ودع الشعب المصرى بمختلف طوائفه وفئاته الكاتب الساخر أحمد رجب ، بعد أن ترك للقارىء المصرى تراثا زاخرا لأجيال عديدة فى الثقافة و الصحافة والنقد السياسى والاجتماعى بأسلوب راق من خلال عموده الأشهر " نص كلمة " ، وليلقى وجه ربه بعد أقل من شهر من رحيل رفيق كفاحه فى الصحافة الفنان رسام الكاريكاتير الكبير مصطفى حسين الشهر الماضى، وقد خرج جثمان أحمد رجب - بناء على وصيته - من دار الأخبار ثم مسجد عمر مكرم ومنها إلى مدينته الإسكندرية. أحمد رجب استطاع أن يحفر اسمه بسهولة فى قلوب قرائه من خلال عموده المؤثر " نص كلمة " حيث أصبح رائد مدرسة فن السخرية المصرى التى لاتقف عند حدود الإفيهات ولا تهدف لتسلية القارىء لكنها تقدم نقدا سياسيا واجتماعيا مثلما كان يفعل من قبل عبدالله النديم ، وبيرم التونسى ، ومحمد عفيفى ، حيث يوظف أفكاره وثقافته ويمزجها برأى عام ليصل إلى أقصى درجات النقد ، مما جعله حيا فى الذاكرة ، وقادرا على تجديد نفسه بتقديم العديد من الشخصيات منها فلاح كفر الهنادوة الذى يجسد بروح ساخرة أوجاع المواطن المصرى وهو يخاطب رئيس الوزراء ، ويحكى عن مشاكل الفلاحين ، ثم شخصيات كمبورة ، وعبده مشتاق ، والكحيت ، وعزيز بك الاليت ، وعبد الروتين ، ومطرب الأخبار ، وعباس العرسة ، وعلى الكومندا ، بالإضافة إلى مقاله "الفهامة" مما جعل القارىء العربى يرتبط به ارتباطا وثيقا طوال مسيرته الصحفية. شارك في تشييع الجثمان عدد من الشخصيات السياسية والاعلامية والفنية ، منهم: الكاتب الكبير صلاح منتصر ، وياسر رزق رئيس مجلس إدارة «أخبار اليوم» ، وضياء رشوان نقيب الصحفيين ، وجلال مصطفى سعيد محافظ القاهرة ، ود. مصطفى هدهود محافظ البحيرة ، وإبراهيم المعلم ، ومحمد عبدالقدوس ، والإعلاميان عمرو أديب ، وجابر القرموطى ، ومن الفنانين محمود عبد العزيز ، ويسرا ، والمخرجة ساندرا نشأت ، والكابتن طاهر أبو زيد وزير الرياضة السابق. وقد حصل الكاتب الراحل على العديد من الجوائز كان آخرها شخصية العام من مركز دبى للصحافة العربية ، واستمر أحمد رجب في كتابة عموده اليومي "نصف كلمة" لأكثر من نصف قرن، وكان يعد من أهم الأعمدة الصحفية في الصحف المصرية والعربية . قالوا عن الراحل : جلال مصطفى سعيد محافظ القاهرة: "برحيل أحمد رجب فقدت الصحافة المصرية والعربية كاتباً كبيراً، وقامة عظيمة". الكاتب محمد عبدالقدوس: "إن الصحافة المصرية تكبدت خسارة كبيرة برحيل ملك الصحافة الساخرة، أحمد رجب ويعد الراحل من الكتاب النابغين الذين برعوا في القلم دون الاستفادة من وسائل الاتصال الحديثة، وادعو الله ان يكون في افضل مكان عند ربه". المخرجة ساندرا نشأت: "إن الكاتب الكبير أحمد رجب كان مبدعاً ومؤثراً في كل من حوله ، وكان السبب الرئيسي الذي جعلنى أحب السينما، وذلك قبل أن اتعرف اليه، فهو الاب الروحي لي " . منى علي أمين : "رحيله خسارة كبيرة للصحافة المصرية، فكانت تجمعنا علاقة أسرية قوية به ، حيث كان دائم الحرص على السؤال عن الأسرة لاننا أولاد على أمين ومصطفى أمين أصدقاء شبابه فهو صديق العائلة يرحمه الله".