مصر بحاجة إلى استعادة الابتسامة والضحكة بعد أن غابت عن حياتنا فى السنوات الأخيرة تحت وطأة حزمة هائلة من اسطوانات الهم والغم والنكد التى انتشرت ألحانها الرتيبة والكئيبة وباتت عنوانا لخطاب عام سوداوى حقود على شاشات التليفزيون وصفحات الصحف وعروض السينما ثم انتقلت العدوى إلى خشبة المسرح ليتضاءل حجم المعروض من روايات الكوميديا إلى درجة تقترب من الانعدام. أتحدث عن الحاجة الضرورية فى هذه المرحلة لإحياء فن الضحك والابتسامة فى المسرح والسينما من أجل إعادة الروح للشخصية المصرية التى اشتهرت فى محيطها العربى بأنها الشخصية القادرة على قهر المشاكل والتحديات بالابتسامة والنكتة اللاذعة التى منحت الإنسان المصرى وصفا يتفرد به دون سائر البشر حيث يشار إليه بأنه «ابن نكتة»! مصر التى تواجه الإرهاب الأسود تحتاج إلى عودة الابتسامة إلى الشفاه لأن هدف الإرهاب هو إشاعة جو الحزن والكآبة ونشر اليأس والإحباط ولكن شعب مصر لن يسمح بذلك وأهم سلاح فى يده هو استمرار الإصرار على انطلاق الضحكات الصافية من القلوب لصنع البهجة وإنعاش الروح وتقوية المناعة الذاتية فى مواجهة أعداء الحياة. إن صناعة الضحك عمل سياسى كبير وتاريخ الكوميديا المصرية على خشبة المسرح يشهد لها بأنها لم تكن تستهدف الضحك من أجل الضحك كما يدعى البعض وإنما كان وراء كل ضحكة معنى سياسى كبير صاغه ونسجه تباعا أجيال عظيمة من رواد الكلمة الساخرة مثل بديع خيرى وأبوالسعود الإبيارى وفايز حلاوة ومحمود السعدنى وأحمد رجب ونجح فى تقديمه بشكل مبهر عباقرة التمثيل بدءا من نجيب الريحانى وعبدالفتاح القصرى وإسماعيل يس وشرفنطح ووصولا إلى جيل عادل إمام وسمير غانم وسعيد صالح ومحمد صبحي. والشعوب الواعية تؤمن بأن الكوميديا جزء من عمل السياسة التى هى فن التغلب على المصاعب والمتاعب بروح الثقة فى النفس التى لا تتوفر إلا لمن يملكون راحة النفس ورواق البال. خير الكلام: أسعد الناس من يحرص على إسعاد غيره ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله