومة العراقية وقوات البشمركة الكردية لقتال التنظيم المتطرف، بعدها يظهر فى الشريط الرهينة وخلفه المسلح الملثم الذى يوجه رسالة الى كاميرون بالإنجليزية وبلكنة بريطانية ويبدو أنه نفس الرجل الذى ذبح الصحفيين الأمريكيين فى السابق. وفى الشريط نفسه، يظهر رهينة بريطانى آخر هدد «داعش» بذبحه إذا أصر كاميرون على قتال التننظيم المتطرف. من جهة أخرى، أكد تونى أبوت رئيس الوزراء الأسترالى أن أستراليا ستنشر قوة مؤلفة من 600 فرد بينهم 400 من القوات الجوية و200 من القوات الخاصة فى دولة عربية، وستتمركز فى المقر الأمريكى. وأضاف أنه سيجرى إعداد ثمانى طائرات من طراز سوبر هورنيت وطائرات للإنذار المبكر والسيطرة وطائرة لاعادة التزود بالوقود فى الجو ونشرها خلال الأيام المقبلة. وقال أبوت إن هذه الخطوة إسهام «متعقل ومتناسب» فى الائتلاف الدولى، وإن حكومته لم تتخذ بعد القرار بإرسال قوات لعمل قتالى. وسوف تشهد باريس اليوم عقد مؤتمر دولى حول «السلام والأمن» فى العراق بحضور نحوعشرين دولة من بينها الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن والعراق والدول المجاورة لها، فضلا عن العديد من الدول الأخرى فى المنطقة ودول أعضاء من الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية. .. ومصر تدين بشدة مقتل «هاينز» كتب محمد العجرودى : أدانت وزارة الخارجية بشدة أمس جريمة قتل عامل الإغاثة البريطانى ديفيد هاينز على أيدى تنظيم «داعش» الإرهابى، معتبرة إياها «عملا بربريا ووحشيا» يتنافى تماما مع تعاليم الدين الإسلامى الحنيف التى هى منه براء، فضلاً عن خروجه عن كافة القواعد الإنسانية والأخلاقية. وجدد المتحدث باسم الخارجية التأكيد على ضرورة تضافر وتكاتف جهود المجتمع الدولى فى محاربة الإرهاب باعتبارها ظاهرة عالمية تستهدف الاستقرار والأمن والتنمية فى مختلف ربوع العالم وليس فى مكان بعينه. وسيتم خلال هذا المؤتمر بحسب قول وكالة الأنباء الفرنسية الإجابة على تساؤلات بشأن خريطة المشاركين فى التحالف الدولى ضد داعش، مثل: من سيضرب جوا، ومن سيسلح، ومن سيمول، ومن سيوفر المعلومات المخابراتية، ومن سيقوم بالجهود الإنسانية.